الصداقة والحبّ شعوران، قد يؤمن بهما الإنسان أو لا، ولكن لا بدّ له من أن يعيشهما ويتعرّف إليهما ومن غير إرادته، خصوصاً أنّه كائن إجتماعي لا يستطيع العيش بمفرده وبمعزل عن الآخرين، بل عليه التفاعل مع أناس آخرين محيطين به. وقد يظنّ البعض أنّ ما من صداقة تجمع بين رجل وإمرأة، وبأنّها ستتحوّل في يوم من الأيام حبّاً وشغفاً، لكن، هل تعلمين أنّ بين الجنسَين المختلفين أنواع أربعة من الصداقات؟ الصداقة - السحر قد لا يمكننا أن نصف هذا النوع من العلاقة التي تجمع الرجل والمرأة بالصداقة، خصوصاً أنّها قائمة على أسس المصلحة الشخصية، حيث تقرّر المرأة مثلاً أن تكون صديقة الرجل الذي يوليها الكثير من الاهتمام ويثني على أناقتها وجمالها. وبالتالي، تبتعد عن كلّ رجل لا يعير طلّتها وأناقتها ومزاياها وصفاتها الحميدة أيّ إنتباه، لتتقرّب من أولئك الذين يزيدون ثقتها بنفسها بفضل مدائحهم المستمرّة لها ولشخصيّتها. فما تبحث عنه المرأة في هذا النوع من الصداقة هو المديح، ولذلك ستغضب كثيراً في ما لو نظر صديقها الى إمرأة أخرى وهي بصحبته. تميل المرأة التي تقرر الخوض في غمار هذا النوع من الصداقات الى التكلّم كثيراً عن ذاتها وإنجازاتها، أكثر من الاستماع الى هموم أصدقائها ومشاكلهم، خصوصاً أنّها تبحث عن الامان في صداقاتها. وبإسم الحبّ تكون مستعدّة لطلب المستحيل من أصدقائها وعليهم أن ينفّذوا طلباتها كافة، خصوصاً أنّها تعلم جيّداً كيف تتحكّم بنقاط ضعفهم لمصلحتها، وهذا ما يجعل حبيبة أي صديق لها تشعر بالغيرة المفرطة منها. الصداقة المثالية قد تكون هذه الصداقة من أفضل أنواع الصداقات التي تجمع الرجل والمرأة، حيث تجد السيّدة مثلاً نصفها الآخر في صديقها الذي تثق به. وغالباً ما تفضّل المرأة التي لا تؤمن بالصداقة بين أفراد الجنس الواحد، الانخراط في صداقة مع الرجل، حيث تعتقد بأنّ هذا الاخير قادر على إستيعابها وتفهمها وتقديم النصائح لها بصدق وبعيداً عن الغيرة. تؤمن المرأة التي تبحث عن صداقة مثالية بمبدأ المساواة بينها وبين الرجل، وبقدرتها على التكلّم في مواضيع شتّى، ولذلك، عندما تكون برفقة صديقها فإنّها لا تحاول إثارة إعجابه. أمّا أكثر ما يميّزها، فهو صراحتها المطلقة حتى في الامور المحرِجة، وإستعدادها لإقناع الآخرين بفضل حكمتها القائمة على المنطق. الصداقة المتحفّظة غالباً ما يبحث الرجل في صديقته عن إمرأة مبتسمة ومحبّة، تستمع لمغامراته ومشاكله وتحفظها ولا تبوح بسرّه لأحد. وربّما تكون المرأة متحفّظة على أخبار صديقها لانّها تكون متحفّظة على حياتها الشخصية، ولذلك نجدها تستمع الى تفاصيل حياة الآخرين من دون أن تطلع أحداً على حياتها الشخصية واخبارها الخاصّة. تكون هذه المرأة محاطة بعدد كبير من الأصدقاء الذين يسعدون برفقتها ويرتاحون لصداقتها، وذلك لقدرتها على التهرّب من الاجابة على الأسئلة المحرجة بكلّ حنكة وذكاء. وأكثر ما يميّز هذه المرأة التي تعتمد على الصداقة المتحفّظة، قدرتها على توجيه النصائح المفيدة على رغم المسافة التي تخلقها بينها وبين أصدقائها الذين يقدّرونها اكثر وأكثر يوماً بعد يوم. الصداقة - الأمومة نساء كثيرات يعاملن أصدقاءهنّ كما لو أنهم أولادهن، فيقلقن عليهم ويكنّ مستعدّات للتضحية في سبيل سعادتهم، ويكون شعورهنّ هذا نابع من غريزتهنّ بالأمومة وبحماية من حولهنّ. يقدّر الرجال كثيراً هذه الصفة في صديقاتهم، اللواتي يمكن الاتكال عليهنّ وعلى نصائحهنّ المفيدة المتعلّقة بمضامير حياتية مختلفة. يستمع الرجل الى صديقته أكثر مما يستمع الى غيرها من الأشخاص، فيعمل بنصائحها، ويكون دائماً حاضراً لمساندتها عندما تكون في حاجة الى وجوده بجانبها ودعمه لها. وبما أنّ الرجل يرتاح لصديقته ويشاركها همومه ومشاكله وإنجازاته، فهذا قد يؤدي الى غيرة حبيبته منها. وتتقبّل هذه الصديقة كلّ هفوات أصدقائها، إلّا انّها لن تسامحهم مطلقاً في حال أخلّوا بوعدهم وخانوا ثقتها بهم.