النجمة أنجلينا جولي

هاجمت النجمة أنجيلينا جولي تعليقات دونالد ترامب المعادية للمسلمين الإثنين موضحة أو موقف المليونير لا يتطابق مع رؤيتها لأمريكا، وقدمت الممثلة ومبعوثة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين نداء حماسي من أجل اللاجئين في هيئة الإذاعة البريطانية في لندن، وأوضحت شبكة "سي إن إن أن" جولي أغلقت عينيها وهزت رأسها في استنكار عندما سألها أحدهم عما تعتقد تجاه موقف ترامب المعادي للمسلمين، وأضافت جولي (40 عامًا): " بالنسبة لي بُنيت أميركا على تجمع الناس من جميع أنحاء العالم من أجل الحريات وخاصة حرية الدين، ولذلك من الصعب سماع ذلك من شخص ربما يكون الرئيس الأميركي المقبل".


وبيّن ترامب في كانون الأول/ديسمبر الماضي أنه يجب منع المسلمين من دخول الولايات المتحدة، وجاءت تصريحاته بعد شهر من التفجيرات الإرهابية التي أودت بحياة 130 شخصًا في باريس في فرنسا، ودافع  ترامب عن اقتراحه في لقاء له على محطة MSNBC موضحا أنه لا يهتم إذا ما أثّرت تصريحاته عليه في الانتخابات العامة، مضيفا, "عندما أفعل ذلك فأنا أفعل الشيء الصحيح، وسواء كانوا مسلمين أو أي شئ أخر يجب علي فعل الشيء الصحيح، وهذه هي الطريقة التي استرشد بها".
ودعا الأمير السعودي تركي الفيصل الذي شغل منصب سفير السعودية لدى الولايات المتحدة منذ عام 2005 وحتى 2007 الأميركيين إلى عدم التصويت لترامب في وقت سابق من هذا الشهر، وأضاف تركي خلال عشاء سياسي في واشنطن العاصمة " بالنسبة لي لا أستطيع أن أصدق أن بلد مثل الولايات المتحدة يمكنها تحمل رئيس مثل ترامب يقول أنه يجب منع هؤلاء من دخول أميركا"، وأشار ترامب الجمعة إلى أن ما قاله كان مجرد اقتراح وأنه لا يزال مرن تجاه هذه القضية في حين أنه أصر على عدم تخفيف موقفه، وقال ترامب إلى NBC " أنا لست الرئيس حاليا ولذلك أي شئ أقوله هو مجرد اقتراح، وأنا لا أخفف موقفي ولكني مرن تجاه جميع القضايا، أنا مرن جدا في العديد من القضية وأعتقد أنه ينبغي عليكم أن تكونوا على مثل هذا النحو".


