رام الله ـ نهاد الطويل
شرعت الأسيرات الفلسطينيات في معتقل"الشارون" الإسرائيلي، بحملة تصعيد احتجاجاتهن، بسبب سياسة الإهمال الطبي الذي يتعرضن له، حيث أرجعن وجبات الطعام. وأفادت وزارة الأسرى والمحررين الأحد، في رام الله أن الأسيرات في معتقل "الشارون" وعددهن 19 أسيرةً، قمن بإعادة وجبات الطعام احتجاجاً على سياسة الإهمال الطبي وعدم تقديم العلاج لزميلاتهن لينا غربوني(34عاماً)، وهي أقدم الأسيرات ومحكوم عليها بالسجن ثمانية عشر عاماً منذ العام 2002. وأكدت الأسيرة منى قعدان إلى محامي الوزارة، أن حالة غربوني الصحية تسوء، وهي في حاجة إلى علاج وإجراء عملية جراحية، بسبب معاناتها من آلام حادة في المرارة. وأوضح مركز أسرى فلسطين للدراسات الأحد، أن الاحتلال الإسرائيلي صعّد في الآونة الأخيرة من سياسة اختطاف النساء والفتيات الفلسطينيات، الأمرالذي أدى إلى ارتفاع عددهن في سجون لاحتلال إلى 19 أسيرةً . وأشار المدير الإعلامي للمركز الباحث رياض الأشقر في تصريحات خص بها الـ" مصر اليوم "إلى أن محاكم الاحتلال أجلت في الأسبوع الأخير محاكمة ثلاثة من الأسيرات بحجة عدم استكمال الملفات الخاصة بهن، حيث مددت محكمة سالم العسكرية اعتقال الأسيرتين نوال السعدي(53 عاماً)، والمعتقلة منذ تاريخ 4 تشرين الثاني/ نوفمبر العام 2012 ، ومنى قعدان(41 عاماً)، المعتقلة بتاريخ 13تشرين الثاني/ نوفمبرالعام 2012 وهما من مدينة جنين، فيما أجلت محكمة"عوفر"العسكرية محاكمة الأسيرة آلاء أبو زيتون(21 عاماً) من بلدة عصيرة الشمالية في محافظة نابلس للمرة الخامسة. ومددت محكمة "بتاح تكفا" العسكرية توقيف الأسيرة دنيا ضرار واكد(27 عاماً) من طولكرم لمدة" 8 أيام" لاستكمال التحقيق معها، وهى معتقلة منذ 26أيار/ مايو العام2013، فيما مددت ما يسمى بـ"محكمة الصلح" في القدس المحتلة اعتقال الأسيرة المقدسية"إنعام كولمبو"بعد أن كان من المتوقع إطلاق سراحها وتحويلها إلى الحبس المنزلي في العيساوية، وهى معتقلة منذ 2 نيسان / أبريل العام2013 . وبيّن الأشقر أن الأسيرات يعانين من ظروف صعبة، ومازال الاحتلال يحتجزهن إلى جانب الجنائيات مما يُشكل خطر عليهن، كذلك مازال يراقب حركتهن في الغرف والممرات عبر الكاميرات، التي قام بوضعها منذ عام في أقسامهن في سجن الشارون، وتتعرض الأسيرات إلى عمليات اقتحام الغرف في ساعات متأخرة من الليل، حيث تعبث في أغراضهن الخاصة، وتُقلب محتويات الغرف رأساً على عقب لهدف التفتيش عن أشياء ممنوعة، إضافة إلى حرمانهن من الزيارات ولفترات طويلة, وعدم السماح لهن باقتناء مكتبة داخل السجن، وحرمان الأسيرات من التعليم، وحرمان الأهل من إدخال أي مواد تتعلق بالأشغال اليدوية التي تقوم الأسيرات بإعدادها، ولا تسمح للأسيرات بإخراج الأعمال اليدوية التي قمن بإعدادها إلى الأهل خلال الزيارات، كذلك تمنع وصول أو إرسال الرسائل من وإلى الأسيرات، أو السماح لهن بالاتصال بذويهن حتى في الحالات الخاصة . ولفت الأشقر إلى أن الأسيرات يعانين من سياسة الإهمال الطبي المتعمد، التي تمارسها الإدارة بحقهن ، حيث أن عدداً منهن مريضات ومن بينهن الأسيرة هبه