أبوظبي – صوت الإمارات
استطاعت عائشة المنصوري، التفوّق علي بقية زملائها من مختلف الجنسيات في "الاتحاد للطيران"، واختيرت من الشركة لتصبح أول مواطنة إماراتية تقود أكبر طائرة في العالم، وهي الطائرة العملاقة "إيرباص إيه 380".
وأوضحت إنها "شعرت بالفخر الشديد، وبالمسؤولية الكبيرة الملقاة علي عاتقها، بعد أن اختارتها الشركة بعد اختبارات صعبة لتقود الطائرة التي تعدّ من الجيل الجديد للطائرات، وتعدّ أكبر طائرة ركاب تجارية في العالم، وتحمل عدداً يراوح بين 550 و580 راكباً".
وأضافت المنصوري، وهي مساعد طيار في "الاتحاد للطيران" "إنها انضمت إلى برنامج الطيارين الإماراتيين التابع للشركة منذ عام 2007، ودرست عامين في الأكاديمية الدولية للطيران (هورايزن) بالعين، وعينت مساعد طيار ثان في (الاتحاد للطيران)، وبدأت قيادة الطائرات من طراز (إيرباص إيه 320)، إذ اقتصرت رحلاتها على الرحلات القصيرة التي تقل عدد ساعات الطيران بينها وبين أبوظبي عن خمس ساعات".
وأشارت إلى أنها "رقيت بعد أربع سنوات من انضمامها إلى الشركة لمساعد طيار، وبدأت قيادة الطائرات من طراز (إيرباص إيه 330)، وذهبت بها إلى وجهات بعيدة تحتاج أحياناً إلى أكثر من 12 ساعة طيران، مثل أستراليا وفرنسا والمغرب، وغيرها لتحقق حتى الآن 3000 ساعة طيران".
وذكرت المنصوري أنه "بعد اختيارها لتكون أول إماراتية تقود الطائرة العملاقة (إيرباص ايه 380) قامت بقيادة الطائرة إلى نيويورك وملبورن وسيدني وبومباي ولندن"، لافتة إلى تلقيها تدريبات مكثفة في "الاتحاد" بعد اختيارها لتقود الطائرة، بعد أن بدأت الشركة في تسلم طائرات عدة من هذا الطراز من شركة "إيرباص" الفرنسية تباعاً منذ نهاية عام 2014.
وتطمح المنصوري إلى أن يتم ترقيتها إلى كابتن طيار، وهي بحاجة للوصول إلى 5500 ساعة طيران حتى تصبح كابتن طيار. كما تتمني أن يتم اختيارها كذلك مستقبلاً لتقود الطائرة "إيرباص إيه 350"، وهي أحدث طائرة في العالم، وستتسلمها "الاتحاد" خلال العام المقبل، موضحة أن "حجم هذا الطراز أصغر، إلا إنها متقدمة تكنولوجياً للغاية".
وعن الصعوبات والتحديات التي تواجهها في مهنتها، قالت: "إنها تعشق هذه المهنة التي كانت تتمناها منذ الطفولة، وأنها لا تشعر بأن هناك فارقاً بين الرجل والمرأة في هذه المهنة، أو في غيرها من المهن، فالصعوبات التي تواجه الرجال والنساء في هذه المهنة واحدة لا تختلف، وهي ساعات العمل الطويلة أحياناً، وعدم الحصول علي إجازات أيام الجمع والأعياد والعطلات الرسمية".
وأكدت أنها "تتلقي الدعم بشكل كامل من (الاتحاد للطيران)، وعائلتها وأصدقائها، وتشعر بأنهم يفخرون بها ويساندوها في كل الظروف لمواجهة التحديات والصعوبات التي تواجهها".
وأكّدت نائب الرئيس لشؤون الموارد البشرية في "الاتحاد للطيران" و"الاتحاد الهندسية"، منى وليد، أنه "توجد حالياً 50 مواطنة يقدن طائرات في (الاتحاد للطيران)، ويشمل هذا العدد المواطنات المتدرّبات على الطيران".
وذكرت أن "الشركة ركزت جهودها منذ إطلاقها في عام 2003 على مبدأ تكافؤ الفرص في استقطاب وتطوير الكوادر الإماراتية من الجنسين، من أجل إيجاد فرص عمل واعدة، وإعداد قادة المستقبل في قطاع الطيران على المستوين الوطني والعالمي"، مشيرة إلى أن "الاتحاد" تخطت تماماً مرحلة الصعوبة في استقطاب المواطنين في قطاع الطيران بعد أن أصبح المواطنون، لاسيما الشباب على قناعة تامة بأنه يوجد مجال كبير للمواطنين للعمل في شركتهم الوطنية في مختلف القطاعات.
وذكرت منى وليد إن "المواطنات في (الاتحاد للطيران) يعملن في مختلف الوظائف، بما فيها الضيافة الجوية، وهندسة الطيران، والتسويق، والموارد البشرية، والشؤون المالية والإدارية، والمحطات الخارجية"، كاشفة أن "هناك ما يراوح بين 150 و200 مواطن ومواطنة يعملون سنوياً في المحطات الخارجية للشركة في دول ومدن رئيسة في الولايات المتحدة وأوروبا واليابان والخليج".
ولفتت إلى أن "جميع البرامج التدريبية التي تقدمها (الاتحاد للطيران) حالياً - وعددها يفوق 22 برنامجاً متخصصاً - تُسهم جميعها في صقل مهارات الكوادر الوطنية من المواطنين والمواطنات الإماراتيات، ومنحهم خبرات عملية تكفل مساراً وظيفياً آمناً".