لندن - سليم كرم
التقت أنجلينا جولي الممثلة الأميركية زوجها براد بيت حينما كانت تلعب دورا قاتلة محترفة، وحصلت على جائزة "أوسكار" لدور مريضة نفسية في مستشفى للأمراض العقلية، لكن الدور الأخير لأنجلينا ربما يبدو أكثر غرابة حتى الآن.وفقا لصحيفة "غارديان" البريطانية تم تعيين نجمة ومخرجة هوليوود أستاذا زائرا في كلية لندن للاقتصاد، في برنامج جديد للدراسات العليا عن النساء والسلام والأمن؛ إذ يركز على تأثير الحرب على النساء، حسبما أعلنت الجامعة نفسها الاثنين 23 أيار/ مايو الجاري. وبداية من عام 2017 ستنضم جولي إلى وزير الخارجية السابق ويليام هيغ بأنه "أستاذ ممارس" في إطار هذا البرنامج الجديد، الذي وصفته الكلية بأنه الأول من نوعه في العالم. ويهدف البرنامج التدريبي إلى "(تطوير) الاستراتيجيات لتعزيز المساواة بين الجنسين وتعزيز المشاركة الاقتصادية والأمنية والاجتماعية والسياسية للمرأة" بالتعاون مع الأساتذة الزائرين الذين يؤدون دورا مهما في إلقاء المحاضرات والمشاركة في ورش العمل وإجراء البحوث الخاصة بهم .
وقالت نجمة ومخرجة هوليوود التي أصبحت سفيرا للنوايا الحسنة لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في عام 2001، وتعمل حاليا مبعوثا خاصا: إنها متحمسة جدا لهذا البرنامج، وتأمل في أن تحذو الجامعات الأخرى حذو كلية لندن للاقتصاد والعلوم السياسية. وأضافت "من المهم أن نوسع نطاق النقاش حول كيفية تعزيز حقوق المرأة وإنهاء الإفلات من العقاب على الجرائم التي تؤثر على النساء بشكل غير متناسب مثل العنف الجنسي في النزاعات". وتابعت " أتطلع إلى التدريس والتعلم من الطلاب، فضلا عن تبادل الخبرات في بلدي للعمل جنبا إلى جنب مع الحكومات والأمم المتحدة".
يبدأ هذا البرنامج الذي سيستمر لمدة سنة ويمكن للطلاب التقدم له خريف هذا العام مع بداية العام الدراسي 2017. وقالت متحدثة باسم كلية لندن: إن جولي واللورد هيغ سيدرسان مرة على الأقل في العام خلال فترة مشاركتهم في البرنامج، فـ"بقدر جداولهم والتزامهم بالنحو المتفق عليه مع مدير المركز، وسيتم السماح لهم بالتدريس". وقالت الجامعة في بيان: إن لقب الأساتذة الزائرين الممارسين يطلق على "الأشخاص الذين لديهم تميز مناسب داخل منطقتهم من الممارسة (غير أكاديمية)، ويشمل ذلك الأفراد الذين حققوا مكانة بارزة في الخدمة العامة، أو الذين حققوا التميز في مهنتهم، ومن خلال خبرتهم العملية." فالأستاذ الزائر وظيفة غير مدفوعة الأجر.وعينت الكلية أيضا مديرة منظمة العفو الدولية في جنيف جين كونورز أستاذا زائرا في البرنامج، فضلا عن الأمينة العامة للرابطة الدولية للمرأة من أجل السلام والحرية مادلين ريس.
وعملت جولي وهيغ معا منذ عام 2012 على قضية منع العنف الجنسي في حالات النزاع، ثم تشاركا في رئاسة قمة عالمية حول هذا الموضوع بعد ذلك بعامين، ويعد أكبر تجمع دولي من أي وقت مضى على هذا الموضوع. وكانا حاضرين معا على حد سواء في العام الماضي عند إطلاق برنامج المرأة و السلام والأمن. وكشف تقرير برلماني بريطاني في الشهر الماضي أن هذه المبادرة التي تقودها المملكة المتحدة الناشئة عن القمة العالمية، قد تعاني من الانهيار دون القيادة الشخصية لهيغ الذي خسر رئاسة الوزراء في انتخابات العام الماضي. ووجدت لجنة التحقيق المختارة من مجلس اللوردات في وزارة الخارجية أن الحكومة ليس لديها خطة خماسية لتنفيذ مبادرة وقف العنف الجنسي في النزاعات، ولا توجد قائمة متماسكة من البلدان ذات الأولوية في هذه المشكلة، ولا حتى وسيلة كافية للدبلوماسيين لقياس مدى تنفيذ تعهدات هذه الدول.