وتحدث جولي عن أزمة اللاجئين لمدة 17 دقيقة الأثنين معربة عن قلقها من انهيار نظام الدعم، مضيفة " اليوم هناك أكثر من 60 مليون شخص مشرد أكثر من أي وقت مضى على مدار 70 عامًا ماضية ما يعادل شخص من كل 122 شخص، ويخبرنا هذا بقلق عميق بشأن السلام والأمن في عالمنا، ويشير ذلك إلى نمو انعدام الأمن البشري بشكل أسرع من قدرتنا على منعه أو عكسه"، واشادت جولي بسؤال التلميذة البولندية  "بولينا" حول كيفية تحسين اندماج المهاجرين الشباب، وانتقلت بولينا (12 عامًا) إلى بريطانيا مع عائلتها منذ 6 سنوات وتحضر حاليا في مدرسة أفيلينغ في روتشستر، وابتسمت نجمة هوليود وأجابت " هذا سؤال جميل، أعتقد أن أفضل ما يمكن أن تفعليه في عمرك هو أن المدرسة صعبة ولذلك أعظم شئ تقدميه أن تكونين صديقا حقيقيا".
وأتهمت النجمة ومبعوث الأمم المتحدة الخاص للاجئين الدول الأوروبية بإهمال مسؤوليتها تجاه الأزمة الإنسانية الناجمة عن الحرب الأهلية التي دامت 5 سنوات في سورية، وألمحت النجمة الأميركية في كلمة ألقتها في مقر بي بي سي في لندن صباح اليوم كجزء من تغطية الهجرة العالمية إلى أنها أرادت أن يدعم الناخبون البريطانيون البقاء في الاتحاد الأوروبي في استفتاء يونيو/ حزيزان المقبل، و أدانت النجمة أنجيلينا جولي القادة الأوروبيين اليوم لمشاركتهم فيما وصفته بالسباق نحو القاع بشأن استجابتهم لأزمة اللاجئين التي تجتاح القارة وحثتهم على رفض الانعزالية، مشيرة إلى أن المخاوف بشأن الهجرة سمحت لسياسة الخوف بالنمو، حيث تنافست الدول في مدى حدتها على أمل حماية أنفسهم دون النظر إلى الثمن أو التحدي لجيرانهم.
وانتُقدت تعليقات جولي على الفور من قبل المحافظين المتشككين في أوروبا مشيرين إلى أن جولي تخبرهم بكيفية التصويت في الاستفتاء، وأضافت جولي " بعد سنوات عديدة من المحاولات الفاشلة من قبل الحكومات والقادة لفعل الشيء الصحيح نحن غاضبين ونشعر بالخداع والحيرة، وبدأنا نعتقد أنه من غير الممكن تحقيق تغيير دائم، ولكن أسوء خيار ممكن نقوم به هو التراجع خطوات عن العالم، وكانت آخر مرة لوجود هذا العدد من اللاجئين بعد الحرب العالمية الثانية، عندما تعاونت الدول معا لتشكيل الأمم المتحدة وميثاق الأمم المتحدة والاعلان العالمي لحقوق الإنسان، وأعتقد أن هذه اللحظة حانت مرة أخرى حاليا حتى تتحد الدول معا، ومن السذاجة الاعتقاد بأنه يمكننا حماية أنفسنا في ظل عالم معولم من خلال الابتعاد عن البلدان والشعوب الأخرى، ومع أي مشكلة عالمية في القرن 21 تعد الاستجابات غير المتسقة ليست هي الحل فالعالم غير المستقر هو عالم غير آمن للجميع، وليس هناك حاجز عال يكفي للحماية من هذا الاضطراب، فإذا كانت النار مشتعلة في منزل جارك فلن تكون في مأمن عند إغلاق أبوابك، فالانعزالية ليست قوة والتجزئة ليست حل، فالقهوة تكم في عدم الخوف والعمل مع الآخرين والارتقاء إلى أعلى المثل".


وحثت جولي زعماء الاتحاد الأوروبي على العمل بشكل أوثق معا لإيجاد حل لمئات الآلاف من اللاجئين الذين فروا إلى القارة، مضيفة " أعتقد أن هذه هي اللحظة التي يجب أن تعمل فيها الدول معا، وتحدد كيفية استجابتنا قدرتنا على خلق عالم أكثر استقرارا أو مواجهة عقود من عدم الاستقرار"، وانتقدت جولي المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل لفتح حدود ألمانيا للاجئين السوريين مشيرة إلى أن هذه الخطوة تضاف إلى استجابة الاتحاد الأوروبي غير المنضبطة للأزمة الانسانية، وذكرت جولي عند سؤالها عما إذا كانت استجابة ميركل واقعية " إنه شيء جميل يوصل للعالم رسالة، ولكننا بحاجة إلى وجود نظام حقيقي وتوضيح كيف يتم إنجاز الأمور بطريقة واضحة، ومن المهم أيضا أن يكون الأمر واضح لدى الناس في البلد المستقبل للاجئين وأن يكون لديهم ثقة أفضل في النظام".