باريس ـ مارينا منصف
سجل الفرنسيان اليمين واليسار، الأحد، تقدمًا على اليمين المتطرف، بحسب تقديرات معاهد استطلاعات الرأي، وجاء ذلك في الدورة الأولى من الانتخابات الإقليمية التي تعتبر بمثابة اختبار لما يمكن حدوثه في الانتخابات الرئاسية المقبلة في 2017.
وتقدّم المحافظون بنسبة 30% من الأصوات ودفع حزب "الجبهة الوطنية" اليمين المتطرف إلى المركز الثاني بنسبة 25%، وقد بلغت نسبة المشاركة في الانتخابات 51%.
وسقطت "الجبهة الوطنية" مساء الأحد، كما تقدّم حزب الرئيس السابق نيكولا ساركوزي، وهو "الاتحاد من أجل حركة شعبية"، وحلفائه في الانتخابات المحلية الفرنسية.
واختار الناخبون ممثلين في 101 قسم أو مقاطعة، ليتولوا مسؤوليات مثل المدارس والرعاية الاجتماعية، وستتم الانتخابات على جولتين الأولى جرت الأحد والثانية بعد أسبوع.
وحصل حزب مارين لوبان، على المركز الثاني بنسبة 26%، مع الحزب الاشتراكي الحاكم، وكما هو متوقع حصل على المركز الثالث بنسبة نحو 20%، مما يؤكد عدم شعبيتهم بعد الفشل في الحد من نسبة البطالة.
وتعد النتيجة انتكاسة للسيدة لوبان، إذ اقترحت استطلاعات الرأي الأخيرة أن تأتي على قمة الانتخابات، عقب معارضتها للهجرة وللاتحاد الأوروبي، وهو الأمر الغائب لدى الأحزاب الفرنسية الأخرى حتى الآن.
وكانت النتيجة دفعة كبيرة لساركوزي، والذي استبعد على الفور أي تحالفات حزبية بين المرشحين في الجولة الثانية يوم الأحد المقبل، وقال:" أولئك الذين صوّتوا للجبهة الوطنية، نحن نفهم إحباطكم، ولكن هذا الحزب لن يحل مشاكل فرنسا، فقط سيجعلها أسوأ".
وطالبت السيدة لوبان السيد مانويل فالس، رئيس الوزراء بالاستقالة، وقالت "إن حزبها ذاهب من قوة إلى قوة، وفي الوقت الحاضر لديها فقط عضو مجلس إدارة واحد"، لافتة إلى أن أداء حزبها كان جيدًا، وتفوق على أدائه في انتخابات البرلمان الأوروبي.
ورحب رئيس الوزراء الاشتراكي مانويل فالس باستحواذ "الجبهة الوطنية" على أصوات أقل من المتوقع، وقال إن "هذا يؤكد أنها ليست القوة السياسية الأولى في فرنسا".
وتعني النتائج الأولية أن التنافس في الجولة الثانية سيكون بين الجبهة الوطنية وحزب الاتحاد من أجل حركة شعبية.
وكانت الأحزاب المتنافسة في الماضي تتفق على حشد ناخبيها والتنسيق فيما بينها لإقصاء اليمين المتطرف من الحلبة الانتخابية.
وعقب الإعلان عن النتائج الأولية، دعا فالس، جميع الفرنسيين إلى التصويت بكثافة في الدورة الثانية، التي ستنظم الأحد المقبل، بهدف "قطع الطريق أمام حزب "الجبهة الوطنية"، مشيرًا إلى أن "كثرة الانقسامات هي التي جعلت معسكر اليسار يتقهقر إلى الوراء".