نيو دلهى ـ وكالات
يهيمن الرجال على قيادة سيارات الاجرة، لكن الوضع يختلف في الهند مع افتتاح شركة صغيرة في العاصمة دلهي تدير نشاطا لسيارات الاجرة النسائية، لاسيما بعد ان اصبحت سلامة النساء من اشد القضايا حيوية في الهند حاليا.وقالت شانتي شارما، البالغة من العمر 31 عاما، عندما اقود سيارتي الاجرة اشعر باعتزاز شديد، لانها خدمة لسيارات الاجرة النسائية، وانا امرأة." واضافت "عملنا يدعم المرأة في دلهي، نحن نوفر لهن السلامة."وازداد الاقبال على خدمة السيارات النسائية التي تقدمها شارما وزملاؤها في الشهرين الماضيين، منذ حادثة الاغتصاب الوحشية التي تعرضت لها طالبة في المدينة.وقالت شارما "زاد الطلب على نشاطتنا بعد هذه القضية، واتجهت النساء الى استخدام سياراتنا بدلا من الاستعانة بسيارات الاجرى الاخرى. وتقول معظم النساء في دلهي انهن يواجهن التحرش دائما، وإن ذلك يزداد في المواصلات العامةلكن بعض سائقات السيارات الاجرة يواجهن صعوبات، فبعضهن لم يخضن من قبل تجربة قيادة سيارة، لذا فقد لزم تدريبهن لعدة اشهر ليس على قيادة السيارات وقواعد المرور فحسب، بل على الاسعافات الاولية والدفاع عن النفس.وتعرضت احدى السائقات الى غضب قائد سيارة اجرة اثناء تزود سيارتها بالوقود، كما تعرضت اخرى لاعتداء اخر لرفضها السماح لسيارة بالمرور في الشارع الرئيسي.وتعمل شارما، وهي ام تعول ثلاثة بنات، في مهنة قيادة السيارات الاجرة منذ عام 2011، منذ تدشين الخدمة للمرة الاولى، وتؤكد انها غيرت حياتها. وهذه هي المرة الاولى التي تكسب فيها نحو 250 دولارا شهريا لاعالة اسرتها، مع ملاحظة تضاؤل عدد سائقات السيارات الاجرة امام عدد السائقين من الذكور.وقالت "عندما اعتزم ايقاف سيارتي في اماكن الانتظار، دوما ما يظهر رجال ويأتي خمسة أو ستة منهم لمحاولة منعي من ذلك."واضافت شارما ان قائدي سيارات الاجرة الذكور دوما يضايقونها.وقالت "بمجرد ان يرى قائدو السيارات فتاة خلف عجلة القيادة ، يبدأون في استخدام آلة التنبيه دون مبرر، كما يسعون الى تخطي سيارتي. ويساورني دوما شعور بالقلق بشأن كيفية تجنب الدخول في منازعات معهم."وكانت الشركة المنظمة لنشاط (التاكسي النسائي) قد وضعت اهدافا حال اطلاقها للنشاط، بالتعاون مع شريكها مؤسسة (ازاد)، منها اتاحة فرصة للنساء ذات الخلفيات الفقيرة فرصة "لكسب اقواتهم الى جانب الرجال" بحسب ما قالت نايانتارا جاناردان، رئيسة الشركة.ويعتبر مشروع شاكا المشروع الاول من نوعه بالفعل الذي يتيح فرصة الاستعانة بخدمات السائقات التي تستوعب حاليا نحو 50 سائقة.واضافت "هناك تحامل كبير وتعصب ونعت النساء بأنهن سائقات سيئات."وقالت جاناردان ان الكثير من النساء اللائي اعتمدن على سائقين من الذكور لتوصيل اطفالهن الى المدارس وانشطة اخرى اعترفن بحالة قلق تساورهن على سلامة اطفالهن، لكنهن لا يرغبن في الاستعانة بسائقات اجرى.واكدت ان أول من شجعهن من الزبائن كان الاصدقاء والاسرة، فقد اعجبتهم الخدمة وانتشرت هذه الانباء.وأضافت "بمجرد ان اصبح لدينا سبع سائقات اصبحنا محط انظار وهو ما اعطى الشركة جرأة لاطلاق خدمة التاكسي النسائي الذي بدأ بسيارة اجرة واحدة وسائقتين".وتذكرت قائلة "اعتقد الجميع ان توافر خدمة سيارات اجرة نسائية في دلهي لن يفلح، لكننا فكرنا في الامر وقررنا النزول ورصد ما يحدث."وتنتظر جاناردان اليوم السيارة الثامنة للانضمام للاسطول، فضلا عن تلقيها خلال الشهرين الماضين، منذ وفاة الطالبة التي تعرضت لاغتصاب، اتصالات ورسائل بريد الكتروني من شتى ارجاء العالم جميعها يعرض المساعدة من اجل توسيع نشاط ساكا، وسجل نشاط الشركة نموا بنسبة 40 في المئة.وكانت برانيتا سوكانيا، البالغة من العمر 40 عاما، من بين أولى من تعاملن مع الشركة وهي تعمل لدى مؤسسة خيرية دولية وتوصى دوما باستخدام السيارات الاجرة بالنسبة للزميلات الزائرات للبلاد.وقالت "الكثير من السيدات يأتين الى الهند للمرة الاولى وقد سمعن بهذه القصص المفزعة فضلا عن عدم معرفتهن بأي شئ في المدينة."وتساعدهن ساكا في التنقل في شتى ارجاء دلهي من خلال تقديم خدمات السيارات الاجرة.