القاهرة - وكالات
هوت الفن وشغلها تناسق وتناغم ألوان المفروشات التي تصممها والدتها، وفكرت في محاكاتها فاكتشفت موهبتها في عمل المشغولات اليدوية والديكورات، إنها شيماء عبدالرزاق، الطالبة بكلية الآداب، ذات الـ25 عاما، التي أثبتت جدارتها كمصممة لإكسسوار الأفراح. بدأت شيماء في عملها كهاوية، تصمم الإكسسوارات وتضعها في المنزل، ثم قررت عرضها على الأقارب والمعارف الذين بهرتهم تلك الإبداعات، وكان ذلك بمثابة دافع لها لتبدأ عملها الفعلي منذ سنتين فأخذت تصمم جميع الإكسسوارات التي تحتاجها العروس لتجمل وتزين بها فرحها. ولم تغفل أي تفاصيل بداية من الشوك والملاعق والكاسات المطلية بالزخارف والنقوش والأقمشة المختلفة، والعلب التي توضع بها شبكة العروس بمختلف التصميمات والأشكال المبدعة، وسبت الرود والشوكولاتة المزين، وكتاب الأمنيات "الجيست بوك" المغلف بالتل والمزين بالورود، وعرضت جميع أعمالها على صفحة خاصة بها على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك". وتترك الاكسسوارات التي تصنعها لمسة جمال على الفرح، وتميزت أعمال شيماء باستخدامها للأقمشة، وخاصة التل والدانتيل واللؤلؤ والورود المصنوعة من القماش، فتزين صينية الشربات بالقماش المزخرف والمنقوش لتضع فوقها الكؤوس المزينة بقطع اللؤلؤ ذات الألوان المختلفة وتلصق عليها الورود و"الفيونكات" ليظهر الكأس وكأنه قطعة فنية، وتجعل من الصناديق الفارغة علب تضع فيها العروس شبكتها لتزيدها جمالاً، وتبتكر كتاب الأمنيات "الجيست بوك" بأشكال مختلفة وتقوم بترصيع الأحجار والخرز الذي يكسباه جمالا فيظل ذكرى مميزة لدى العروسين. وتفضل شيماء أن تصمم جميع الإكسسوارات مماثلة لشكل ولون فستان العروس، وإذا كان الفرح أو الخطوبة في المنزل تصمم الإكسسوارات التي تتماشى مع ديكور المنزل، فأوضحت شيماء أنها تستخدم الخامات في التصميمات حسب الموضة ورغبة العروس وخبرتها الفنية حول تنسيق الألوان. واختارت الفتاة العشرينية، العمل بتصميمات الأفراح لأنها تستطيع أن تخرج كل طاقاتها الإبداعية في مثل هذه الإكسسوارات، التي تدخل الفرحة والسرور على قلب العروس كما تضيف أناقة على الفرح، وتصمم أحيانا ديكورات للسبوع، ولكنها تعطي الأولوية لإكسسوار الأفراح. وبرغم دراستها، استطاعت شيماء أن تنجح في حياتها العملية وبجدارة، وبمجرد عرض أعمالها على صفحتها على الإنترنت انهال عليها المشترون على تصميماتها البسيطة وذات الطابع المميز، وفي نفس الوقت بسعر مناسب لجميع الناس "كل حاجة على قد ثمنها". نجاحها الكبير جعل مواقع على الإنترنت تطلب منها عرض أعمالها بمقابل مادي، ووصل عدد متابعيها على "فيس بوك" إلى أكثر من 22 ألفا، وطلب منها أيضا بعض أصحاب المحلات بيع منتجاتها، ولكن شغل الإنترنت والمعارف والأقارب أفضل بكثير، هكذا ترى مصممة الإكسسوارات، حيث يأتي لها مشترون عن طريق الإنترنت بصورة كبيرة ومستمرة أكثر من المحلات. وأرادت شيماء أن تستثمر نجاحها في أكثر من مجرد التجارة، فاستعانت شيماء ببعض الشباب الباحث عن وظيفة للعمل كمندوبين لها لتوصيل الطلبات، وتحملت مشاق عملها بمفردها، دون أن تستعين بأحد فهي من تصمم وتنفذ لتحول أفكارها إلى واقع يبهر العروس ومن يتواجد في الفرح، لتحقق الربح المعنوي الذي يفوق الربح المادي. وكرست شيماء حياتها لعملها البعيد عن مجال دراستها، وتنوي أن تكمل على نفس الدرب، فعملها كمصممة يحقق لها ربح كبير، حيث تقول: "لو اشتغلت في مجال دراستي مش هحقق الربح ده".