القاهرة ـ وكالات
أعلن تقرير حقوقي "أن عملية التحرش الجماعي بالنساء في التجمعات والتظاهرات السلمية إنما هو عمل منظم وممنهج يستهدف تشويه صورة ميدان التحرير وإجبار المتظاهرات على عدم النزول إلى تلك التجمعات.وأكدت مجموعة " قوة ضد التحرش والاعتداء الجنسي" تلقيها 19 بلاغا حتى الآن منذ إحياء ذكرى ثورة يناير المصرية في 25 يناير الجاري بشأن تعرض حالات هذه البلاغات لوقائع تحرش واعتداءات جنسية على النساء المشاركات في التظاهر.ورأت المجموعة أن هذه الاعتداءات والتحرش الجماعي لا ينفصل - رغم مشاركة بعض المارة والمتواجدين في الميدان فيها - عن أساليب قمعية تطول الثورة والثوار عموماً. وفي الوقت الذي أصبح فيه مجرد نزول النساء إلى ميدان التحرير بخطورة التوجه الى الصفوف الأمامية للمعركة، يأتي إصرار هؤلاء الثائرات على عدم ترك الميدان والمظاهرات والمشاركة السياسية بالرغم من الأخطار الجسيمة التي يتعرضن لها جديراً بالاحترام والإعجاب والتشجيع؛ بينما نجد معظم القوى الثورية والسياسية تميل إلى تهميش إصابات النساء على أرض المعركة أو اعتبارها عارًا أو أمراً يستدعي الشفقة والإحسان.وأدانت المجموعة في بيان لها، حوادث الانتهاك الجنسي الجماعي للمتظاهرات في ميدان التحرير واستنكرت تخاذل القوى السياسية عن حماية الميدان وعدم مهنية الإعلام.وأوضحت أنها تلقت 29 بلاغاً بخصوص اعتداءات جنسية جماعية في محيط ميدان التحرير وصل بعضها إلى محاولات قتل أو تسبب في عاهات مستديمة، وقامت المجموعة بالتدخل في خمسة عشر حالة منهم، حيث قامت المجموعة فيها بإخراج السيدات من دوائر الاعتداءات وإيصالهن لأماكن آمنة أو لمستشفيات لتلقي الخدمة الطبية اللازمة.تنظيم وتعمدإلى ذلك، شددت المجموعة على أن تخاذل القوى الثورية في حماية المتظاهرات داخل الميدان يأتي من استهانة هذه القوى بجرائم العنف الجنسي التي ترتكب في حق النساء برغم بشاعتها وتكرارها، وتنظيمها في معظم الأحيان. فرغم الافتقار للأدلة المادية، تشير أغلب شهادات المعتدى عليهن والمتطوعين والأنماط التي رصدتها المجموعة والمنظمات - من حيث أسلوب الاستهداف والاعتداء وتوقيتهما وأماكن حدوثهما، إلى درجة من التنظيم والتعمد؛ تهدف في النهاية لإرهاب النساء المشاركات وإقصائهن من الفعاليات الثورية. وتشير "قوة ضد التحرش والاعتداء الجنسي" إلى أن استمرار تجاهل ما تقدمه وتتعرض له نساء هذا الوطن في سبيل استكمال مسيرة الثورة وتركهن مع قلة قليلة في مواجهة العشرات والمئات من المعتدين والمتحرشين، هو أمر لا يهدد فقط استمرار مشاركة النساء وإنما نجاح هذه الثورة التي لا يمكن أن تستمر دون مشاركة من كافة المواطنين. إن مسؤولية حماية ميدان التحرير وتأمينه للجميع تقع على عاتق القوى الثورية والسياسية التي تدعو إلى تنظيم فعاليات فيه والتي تراهن سياسياً على نزول أعداد كبيرة إليه، وهي ذاتها التي تتكاسل يوماً بعد آخر عن حمايته.يذكر أن مجموعة "قوة ضد التحرش والاعتداء الجنسي الجماعي" بدأت عملها منذ نوفمبر/تشرين الثاني، ٢٠١٢ في محاولة للمساهمة في الجهود المبذولة لمواجهة اعتداءات التحرش الجماعي في ميدان التحرير وغيره من المناطق المحيطة.وترى المجموعة "أن هذه الاعتداءات التي تلاحظها في الآونة الأخيرة امتداداً لممارسات النظام من سنة ٢٠٠٥ المعروفة بالأربعاء الأسود".