"أمينة محمد" نائب الأمين العام للأمم المتحدة

انتقد الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأمم المتحدة لكونها مجرّد نادٍ يلتقي فيه الأشخاص ويتحدثون إلى بعضهم البعض ويقضون وقتا جيدا، لكنه قال بشأن "أمينة محمد"، نائب الأمين العام للأمم المتحدة، إن "الأمر مختلف".

وأثناء جلوس مراسل صحيفة "الجارديان" البريطانية في مكتبها في الطابق 38 من مقر الأمم المتحدة في نيويورك مؤخرا، أخبرته قائلة: "بالنسبة إليّ، مشواري كان طويلا، بدأت خطوة بخطوة فباستخدام التعليم الذي حصلت عليه قمت بإحداث فارق.. لقد كانت الرحلة في الواقع طويلة، على طول الطريق من مدرسة ابتدائية تقع عند بحيرة التشاد إلى الجلوس بجوار أنطونيو غوتيريس، الأمين العام للأمم المتحدة".. السيرة الذاتية لأمينة توصف بأنها أشبه بماراثون سباق فهي الأكبر بين خمس بنات والآن هي أم لستة أطفال، والدها، هو راعٍ نيجيري وطبيب بيطري، قابل والدتها، ممرضة، أثناء دراسته في بريطانيا.

كانت وزيرة البيئة النيجيرية السابقة أكدت ذات مرة أنها اضطرت إلى جمع الأموال عندما أرادت دراسة إدارة المطاعم الفندقية في إيطاليا، وبعد أن أنهت أمينة دراستها في إيطاليا طالبها والدها بالعودة إلى نيجيريا، وإلى وظيفة وعد بها إياها في القنصلية الأميركية في كادونا، نيجيريا، ومع ذلك عندما وصلت، لم تجد تلك الوظيفة، وبعد سنوات من العمل في القطاع الخاص، عملت أمينة كمساعدة خاصة لثلاثة رؤساء نيجيريين قبل أن تصبح مستشارا لبان كي مون، في خطة التنمية لما بعد عام 2015.

عادت الآن إلى مقر الأمم المتحدة بعد فترة وجيزة من عملها كوزيرة للبيئة في نيجيريا، وقادت بنجاح المفاوضات حول أهداف التنمية المستدامة وهي 17 هدفا وافقت عليها الأمم المتحدة لإنهاء الفقر المدقع في 2030.

ودعت أمينة إلى الالتزام باتفاقية باريس بشأن المناخ وفي زيارة لها إلى بحيرة التشاد لتلقي نظرة عن مدى تأثير تغير المناخ تحكي قائلة "كنت هنا، ربما مر 40 عاما، أنظر إلى تلك البحيرة فهي منطقة كانت تعاني من الإرهاب وبالطبع من فقدان جميع سبل العيش؛ فقدان الصيد، لا توجد وظائف، ولا تجارة،  في فترة شبابنا كان هناك مقطورة تحمل الأسماك من الشمال وصولا إلى الجنوب، ولم يعد ذلك الأمر، وقد أدى ذلك إلى تفاقم الفقر، وخلق إحساس بعدم الأمل، والافتقار إلى الحوكمة".

أمينة عازمة على أنه لن يكون هناك نقص مماثل في الحوكمة في الأمم المتحدة، فبينما تعد إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب أوامر تنفيذية للتمهيد لتقليص كبير في الدور الأميركي في الأمم المتحدة، فإن القيادة الجديدة ملتزمة بضمان أن تظل الأمم المتحدة قادرة على تحقيق تنميتها وحفظ السلام والعديد من الالتزامات الأخرى.

ومع ذلك، كيف يمكنك إقناع ترامب بأن الأمم المتحدة هي ذات قيمة جيدة، وأضافت أمينة "إننا لا نتواصل دائما بشكل جيد مع الأثر الذي لدينا على أرض الواقع والحياة التي نغيرها، لا بد من القيام بذلك على نحو أفضل، وبمجرد قيامنا بتغييرات سنرى أن الولايات المتحدة سترجع عن رأيها".​