حضرت سابرا كلاين إلى الاجتماع السنوي لجمعية دراسة الإنجاب في كندا حاملةً رسالة قد تبدو واضحة للعلماء الذين يعلّقون أهمية كبرى على الجنس: الرجال والنساء مختلفون. لكن هذا واقع يتغاضى عنه العلماء في مجال الصحة، حسبما توضح كلاين، باحثة متخصصة في علم المناعة في جامعة Johns Hopkins Bloomberg للصحة العامة في بالتيمور في ماريلاند. يوضح بحثها الذي يتناول فيروس الأنفلونزا في الفئران وقدّمته في اجتماع في مونتريال بكندا، الأسباب التي تجعل المرأة أكثر عرضة للموت والمرض جراء المُمْرِضات المعدية وترتبط أبرز هذه الأسباب ارتباطًا وثيقًا بالإنجاب. توضح مارلين زوك، عالمة أحياء تطورية في جامعة مينيسوتا في توين سيتيز في سانت بول: « تُعتبر كلاين من العلماء القلائل الذين يرون حقًّا الصورة الكبرى ويفهمون أسباب هذه الأنماط». على سبيل المثال، تعاني المرأة عادةً عوارض إنفلونزا أشد مما يختبره الرجل، على رغم أنها تملك عددًا أقل من الفيروسات خلال العدوى. يشير هذا في رأي كلاين إلى أن جسم المرأة يسارع إلى تنفيذ هجوم مناعي كبير للتخلص من المرض، فيعاني عواقب ما يجتاحه من التهابات. تذكر كلاين: «هنا تواجه المرأة المشاكل». علاج بديل بالهرمونات اكتشفت كلاين وزملاؤها هذا الاختلاف في الفئران المصابة بفيروس الأنفلونزا. ولكن عندما عمد الباحثون إلى خصي الذكور ونزع مبيضَي الإناث، ما عاد وجه الاختلاف هذا باديًا، بما أن الفئران الذكور صارت أكثر تأثرًا بالأخماج. لكن الخصيتين لا تؤمنان الحماية للذكور فحسب، فقد اكتشفت كلاين أن إعطاء الإناث بعد نزع مبيضيها الهرمونين الجنسيين النسائيين الإستروجين والبروجستيرون يحميها من المرض. تحدث الأخماج في حالة المرأة، على ما يبدو، خللا في دورة هذين الهرمونين، فتطيل دورة الشبق في الفئران الإناث التي لم يُنزع مبيضاها، ما يطيل أيضًا الدورة التي يكون فيها هرمون الإستروجين الأدنى بين اليومَين الرابع أو الخامس والثامن أو التاسع. لطالما أدرك العلماء أن الخلايا المناعية تحمل مستقبلات هرمونات جنسية، وأن أمراض المناعة الذاتية تصيب النساء بنسبة أكبر من الرجال. على رغم ذلك، تؤكد كلاين أن عملها سيكون له تأثير واسع في مجال الصحة العامة. ضرورة اللقاح بما أن احتمال الحصول على لقاح الأنفلونزا يُعتبر أدنى بين النساء، مقارنة بالرجال، تؤكد كلاين ضرورة تشجيع المرأة على أخذ هذا اللقاح. كذلك قد يرغب الباحثون في التحقق مما إذا كانت للعلاجات البديلة بالهرمونات وأدوية منع الحمل تأثيرات (إيجابية على الأرجح) غير متعمدة في بعض أنواع الأمراض المعدية. لكن الأهم من ذلك، وفق كلاين، ضرورة أن تأخذ الدراسات الطبية أوجه الاختلاف بين الجنسين في الاعتبار. فلا يصنّف الكثير من دراسات الأمراض النتائج وفق الجنس، ما قد يخفي في رأيها خصائص أساسية. كذلك تتعمد التجارب السريرية عادةً تفادي دورة الشبق عند المرأة لأنها تؤثر في النتائج. تعتبر زوك كلاين صوت المنطق في هذا المجال. تقول: «عندما تواجه تفاعلاً مع جهاز الغدد الصماء أو أي وجه آخر من جهاز التكاثر، لِمَ يُعتبر ذلك عقبة؟». توضح كلاين: "لطالما كان الجواب أن التمويل محدود، وأن معدي الدراسات سيُضطرون إلى مضاعفة عدد المشاركين، إن كانت الدراسات ستقارن بين الجنسين". ولكن بالاستناد إلى عملها، تؤكد كلاين: "لست واثقة من أن هذا صحيح".