ربما حاول الرجل إنكار هذا الأمر منذ زمن طويل، لكن المرأة فعلا أفضل منه في القيام بعدة مهام في آن واحد، وفق تأكيد دراسة علمية حديثة نشرتها صحيفة ديلي تلغراف. فقد اختبر الباحثون بجامعة غلاسكو البريطانية تلك النظرية الرثة بوضع مجموعات من المتطوعين الذكور والإناث في مجموعة من التحديات في نفس الوقت شملت تحديد أماكن بعض المطاعم على خريطة وحل ألغاز رياضية وتطوير إستراتيجية لإيجاد مجموعة ضائعة من المفاتيح في أحد الحقول. وطُلب من المشاركين إتمام ما أمكن من كل مهمة في ثماني دقائق. ولزيادة الأمور تعقيدا تلقى المشاركون مكالمات هاتفية أثناء الاختبار إذا ردوا عليها ستؤدي بهم إلى سيل من أسئلة المعلومات العامة السهلة. وأظهرت نتيجة الدراسة أن الرجال في معظم الاختبارات كانوا قادرين على الصمود لكن في تحدي المفاتيح بصفة خاصة طورت النساء إستراتيجيات أفضل بكثير. وقال كبير الباحثين إن هذه الميزة الهامة للنساء فيما يتعلق بمهمة البحث عن المفاتيح تشير إلى أنهن قد يكن متفوقات في المهام التي تتطلب سيطرة معرفية عالية المستوى، وخاصة في التخطيط والمراقبة والضبط. وفي تجربة أخرى قبل تلك تم اختبار مجموعات منفصلة من الرجال والنساء في المختبر حول مدى سرعتهم ودقتهم في الانتقال بين مهمتين بسيطتين على الحاسوب، حيث عرض على المشاركين سلسلة من الأشكال على شاشة وطلب منهم الاستجابة لها بالضغط على زر على يمينهم أو يسارهم. ووجد الباحثون أن مرات الاستجابة تباطأت عندما اضطر المشاركون للتعاقب بين المهمتين، لكن أداء الرجال انخفض بنسبة 77%، مقارنة بـ69% للنساء. وقال كبير الباحثين إن "دراسة الفروق بين الجنسين في الاختبارات الأساسية للأداء العقلي في غاية الأهمية لأنها لا تساعد فقط في فهم أفضل للكيفية التي يمكن أن تكون قد ظهرت بها هذه الفروق طوال الماضي التطوري، ولكن أيضا لربط هذا الأمر بالسؤال عن سبب أن الفتيان والرجال يعانون من اضطرابات انتباه أكثر من النساء". وأضاف "ومع أن نتائجنا مثيرة للاهتمام فإنها ما زالت تمثل فقط مجموعة محدودة جدا من المهام المتعددة التي اختبرت منطقة محدودة من القدرة المعرفية، والأمر يحتاج إلى المزيد من البحث قبل استخلاص أي استنتاجات قاطعة وتقديم توضيحات على وجه التحديد تبين لماذا تظهر المرأة في هذا الدليل الذي لدينا أفضل حالا مع المهام المتعددة".