افتتح "المنتدى الاجتماعي العالمي" الثاني عشر في تونس بمناقشة وضع النساء وحقوقهن، خاصة في دول الربيع العربي التي انتقل فيها الحكم منذ عامين الى أحزاب إسلامية تواجه اتهامات بالتمييز ضد المرأة. هذه هي المرة الأولى التي تستضيف فيها دولة عربية ابتداء من اليوم الثلاثاء (26 مارس/ آذار 2013) المنتدى الاجتماعي العالمي الذي يعتبر اكبر تجمع سنوي في العالم لمنظمات المجتمع المدني المناهضة للعولمة النيوليبرالية. والمنتدى الاجتماعي العالمي هو النسخة المضادة لمنتدى دافوس الذي يعقد في سويسرا ويجمع صناع القرار السياسي والاقتصادي في العالم. وشارك في منتدى تونس الذي يعقد تحت شعار "الكرامة" وتتواصل أعماله حتى السبت عشرات الآلاف من نشطاء المجتمع المدني و4500 منظمة غير حكومية و200 نقابة من 135 دولة بحسب المنظمين. وانطلق المنتدى في جو احتفالي داخل الحرم الجامعي في مدينة "المنار" (شمال العاصمة) بتنظيم "جلسة عامة للنساء" حضرتها مئات من الناشطات في مجال الدفاع عن حقوق المرأة. وفي أكبر ملتقى عالمي للبدائل والنشطاء يسعى ثوار الربيع العربي في تونس ربط قواهم بجماعات مناهضة للرأسمالية، مطالبين بالحرية والعدالة الاجتماعية للجميع. وسيبحث المنتدى من خلال ورشات عمل الوضعيات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للنساء في الدول العربية إضافة الى الأسباب الاجتماعية والاقتصادية للثورات العربية، ومواضيع "المسارات الثورية" و"الثورات" و"الانتفاضات" و"الحروب الأهلية" و"النزاعات" والمشاكل الاقتصادية والاجتماعية المتسببة في عدم استقرار كثير من الدول. كما سيبحث قضايا الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والعمل ومكافحة الفساد وإهدار المال العام والنفاذ إلى الرعاية الصحية والتعليم والبيئة والتنمية المستدامة والهجرة ومديونية دول الجنوب والاحتجاجات في الدول الغربية على الأزمة الاقتصادية وبرامج التقشف. ونشرت السلطات التونسية تعزيزات أمنية كبيرة لتأمين المنتدى والمشاركين فيه. وكان فتحي الهويندي عضو لجنة تنظيم المنتدى أعلن الجمعة الماضي في مؤتمر صحفي "لن نكون متسامحين مع أي شكل من أشكال العنف داخل المنتدى". وقال إن منتدى تونس "سيكون فضاء للحوار فقط وليس للعنف أو الدعاية الحزبية والسياسية". وقال وزير الشؤون الاجتماعية التونسي خليل الزاوية الثلاثاء في مؤتمر صحفي إن تنظيم المنتدى الاجتماعي العالمي في بلاده "دليل على أن في تونس مجالا واسعا من الحرية". وعبر عن الأمل في أن يمثل المنتدى الذي يغطيه 700 صحفي من عدة بلدان "انطلاقة مبكرة للموسم السياحي في تونس" مشيرا إلى ان وزارة السياحة وضعت برنامجا لتعريف المشاركين في المنتدى بالوجهات السياحية التونسية . ووفقا لبيانات المنظمين، يهدف المنتدى هذا العام إلى إيضاح الوضع السياسي في الدول ذات الخبرات الثورية بشكل أفضل والتحديات الكبرى التي تواجهها، مثل الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والعمالة ومكافحة الفساد. وتحت شعار "عالم آخر ممكن" يعتزم المشاركون في المنتدى مناقشة قوة أسواق المال وبرامج التقشف الأوروبية وتغير المناخ وسياسة التنمية والهجرة. ويدعو هوغو براون، من الفرع الألماني لمنظمة "أتاك" المناهضة للعولمة، إلى إعفاء تونس من الديون، معتبرا أنه من الظلم أن يسدد المواطنون البسطاء في تونس ديون النظام الفاسد للرئيس المخلوع زين العابدين بن علي. ومن المتوقع أن يكون المنتدى منصة للحركة العمالية التونسية. وقال الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل، حسين عباسي، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية: "لن نعود إلى القمع والديكتاتورية. سنكمل ثورتنا".