أبوظبي - منى خليفة
لم يعرفوا يوماً لغة المستحيل، ولم تطأ أرواحهم أبداً ضفاف التردد، بل كانوا دائماً المشمرين، ملهمهم في ذلك زايد العطاء، إنهم أبناء الإمارات الذين يجسدون أسمى قيم التضامن مع دول العالم، للحد من انتشار فيروس «كورونا» المستجد (كوفيد - 19)، هذا ما تؤكده فاطمة الملا، المبتعثة الإماراتية وطالبة الدكتوراه في مجال الهندسة البيوكيميائية في جامعة UCL في المملكة المتحدة، التي تطوعت للعمل مساعدة تمريض في أحد المستشفيات في لندن، هذا بالإضافة إلى تفانيها بالعمل متطوعة للاستجابة للأزمات، حيث قضت 113 ساعة عمل تطوعية خلال مكوثها في لندن، قبل عمليات الإجلاء التي قامت بها الدولة لطلبتها المبتعثين، فأرادت ابنة الإمارات فاطمة الملا أن يكون لها بصمة، وأن تمثل بلادها خير تمثيل، لا سيما في ظل الظروف الصحية التي يمر بها العالم أجمع.وقالت فاطمة الملا في حديث خاص لـ«البيان» عندما بدأ تفشي وباء «كورونا» في المملكة المتحدة بشكل عام، ولندن بشكل خاص، ارتأيت أن يكون لي دور بناء في هذه الأزمة العالمية، وأن أشرف وطني بالعمل الإنساني والخدمات التطوعية، حيث إن القيادة الرشيدة ملهمتنا الأولى، ومواقفها البيضاء مدرسة ننهل منها حب العطاء.
دعم
وأضافت أنها تطوعت ضمن مئات المتطوعين، وتم اختيارها بناء على خبراتها ومؤهلاتها، وبدأت عملها من خلال التواصل مع الأشخاص في الحجر المنزلي أو الأشخاص المعزولين بسبب إصابتهم بالفيروس، وتقديم الدعم النفسي لهم، أو متابعتهم وتقصي احتياجاتهم ريثما يصل مقدمي الرعاية الصحية لهم، لا سيما أن أغلب المرضى من كبار السن يعيشون وحدهم، وهم بحاجة كبيرة للرعاية، ومساعدتهم في التسوق والمواصلات وغيرها.وتابعت: بعد ذلك عملت مساعدة تمريض في المشفى القريب من المنطقة التي تقطن بها، وتجلت مهامها الإنسانية، من خلال تقديم الأدوية والوجبات وعمليات التنظيم، وتسجيل المرضى وتعبئة البيانات، ودعم بعض الجهود البحثية للمشفى أثناء التطوع.
إنجاز
وأسهمت فاطمة الملا في أحد أبحاثها خلال فترة دراستها، بتطوير لقاح بلازميد الحمض الوراثي الذي يعد أكثر أمناً، وأكثر كفاءة من اللقاحات الفيروسية، وبنسبة نقاوة تصل إلى 98 %، حيث إن منظمة الصحة العالمية تتطلب نقاوة تتجاوز الـ90 % لاستخدام اللقاح على البشر، وسوف يسهم هذا اللقاح المطور في علاج العديد من الأمراض المستعصية مثل الإيدز وبعض أنواع السرطان، ومقارنة باللقاحات العادية (اللقاحات الفيروسية) يعتبر لقاح البلازميد أكثر أماناً؛ لأنه لا يحفز مناعة ضد الناقل الفيروسي نفسه، ويعتبر أسهل في التخزين والنقل.ويأتي هذا الإنجاز العلمي ليكون شاهداً على تميز أبناء الإمارات في المجالات قاطبة، ودعم الحكومة الرشيدة لمساعي أبنائهم ورفد طموحهم ودعم جهودهم. ويعتبر هذا الابتكار بارقة أمل جديد لعلاج الكثير من الأمراض، وتؤمن الباحثة فاطمة الملا بأن الابتكارات العلمية التي تسهم في الحد من انتشار الأمراض والوقاية منها حلم ظل يراودها خلال مسيرتها الدراسية.
قد يهمك ايضا: