واشنطن - رولا عيسى
زعمت دراسة أميركية جديدة، بأنَّ الرجال الذين يفتحون الأبواب أمام النساء ويبتسمون لهن، هم في الواقع متحيزون ضد المرأة وعنصريون بشكل غير ظاهر للعلن.
وأوضحت الدراسة أنَّه "إذا كنت من نوع الرجال الذي يفتحون الباب للسيدات, أو كنت من النساء اللاتي تتوقع ذلك منه, فكونوا حذرين, إذ قد تكون أعمال الشهامة هذه مجرد تمييز جنسي خير؛ ولكن بشكل مموه.
وأكد الباحثون الأميركيون أنَّ هذا النوع من التمييز على أساس الجنس هو أصعب من "التمييز العدائي على أساس الجنس"؛ لأنه غالبًا ما يغير الرجل شكله ليصبح أكثر شهامة, ويتجسد ذلك من خلال السلوك الودود، وابتسامات التشجيع أثناء فتح الأبواب.
وأبرزوا أنه في حين أنَّ النساء قد تتمتع بذلك الاهتمام, إلا أنَّ التحيز الجنسي الخير يعد "غدرًا" والرجال الذين تثبت إدانتهم بذلك يرون أن النساء كائنات غير كفء ويحتجن إلى حمايتهم.
وصرَّح أستاذ جامعة "نورث إيسترن" في بوسطن, البروفيسور جوديث هول، بأنَّ "التحيز الجنسي الخير يشبه الذئب في ثياب الحمل الوديع الذي ينشر دعم مساواة الجنسين بين النساء, ويفترض أن تعزي هذه الإيماءات حسن النية لقبول الوضع الراهن في المجتمع؛ حيث يبدو التمييز على أساس الجنس مرحبًا به، وجذابًا وغير ضار بالنسبة إلى النساء".
وأرفق البروفيسور هول، 27 رجلًا مع نساء لم يلتقوا بهن قط من قبل، وأعطاهم مسابقة للعب ووقت للدردشة بعد ذلك, وبيَّن أنَّ الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 18 إلى 22، أجابوا استطلاع يهدف إلى الكشف عن المواقف المتحيزة ضد المرأة.
وتشمل أمثلة التمييز العدائي على أساس الجنس الاتفاق على أنَّ المرأة تميل إلى التهويل من مشاكل العمل، في حين أن الشخص الذي لديه تحيز جنسي خير سيعتقد بأنَّه ينبغي إنقاذ النساء قبل الرجال من السفينة الغارقة.
وأظهرت نتيجة الاستطلاع أنَّ الرجال الذين جاءت إجاباتهم لتصنفهم كمنحازين خيرين, هم الذين كانوا يبتسمون ويدردشون مع النساء طوال الوقت.
وأكد باحثون لمجلة "أحكام الجنس" أنَّ مثل هذا السلوك قد يكون حسن النية، ولا يعني أنه ليس ضارًا, لاسيما أنَّ الرجال الذين ثبتت إدانتهم بالتمييز الخير على أساس الجنس يرون المرأة على أنها دافئة ونقية، ولكن بلا حول ولا قوة وغير كفء.
وأضاف الباحث المشارك في الدراسة, جين جوه، إنَّ "الرجال الذين لديهم تمييز جنسي خير, لديهم قابلية أكثر للتضحية بأنفسهم لإنقاذ وحماية المرأة, إذ ينظرون للمرأة على أنها المخلوق الأضعف في الوقت نفسه".
وإذا لم يتم فهم التمييز على أساس الجنس بنوعيه الخير والعدائي سيظل التمييز الجنسي الخير واحدًا من الدوافع القوية وراء عدم المساواة بين الجنسين في مجتمعنا, ولكن يزعم النقاد بأنَّه لا توجد مشكلة مع الرجال الذين يحاولون حماية النساء، خصوصًا أنهم الجنس الأقوى جسديًا".
وذكر كاتب السياسة الاجتماعية, جيل كيربي، أنَّ هناك أوقات يجب أن تشعر المرأة فيها بالحماية من الرجل, يجب أن نقبل ذلك ولا نسعى إلى القضاء على تلك الغريزة الجيدة.
وأشار إلى أنَّ من مواصفات التمييز الجنسي العدائي، أنَّ الرجل يمنع المرأة من ممارسة الرياضة في النوادي، ودائم الصراخ في وجهها، ويترك أعمال المنزل لزوجته، ويعتقد بأنَّ المرأة التي تطالب بالمساواة تحتاج لمعاملة خاصة، كما يقول إنَّ معظم ملاحظات المرأة البريئة هي تمييز جنسي.
وأبرز مواصفات التمييز الجنسي الخير، مشيرًا إلى أنَّ الرجال يفتحون الأبواب للسيدات، وينادون السيدات بـ"عزيزتي" أو "محبوبتي"، ويدفعون الفواتير، ويعرضون سترتهم إذا شعرت المرأة بالبرد، كما يقولون إنَّ المرأة الجيدة يجب أن يصنع لها تمثال، ويقولون إنَّ الرجال يجب أن تضحي من أجل حماية النساء.