بدير، التي تعاني من آلام في المعدة، وتعرضت إلى تعذيب وضغوطات نفسية خلال اعتقالها واستجوابها، حيث تم تعصيب عينيها وتقييد يديها ونقلها إلى معتقل التحقيق في سجن عسقلان، وهناك جرى تحقيق متواصل من دون أن يتم إعطاؤها أي مجال إلى النوم أو الراحة، فكلما حاولت النوم يتم إيقاظها وإخضاعها مجدداً إلى التحقيق، وقد تم مصادرة الدواء منها من قِبل المُحققين حين اعتقالها بداية نيسان / أبريل الماضي مما أدى إلى تدهور وضعها الصحي. ومن بين الأسيرات اللاتي كن ضحايا ممارسات الاحتلال الإسرائيلي لينا غربوني(34عاماً)، من سكان عرابة البطوف داخل الأراضي المُحتلة العام 1948 وهي أقدم الأسيرات، وتعاني من آلام حادة في المرارة، وفي حاجة إلى علاج وإجراء عملية جراحية، كما تعاني من صداع مستمر، وانتفاخ في القدمين، وتحتاج إلى عملية جراحية، كما قرر الأطباء ذلك، إلا أن سُلطات الاحتلال تتعمد إهمال علاجها بشكل واضح، واكتفى أطباء السجن بتقديم الأقراص المُسكنة لها". مما دفع زملاؤها الأسيرات في سجن الشارون إلى إعادة وجبات الطعام احتجاجاً على سياسة الإهمال الطبي، التي تتعرض لها الغربوني، كذلك تعاني الأسيرة المُسنة سلوى حسان من ظروف صحية صعبة وحياتها مُعرضة إلى الخطر، كونها كبيرة في السن وتبلغ من العمر(54 عاماً) وتعاني من أمراض عدة أهمها مرض الروماتيزم ونقص في الكالسيوم، وضعف في البصر وآلام في القدمين . وفيما تواجه الأسيرات أحكاماً مختلفة، وكان آخرهن الأسيرة آلاء عيسى محمد الجعبة(19عاماً)، من مدينة الخليل، والتي فرضت عليها محاكم الاحتلال بالسجن لمدة(27 شهراً)، ودفع غرامة مالية قدرها 3000 شيكل، وهي معتقلة منذ 7كانون الأول/ ديسمبرالعام 2011، بينما مازالت 12 أسيرةً موقوفة دون محاكمة، وتحتل الخليل العدد الأكبر من الأسيرات، حيث هناك 7 أسيرات من الخليل، و 3 أسيرات من بيت لحم، و 3 أسيرات من جنين، وأسيرتان من القدس، وأسيرتان من نابلس، ، أسيرة من طوباس، وأسيرة من الأراضي المحتلة العام 1948 ، وهي الأسيرة لينا الغربوني وهي عميدة الأسيرات الفلسطينيات، وأقدم أسيرة في السجون، حيث إنها معتقلة منذ العام 2002 وتقضي حكماً بالسجن لمدة(17عاماً) . وذكر الأشقر أن 5 أسيرات أمهات لديهن عدد من الأبناء وهن"سلوى حسان، من الخليل، أكبر أسيرة عمراً موجودة في سجون الاحتلال، حيث يبلغ عمرها 55 عاماً، وهي أم لستة أطفال ومحرومين جميعهم من زيارة السجن، لم يزوروها سوى مرتين فقط من تاريخ اعتقالها، بالإضافة إلى ذلك تم اعتقال نجليها منذر وإبراهيم من قِبل قوات الاحتلال مرات عدة، والأسيرة نوال السعدي (53 عاماً) من جنين، لها ستة أبناء وخمسة بنات، كما استشهد ابناها عبد الكريم وإبراهيم في مواجهات مع قوات الاحتلال في جنين، وعائلتها محرومة من الزيارة، حيث لم تتم زيارتها منذ تاريخ اعتقالها سوى مرة واحدة فقط. والأسيرة الثالثة أسماء البطران(24 عاما) من الخليل، وهي أم لستة أطفال، وكانت طالبة في جامعة الخليل وقت اعتقالها، والأسيرة الرابعة انتصار الصياد (38 عاماً)، من القدس، وهي معتقلة من تاريخ 22 تشرين الثاني/ نوفمبرالعام 2012، وحُكم عليها لعامين