نجاح مارغريت تاتشر في بيع مقاتلات بريطانية للمملكة العربية السعودية

تُعَدُّ صفقة بيع طائرات حربية للمملكة العربية السعودية بقيمة 43 مليار جنيه استرليني في منتصف ثمانينيات القرن الماضي، أكبر صفقة تصدير بريطانية على الإطلاق، بالاضافة الى كونها واحدة من أكثر الاتفاقات إثارة للجدل. ولكن الآن كشفت ملفات كيف ضغطت رئيسة الوزراء البريطانية السابقة، مارغريت تاتشر على السعوديين من أجل التوصل الى اتفاق قبل أن ينجح الفرنسيون في ذلك.

فلقد اظهرت الوثائق السرية التي نشرها الأرشيف الوطني البريطاني ان تاتشر قامت بزيارة السعودية اثناء عودتها من جولة في جنوب شرق آسيا في أبريل 1985. وكان السعوديون يفضلون شراء طائرات حربيىة من الفرنسيين، ولكن تاتشر استغلت تواجدها في المملكة من أجل مساعدة شركة "بي إيه إي" للفوز بالصفقة، كما كشفت الملفات أن الأمير بندر بن سلطان وجه دعوة لتاتشر من أجل مقابلة الملك الراحل فهد بن عبد العزيز في العاصمة الرياض.

وعلى الرغم من أن وثيقة رسمية حول اللقاء الذي عُقد في 14 أبريل/نيسان 1985 لم تشر إلى أن الجانبين ناقشا صفقة الطائرات، ولكن رئيسة الوزراء قالت في رسالة إلى الملك في اليوم التالي: "كنت سعيدة لأننا كنا قادرين على مناقشة هذا الموضوع على الغداء، إنني أتطلع لاستقبال مبعوث جلالتكم الشخصي قريباً من أجل ان نتمكن من إبرام هذه الصفقة بنجاح."

كما اظهرت الملفات السرية أن وزير الدفاع آنذاك، مايكل هيزلتاين قد دعم رحلة تاتشر إلى المملكة العربية السعودية لمعرفته أنها من المرجح ان تؤدي الى عقد الاتفاق. وفي سبتمبر/أيلول 1985 تم التوقيع على الاتفاق المبدئي بشأن تزويد السعودية بطائرات "تورنادو"، و"هوك" و" بي سي 9" كجزء من صفقة "اليمامة" التي اثارت الجدل بسبب مزاعم الرشوة والفساد.

وفي عام 2010، اعترفت "بي إيه إي" بتهمتين جنائيتين ودفعت غرامات بقيمة 286 مليون جنيه استرليني لتسوية تحقيقات بين الولايات المتحدة وبريطانيا. وكان هناك ادعاء أيضاً يفيد بأن ابن تاتشر، مارك تلقى 12 مليون جنيه استرليني لعمله كوسيط في الصفقة، ولكن مجلس الوزراء نفى مراراً وتكراراً اشتراك مارك في الصفقة.