جنيف ـ سامي لطفي
أثارت زوجة لاعب التنس السويسري روجر فيدرير، ميركا فيدرير، التي وصفت بأنها "القوة الدافعة وراء العرش"، الجدل حول ما يراه النقاد من مساهمتها في انسحابه من الجولة النهائية من بطولة محترفي كرة المضرب.
وأصبحت تفاصيل الشجار الذي نشب بين السويسري روجر فيدرير وستانيسلاس فافرينكا في نهائيات الجولة العالمية لرابطة محترفي التنس باركليز، السبت الماضي، أكثر وضوحًا عندما أبدا كلٌ منهما "تقلب في الرأي في خلافاتهما" في الصالة الرياضية O₂ بعد جولة منتصف النهائي.
وعلاوة على ذلك، فإنَّ القاسم المشترك في حسابات المباراة الساخنة المزاج يتعلق بدور زوجة فيدرر، ميركا؛ حيث توصلت "التلغراف" الرياضية إلى أنَّ دعم ميركا المكثف والاستفزازي لزوجها، الذي بلغ ذروته قبل إحراز فافرينكا 5-4 نقاط في المجموعة الثالثة، قد تسبَّب في أنَّ يقدم فافرينكا شكوى حول سلوكها.
وفي تلك المراحل المتأخرة، من المعلوم أنَّ تتحدى ميركا فافرينكا مباشرة، متهمةً إياه بالتطفل، وفشل فافرينكا في تحويل نتيجة الأربع نقاط- ثلاثة منها في تلك المباراة الحاسمة التي سجلت 04/05، قبل أنَّ يحرز فيدرر أخيرًا الجولات التالية على التوالي 4-6 و7-5 و7-6.
وعندما جاء إلى غرفة المقابلة سئل فافرينكا: "في مرحلة متأخرة في المرحلة الثالثة بدا عليك الإستياء تجاه شخص يتحدث عن النقاط، فهل بإمكانك توضيح ما حدث؟" وجاء رده خفي: "لم أستاء كثيرًا، وليس هنا أمر محدد، إنها مباراة متوترة، وليست سهلة على الإطلاق".
وقد حان الآن للمعلومات أنَّ ترى الأضواء حول أعقاب المباراة، عندما تم تشجيع فيدرر وفافرينكا من قِبل شخصيات التنس المحترفين على توضيح الأمر في وقت واحد، فأجرى اللاعبان نقاشًا ساخنًا لمدة 10 دقائق في صالة الألعاب الرياضية O₂، والتي بدا فيها فيدرر أكثر حزمًا.
ولم ينتهِ التوتر بشكل كامل ولكنهما اتفقا على التركيز على هدفهما المشترك المتمثل في هزيمة فرنسا في نهائي كأس ديفيز للتنس، والذي سينطلق ليلة الجمعة، بل ويعتقد البعض أنَّ فافرينكا يستوحى إصراره من حالة الإحباط التي يعيشها.
وذكر أحد اللاعبين المعروفين في السابق: "قد يكون لدى اللاعبين السويسريين قدر من الحماس عند اللعب الزوجي".
وفي الوقت نفسه، على الرغم من على الكابتن السويسري سيفيرين لوثي أنَّ يتساءل ما الذي حدث بعد عطلة نهاية الأسبوع لوحدة الفريق، إلا أنَّ هناك أيضًا سؤال بشأن ما اذا كانت تداعيات آلالام الظهر التي يعاني منها فيدرر، والتي يذكر أنها قادته في نهاية المطاف إلى اتخاذ قرار الانسحاب الدراماتيكي والغير المسبوق من المباراة النهائية في الأحد الماضي في الساعة 11.
وعلى أقل تقدير، رأت الإدارة الرياضية حضور علاج طبيعي في أقرب فرصة ممكنة.
وعلّق جون ماكنرو، ESPN، في تلميح إلى القضية عندما ذكر: "كان هناك حديث طويل بين اللاعبين والذي امتد حتى ساعة متأخرة من الليل، ولا يمكنني التأكيد على ذلك، ولكن كان هناك حديث حول أسباب الخلافات، ولكني لا أعتقد أنه ساعد بشئ في الوضع".
وهذه ليست المرة الأولى التي يتسبب فيها الدعم المفرط، أو حتى التدريب، في شعور اللاعبين بشعور سيء، فها هو فيدرر صاح في الأبوين نوفاك ديوكوفيتش طالبًا منهما "التزام الهدوء" في مباراة في مونتي كارلو العام 2008، واشتكى أيضًا من عم رافائيل نادال، توني، لاستخدامه إشارات التدريب في ويمبلدون العام 2010.
ولكنها هذه هي المرة الأولى التي تتصاعد فيها القضية في مخيم فيدرر، فغالبًا ما توصف ميركا بأنها القوة الدافعة وراء العرش، ولكنها لم تنخرط في روايات الملاعب من قبل بهذه الطريقة.
وبالرغم من وجود علاقة وثيقة بين فيدرر وفافرينكا وعميقة الجذور، إلا أنه لا بد من القول أنَّ فافرينكا كان يمثل تهديدًا لهيمنة فيدرر في سويسرا حتى هذا العام.
ومن المقرر أنَّ يتحدث اليوم في المساء كلا اللاعبين قبيلة عطلة نهاية الأسبوع الرائعة وقد سافرا كل على حده بالأمس.
وعلى الرغم من أنَّ مشكلة ظهور فيدرر قد أثارت المخاوف حول انسحابه من المباراة النهائية، إلا أنه كان من الملاحظ مدى اعتذاره في الملعب الأحد، قائلاً أنه "لم يكن مستعدًا في المباراة" واختار عدم مواجهة وسائل الإعلام على نطاق أوسع، متحدثًا فقط في أمام عدسات طاقم تصوير للاعبي التنس المحترفين، وأشار إلى وجود "تشنج بالظهر، مهما يكن نوعه"، وأضاف: "أنها لم تكن مجرد متعة خلال النهار، ولكن أنا واثق وأنا متفائل بأنها ستزول قريبًا جدًا".
ومعرفة الأهمية التي يوليها فيدرر لكأس ديفيز للتنس، أكثر لقب يفتقر إليه، سوف يجعله يتخذ كل الخطوات الضرورية لتهيئة نفسه في أفضل حال لخوض مباراة الجمعة أمام 27000 متفرج في ستاد بيير موروا، وسيكون هذا أكبر حشد قد لعب أمامه وربما الأكثر حزبية، وربما يكون واحدًا من أعظم المناسبات أسطورية، في حياته الاحترافية.