"سيدتى .. إذا أردت التحدث مع طفلك المنتظر فما عليك سوى تحقيق هذة الرغبة الملحة"، فقد توصل فريق من العلماء الأميركيين إلى أن الأطفال يمكنهم تذكر الكلمات التى تم سماعها وهم أجنة فى رحم أمهاتهم نتجة لتطور كفاءة ذاكرتهم فى تلك المرحلة ليتمكنوا من استعادة هذة الكلمات بعد الولادة. وأوضح مينا هوتوليان أستاذ طب الأطفال بمركز التميز البحثى و الموسيقى متعدد التخصصات التابع لجامعة "هلسنكى"، أن الدراسات تلقى الضوء لأول مرة عن تمتع مخ الجنين فى تلك المرحلة المبكرة من حياته بالقدرة على التكييف واستقبال الأصوات أحد العلامات الأولى لتعلم مهارات اللغة. قد يبدو الأمر غريبا وغير مألوف للكثيرين فيما يتعلق بقدرة الجنين على تذكر الأصوات والكلمات بعد ولادته فى الوقت الذى يعتقد فيه الكثير من العلماء أن مخ الجنين فى هذه المرحلة المبكرة مايزال فى مراحل تكوينه الأولى لا يمتلك القدرة على القيام بهذه المهام المعقدة إلا أن الحقيقة العلمية المؤكدة المتوصل إليها هى تذكر الجنين للأصوات والكلمات التى سمعها فى رحم الأم حتى بعد مجيئه إلى الدنيا. وكان عدد من الدراسات السابقة قد أشار إلى احتمال تواجد أدلة علمية تدل على قدرة الجنين تذكر بعد الألحان والأغانى التى سمعها وهو فى رحم أمه حتى بعد الولادة. كان العلماء بالمركز الفنلندى قد أجروا أبحاثهم على عدد من الأجنة تم تعريضهم لكلمة محددة وهى "تا تا تا" عديمة المعنى فى اللغة الفلندية مكونة من ثلاث مقاطع، حيث تم اختيارها لتحدى قدرة خلايا مخ الجنين فى تلك المرحلة على التعرف عليها وإمكانية تذكرها فيما بعد. وكشفت المتابعة إلى أن نصف الـ 33 سيدة الحامل اللاتى خضعن للدراسة قد استمعن منذ بداية الشهر التاسع والعشرين من الحمل وحتى الولادة إلى مقاطع مسجلة لكلمة "تا تا تا" مئات المرات فى الوقت الذى قام فيه العلماء بتصوير وتحليل نشاط خلايا المخ لحديثى الولادة عند سماعهم لهذه الكلمة بواسطة أشعة الرنين المغناطيسى، حيث لوحظ أن حديثى الولادة الذى اعتادوا سماع هذه الكلمة فى رحم أمهاتهم ارتفع لديهم نشاط خلايا المخ عند سماعها مرة أخرى عقب الولادة بالمقارنة بأقرانهم ممن لم يعتادوا سماعها فى رحم أمهاتهم. وقد شدد مينا هوتوليان فى معرض أبحاثه المنشورة فى العدد الأخير من دورية "الأكاديمية الوطنية للعلوم"على شبكة الإنترنيت، أن الجنين يبدأ فى تعلم مهارات اللغة والتعرف عليه فى منتصف شهور الحمل.