يحتفل العالم باليوم الموافق 19/8/2013 باليوم العالمي للعمل الإنساني بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 63/139 تاريخ 11 كانون أول / ديسمبر من عام 2008 لزيادة الوعي بأهمية أنشطة المساعدة الإنسانية والتعاون الدولي بهذا المجال ، وتكريماً لجميع العاملين والعاملات في تقديم المساعدة الإنسانية من موظفي الأمم المتحدة أو الأفراد المرتبطين بها ، وإحياءاً لذكرى من فقدوا حياتهم / فقدن حياتهن أثناء تأدية الواجب الإنساني. وتشير جمعية معهد تضامن النساء الأردني "تضامن" الى أن موضوع هذا العام جاء بعنوان "العالم يحتاج الى مزيد..." ، كما أن إختيار هذا اليوم جاء إحياءاً لذكرى الذين / اللاتي قضوا / قضين في حادث التفجير المأساوي لمقر الأمم المتحدة في بغداد / العراق في 19 آب / أغسطس من عام 2003 ، وعددهم 22 شخصاً من بينهم ثمانية نساء ومن بينهن خمس نساء عربيات هن رهام الفرا ولين أسعد القاضي وريزا الحسيني وناديا يونس وعليا سوسا. كما أن أرقام الأمم المتحدة تؤكد على أن العديد من الأفراد نساءاً ورجالاً لا زالوا يسقطون أثناء تأدية واجبهم ، فخلال الفترة من أيلول / سبنمبر 2012 الى حزيران / يونيه 2013 مات ثلاثون من موظفي الأمم المتحدة الدوليين أثناء تأدية الواجب بسبب أعمال إجرامية أو كوراث طبيعية أو حوادث في العمل أو في حالات طوارئ أخرى ، من بينهم إمرأة واحدة هي ريتا ايريمو موشاشا (كينيا) / مديرة العمليات ببرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ، وإثنان من الأردن هما العريف رأفت الجمرة خلال بعثة العملية المختلطة للاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة في دارفور ، والعريف محمد السرحان خلال عملية الأمم المتحدة في كوت ديفوار. وتضيف "تضامن" بأن الإرتفاع في حالات الطوارئ بمناطق مختلفة من العالم من جهة ، والإعتداءات على العاملين والعاملات في الخدمات الإنسانية تشكل تحدياً إضافياً وعائقاً يحول دون وصول المحتاجين والمحتاجات لهذه الخدمات خاصة من النساء والأطفال والمهمشين والفقراء وذوي الإحتياجات الخاصة ، ويتطلب ذلك كله مزيداً من التعاون الدولي وإحتراماً من مختلف الأطراف للإتفاقيات الدولية التي تنظم الأعمال الإنسانية. ولا تزال أعمال العنف الجنسي ضد النساء والفتيات والعنف ضد الأطفال بمختلف أشكاله وأساليبه منتشر بشكل يثير القلق لا بل الرعب بين الضحايا / الناجيات أنفسهن وبين الأطفال ذكوراً وإناثاً ، ويستخدم في كثير من حالات الطوارئ بما فيها النزاعات والصراعات المسلحة كآداة حرب ، ويستهدف المدنيين بصورة متعمدة ويلحق أضراراً جسدية ونفسية تستمر آثارها لسنوات عديدة. كما أن الأمم المتحدة تؤكد على تزاد الهجمات العنيفة والمتعمدة على العاملين والعاملات في مجال الخدمات الإنسانية ، وتعرض المرافق والمنشأت التي تستخدمها لهذه الغاية لهجمات مسلحة ، مما يؤثر سلباً على تقديم الخدمات الإنسانية وتأخر وصولها ، وفي كثير من الإحيان لا تتمكن من الوصول مما ينتج عنه زيادة في معاناة النساء والأطفال والشيوخ بشكل خاص ، وقد لا تتمكن من إنقاذ الجرحى ومن تقديم الغذاء والدواء والإحتياجات الإنسانية الأساسية والضرورية. إن تحسين الإستجابة الإنسانية وتعزيز وسائل التنسيق بين مختلف وكالات الأمم المتحدة والمعنية بالعمل الإنساني والإغاثي وبين الدول المتضررة والمستضيفة ، خاصة في حالات الكوارث الطبيعية أو النزاعات والصراعات المسلحة ، وتعزيز الشراكات مع الصليب الأحمر والهلال الأحمر الدوليين ومختلف المنظمات غير الحكومية الإنسانية ، من شأن ذلك كله النهوض بالعمل الإنساني والإستجابة السريعة وتقديم خدمات إنسانية أفضل الخدمات الصحية والغذائية والإيوائية. وتضيف "تضامن" بأن إزدياد أعمال العنف في سورية بشكل خاص وفي العديد من الدول العربية الأخرى تفرض على جميع الأطراف إلتزامات على رأسها حماية السكان المدنيين وفقاً للقانون الدولي ومراعاة الإحتياجات الخاصة للنساء والأطفال وغيرهما من الفئات المهمشة والضعيفة. كما تفرض إتخاذ الإجراءات القانونية الكفيلة بتقديم كافة المسؤولين عن الإنتهاكات التي يتعرض لها السكان المدنيين الى العدالة بما في ذلك الإعتداءات الجنسية ضد النساء والفتيات. ومع وصول عدد اللاجئين واللاجئات من سورية الى دول الجوار لحوالي مليوني نسمة ، وأعداد لا يمكن حصرها من النازحين والنازحات داخل سورية ، تبرز أهمية العمل الإنساني والإغاثي ، وتبرز ضرورة تحسين التنسيق وموائمة الإستجابة وتعزيز القدرات في مجال تقديم الخدمات الإنسانية وخدمات الدعم للضحايا / الناجيات من العنف. وإذ "تضامن" تشارك العالم إحياءه لذكرى الذين / اللاتي قضوا / قضين أثناء تأدية الواجب ، فإنها بشكل خاص تحيي ذكرى النساء منهن ، وذكرى شهداء الواجب من الأردن والذين إستشهدوا خلال العمليات الإنسانية ، كما انها في الوقت نفسه تحيي جهود كافة العاملين رجالاً ونساءاً في تقديم الخدمات الإنسانية خاصة لللاجئين واللاجئات من سورية.