ونصف، وهي أم لأربعة أطفال، والأسيرة هبه بدير، وهي أم لطفلتين (5، 7 أعوام) ". وكشف الأشقر عن أسماء الأسيرات ال 19 اللاتي مازلن في سجون الاحتلال, وهن" الأسيرة لينا أحمد الغربوني من الأراضي ألمحتلة العام 1948، وتقضي حكماً بالسجن لمدة(17 عاماً)، والأسيرة سلوى عبد العزيز حسان من الخليل، ومعتقلة من19تشرين الأول/ أكتوبرالعام2011، ومحكوم عليها بالسجن لمدة(21 شهراً) ، والأسيرة آلاء عيسى الجعبة من الخليل ومحكوم عليها بالسجن(27 شهراً)، ومعتقلة منذ 7 كانون الأول / ديسمبرالعام2011، والأسيرة هديل طلال عيسى أبوتركي(17 عاماً) من الخليل، وهي أسيرة محررة أمضت في سجون الاحتلال 6 أشهر، ومعتقلة منذ 26 تموز/ يوليو العام 2012 ، ومحكوم عليها بالسجن لمدة عام، والأسيرة أسماء يوسف البطران من الخليل، وهي أيضاً أسيرة محررة، وهي معتقلة منذ 27 آب / أغسطس العام 2012، محكوم عليها بالسجن لمدة 10 أشهر، والأسيرة إنعام عبد الجبار الحسنات من بيت لحم، ومحكوم عليها بالسجن لمدة عامين، وهي معتقلة منذ 4 أيلول / سبتمبرالعام 2012، والأسيرة نوال سعيد السعدي(50 عاماً)، من جنين وهي زوجة القيادي بسام السعدي، ومعتقلة منذ 5 تشرين الثاني / نوفمبر العام 2012، وهي موقوفة، والأسيرة منى حسين قعدان من جنين وهي أسيرة محررة ضمن صفقة وفاء الأحرار، والأسيرة انتصار محمد الصياد من القدس، وحكم عليها الاحتلال أخيراً بالسجن لمدة عامين ونصف وهي متزوجة ولديها 4 من الأبناء ، والأسيرة آيات يوسف محفوظ من الخليل وهي موقوفة، والأسيرة آلاء محمد قاسم أبو زيتون من بلدة عصيرة الشمالية وهي معتقلة منذ 9 شباط / فبرايرالعام 2013 وموقوفة،والأسيرة نهيل طلال أبوعيشة من الخليل واتهمها الاحتلال بتصنيع عبوات ناسفة، والأسيرة إنعام كولومبو وهي من الجالية الأفريقية في القدس ومدد الاحتلال اعتقالها لحين عرضها على المحكمة، والأسيرة هبة محمد أبو رزق من بيت لحم وهي معتقلة منذ 17آذار/ مارس العام2013، وموقوفة، والأسيرة هبة بهجت بدير من بيت لحم، وهي معتقلة منذ 2 نيسان / أبريل العام2013، بعد اقتحام منزلها واعتقالها أمام أطفالها، ومصادرة أجهزة حاسب آلي واتصال من المنزل،ومازالت موقوفة، والأسيرة سيرين خالد صوافطة من طوباس، وهي معتقلة منذ 15أيار / مايو العام 2013 ، واختطفت عند أحد الحواجز وهي عائدة من الجامعة، وقام الاحتلال باقتحام منزلها بعد اعتقالها مباشرة وتفتيشه وتحطيم محتوياته، والأسيرة " تحرير ساطي القني من نابلس وهي معتقلة منذ 13 أيار/ مايو العام2013، بعد اقتحام منزلها واعتقالها مع شقيقها، والأسيرة دنيا ضرار واكد من طولكرم، والأسيرة "وصفية سليمان بشارات، والتي اعتقلت خلال محاولة تهريب لشقيقها الأسير خضر في سجن غلبوع . وناشد المركز المجتمع الدولي، والمؤسسات الحقوقية المختلفة، وبخاصة التي تعني لقضايا المرأة، بأن تُرسل لجان تحقيق للاطلاع على أوضاع المرأة الفلسطينية الأسيرة، والتي تتعرض لأبشع الجرائم في سجون الاحتلال، وأن تتدخل لوضع حد لمعاناة الأسيرات المُتفاقمة، وتطبيق اتفاقية جنيف الرابعة على الأسرى والأسيرات، والذين تزداد أوضاعهم قسوة .