دبي ـ صوت الإمارات
مواصلةً لجلسات الإثراء المعرفي التي تنظمها مؤسسة دبي للمرأة تفعيلاً لمبادرة «قدوة» للمرأة الإماراتية، التي أطلقتها حرم سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، سمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم رئيسة مؤسسة دبي للمرأة، بمناسبة يوم المرأة الإماراتية 2017.
استضافت المؤسسة الدكتورة منال تريم المدير التنفيذي لقطاع خدمات الرعاية الصحية الأولية في هيئة الصحة في دبي، المدير التنفيذي لمؤسسة نور دبي، والاستشارية في طب وجراحة العيون، في جلسة الإثراء المعرفي الخامسة ضمن المبادرة، التي تهدف إلى ترسيخ ثقافة العطاء لدى المرأة الإماراتية بصفة خاصة وفي المجتمع عامة، من خلال تسليط الضوء على المسيرة الحياتية والمهنية لنماذج نسائية إماراتية عُرِف عنهن العطاء في مجالات متنوعة، ونقل تجاربهن المُلهمة إلى شريحة واسعة من الطالبات والموظفات.
وحملت الجلسة، التي تم تنظيمها في جامعة الشارقة تحت عنوان «العمل الإنساني العالمي»، وشاركت فيها أكثر من 70 طالبة من كليات الطب والعلوم الصحية بالجامعة، رسائل إنسانية عديدة، بحضور الدكتور قتيبة حميد نائب مدير الجامعة لشؤون الكليات الطبية والعلوم الصحية عميد كلية الطب، والدكتور سليمان يوسف نائب عميد كلية الطب.
والدكتورة سلامة الرحومي عميدة شؤون الطالبات، وشمسة صالح المديرة التنفيذية لمؤسسة دبي للمرأة، ولمياء عبدالعزيز خان مديرة نادي دبي للسيدات، ورؤساء الأقسام بكليات الطب والعلوم الصحية، وأدار الجلسة الإعلامي محمد سالم، مدير إذاعة الخليجية.
وتوجهت تريم في بداية الجلسة بالشكر لسمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة مؤسسة دبي للمرأة على مبادرة «قدوة»، التي توفر فرصة مثالية لنقل التجارب والخبرات إلى الأجيال الجديدة، ما يسهم في اكتسابهم مهارات متنوعة تعينهم على النجاح في حياتهم الدراسية والعملية.
نقاط التحول
وقالت تريم: إن مسيرتها المهنية حافلة بالعديد من نقاط التحول ابتداء من اختيارها لدراسة الطب، حيث كانت ترغب في دراسة علوم الفضاء أو علم البحار، لكن تلك التخصصات لم تكن متوفرة في ذلك الوقت، فاختار والدها لها دراسة الطب، وقالت: لم أندم على هذا الاختيار وأحببته، مروراً بتخصصي في طب العيون في ألمانيا، كذلك عملي في المجال الإنساني الذي بدأ منذ كنت طالبة في ألمانيا.
حيث شاركت في برنامج مكافحة العمى وزرت العديد من الأماكن النائية، وصولاً لكل يوم يمر عليّ أحاول فيه التعلم من الآخرين، سواء من تجاربهم الناجحة، أو ممن يعملون معي وحتى المرضى الذين أعالجهم أتعلم منهم.. كل يوم أتعلم شيئاً جديداً»، مشيرة لتأثير والدها وعائلتها في تكوين شخصيتها ومسيرتها المهنية والإنسانية.
تنمية المجتمعات
وعن العوامل التي ساعدتها في النجاح وتمكنها من علاج نحو 24 مليون مصاب بأمراض العيون من خلال عملها في مؤسسة «نور دبي»، والتحديات التي واجهتها، قالت الدكتورة منال تريم إن الرؤية الشاملة بعيدة المدى لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وحكمته رأت بعين البصيرة أهمية علاج العيون ليس فقط كونه يسهم بشكل أساسي ومباشر في إحداث فارق في حياة الناس.
