المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل

نشرت صحيفة "الغارديان" مقال قيمت فيه أداء المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل السياسي، وتأثيره على شعبيتها التي لا يضاهيها أي سياسي آخر في العالم، وذلك وفقًا لإحصائية أجرتها صحيفة "بيلد" الألمانية.
 
وجاء استطلاع الصحيفة أن نصف الألمان تقريبًا لا يريدوا أنجيلا ميركل لولاية ثانية، فقد أوضحت أن 48% من الألمان لا يريدوها أن تستمر في منصبها بعد الانتخابات الألمانية المقبلة، المقرر عقدها في عام 2017، بالمقارنة مع 44% يأملون في بقائها في السلطة.
 
وبدت ميركل قبل بضعة أشهر، أنها لا يمكن أن تخطيء، إذ كانت المستشارة العزيزة التي تولت هذا المنصب منذ عام 2005 وأنها محبوبة الشعب الألماني، والتي تقود الاتحاد الأوروبي على الساحة الدولية. ولكن فجأة، شاب تلك العلاقة الحميمة بين ميركل والشعب الألماني بعض الفتور. وذلك بعد قرارها فتح أبواب ألمانيا على مصراعيها أمام اللاجئين، إذ كانت خطوة محفوفة بالمخاطر وربما الانقسام.
 
يذكر أن المستشارة الألمانية تتعامل مع الأزمات بأعصاب هادئة، وحساباتها السياسية هادئة واستراتيجية، إلا أن سياستها بشأن اللاجئين لم تبدو نابعة من العقل وإنما من القلب.
 
وأوضح أحدث استطلاعات الرأي، أن 47% من الناخبين يعتقدون أنها تعاملت مع الأزمة بشكل سيء، بالمقارنة مع 40٪ فقط يعتقدون أنها اتخذت القرار الصحيح. حيث بدا الجمهور الألماني في البداية يشجع ويدعم سياسة الأبواب المفتوحة للهجرة التي وضعتها السيدة ميركل، وإعلانها منح المهاجرين السوريين حق اللجوء تلقائيا، فخرجت حشود الناس ترحب باللاجئين في محطات القطارات بأذرع مفتوحة. أما الآن، بدأت المعارضة تتنامى.
 
وترفض السيدة ميركل حتى الآن التراجع بشأن سياستها تجاه اللاجئين أو فرض قيود على عدد طالبي اللجوء إلى البلاد. حيث يعتقد أن 950 ألف مهاجر دخلوا ألمانيا هذا العام، وهو رقم أكثر بكثير من توقعات الحكومة الرسمية، 800 ألف. تلك الأرقام لا محالة ستستمر في التزايد، فتشرين الثاني/نوفمبر وحده سجل 192827 طالبًا للجوء في البلاد، وفقًا لأرقام شرطة الحدود.
 
وازداد حزب ميركل نفسه اضطرابًا، حيث طرح أعضاء كبار من الحزب "الديمقراطي المسيحي" مقترحات بديلة للنقاش في مؤتمر الحزب الذي سيعقد في وقت لاحق من هذا الشهر، بما في ذلك الحد من أعداد طالبي اللجوء الذين يسمح لهم بالدخول. كما اتخذت الحكومة إجراءات تصحيحية برفضها طلبات لجوء جميع المتقدمين من دول البلقان، كما تحاول ترحيل المهاجرين الذين رفضت طلباتهم في أسرع وقت ممكن.
 
يشار إلى أنه في بداية العام لم يكن أحد يتخيل أن يطيح بميركل من على عرش السياسة الألمانية والأوروبية، حتى أن حزبها كان الأكثر جرأة في الحلم بأغلبية مطلقة في الانتخابات عام 2017. وعلى الرغم من كل ذلك، فمن المهم التأكيد بأن نتائج الاستطلاع ليست كارثية بالنسبة للمستشارة الالمانية، فحتى الآن لا يوجد منافس واضح أمامها، وحزبها هو الرابح الأكبر في استطلاعات الرأي، حيث يحتل الحزب "الديمقراطي المسيحي" 38% من الأصوات، مقارنة مع أقرب منافسيه، الحزب "الاشتراكي الديمقراطي" الذي ينافس على 25% فقط. وهذا يعني أنها آمنة، على الأقل في الوقت الراهن.