ولكن أيضاً في تحسين المستوى الاقتصادي والمعيشي للمرضى وعائلاتهم وتنمية المجتمعات التي يعيشون فيها، مُشيرة إلى أنها تغلبت على التحديات بالتمسك بالهدف الذي وضعته لنفسها وهو رفع علم الإمارات واسم دبي في كل مكان تذهب إليه وكل فعالية تشارك فيها، وتمثيل الدولة بالشكل الذي يليق بها.
وقالت إنها لم تنظر إلى التحديات أو الصعوبات من منطلق أنها امرأة، حيث إن النجاح لا يرتبط بالنوع الاجتماعي وإنما بالشخص نفسه ومدى إيمانه بما يؤديه، وأضافت: «الرسالة التي نؤمن بها كأطباء هي أن الطب مهنة إنسانية في المقام الأول»، مشيرة إلى أن أي جائزة نالتها كانت بمثابة التحدي الجديد الذي يحفزها لتسأل نفسها: «ماذا سأفعل في المرة القادمة مواصلة لهذه المسيرة»، مؤكدة أن الإبداع مستمر لا يتوقف عند جائزة أو إنجاز.
وحول قدوتها في الحياة، قالت الدكتورة منال تريم إن سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة «أم الإمارات»، هي قدوة للمرأة الإماراتية في العمل الإنساني، وحظيت أعمالها الخيرية والإنسانية بتقدير عالمي، وتم منحها أكثر من 500 جائزة في العمل الخيري.
وأضافت: «إن سمو الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم حققت لي حلمي من خلال مبادرة (قدوة)، فكثيراً ما كنت أطمح لتقديم ونقل خبراتي للآخرين، المبادرة حققت حلمي بأن أكون قدوة لشخص أنقل إليه تجربتي».
ونصحت الدكتورة منال تريم الحضور من الطالبات والمرأة الإماراتية بصفة عامة بالعمل على مواكبة التطورات المتاحة في الدولة، والاستفادة من المبادرات التي تطلقها قيادتنا الرشيدة، مؤكدة أن الفرصة متاحة للجميع، وما علينا إلا استثمار هذه الفرص الفريدة، وأوصت الطالبات بالإبداع في كل مجال يجدن أنفسهن فيه سواء كان عملاً خيرياً أو مزاولة للمهنة.
دعوة
ودعت الدكتورة منال تريم الجامعات لتخصيص ساعات تطوع لطلبة الطب ابتداءً من سنوات الدراسة، قائلة: من المفيد تخصيص ساعات تطوع سنوياً لطالبات، فهي تصقل خبراتهن في الحياة وتزرع فيهن حب العمل التطوعي الذي يسعد الآخرين ويحدث فارقاً في حياتهم.
مؤكدة أنها كانت تداوم متطوعة في مستشفى راشد في عطلة نهاية الأسبوع، ما أسهم كثيراً في نضج تجربتها التطوعية منذ وقت مبكر في مجال الطب، مشيرة إلى أن مهنة الطب هي مهنة إنسانية في المقام الأول، بكل ما فيها ابتداء من التطبيب وحتى الكلمة الطيبة التي تُقدم للمرضى، موضحة أن التطوع يمكن أن يكون من خلال كلمة أو حتى نشر مشاركة أو تغريدة في مواقع التواصل الاجتماعي عن الأثر الإيجابي للتطوع.
عطاء إنساني
بدورها قالت شمسة صالح المديرة التنفيذية لمؤسسة دبي للمرأة: الدكتورة منال تريم لمست حياة الملايين حول العالم بما قدمته من أعمال إنسانية، ويَسُرنا أن تكون مشاركة في مبادرة «قدوة» باعتبارها نموذجاً يحتذى به في تمثيل دولة الإمارات في العطاء الإنساني على نطاق عالمي.
ونحن فخورون جداً بإنجازاتها العديدة، وكلنا ثقة بأن مسيرتها الخيرية الثرية وقصص نجاحها في مجال الطب ستكون مصدر إلهام لسيدات إماراتيات أخريات يسرن على نفس الخطى من العطاء الإنساني والتميز في العمل.
وأعربت عن شكرها لجامعة الشارقة لاستضافة جلسة الإثراء المعرفي الخامسة لمبادرة «قدوة»، وإتاحتها الفرصة بنقل الخبرة الحياتية والعملية لواحدة من «قدوات» المبادرة للطالبات.