سيدات مجتمع من دبي

زارت سيدات مجتمع من دبي أسر الشهداء في رأس الخيمة والبالغ 21 شهيدًا من شهداء الواجب الذين استشهدوا على أرض اليمن ضمن قوات التحالف العربي لإعادة الأمل في الجمهورية اليمنية، لتقديم هدايا العيد ومعايدة أبناء الشهداء وأسرهم.

وقصدت سيدات دبي المواطنات في موكب متكون من 4 سيارات، ما يقارب 15 منطقة على امتداد خريطة رأس الخيمة، محل إقامة أسر الشهداء بدءًا من شعم إلى الرمس وغيلان وشمل والجولان وسيح البريرات وشعبية رأس الخيمة القديمة ودهان والظيت وخزام والدقداقة وسهيلة وخت وأذن وانتهاءً بمنطقة دفتا التي تبعد حوالي 80 كيلو مترًا جنوب شرق إمارة رأس الخيمة، واستغرقت الزيارة أكثر من 12ساعة منذ الساعة العاشرة صباح أمس الأول في رأس الخيمة إلى الساعة العاشرة ليلًا.

وأوضحت أم عبدالرحمن: "نحن 6 سيدات من دبي قررنا في هذا العام أن نخصص عملنا الخيري لأسر الشهداء ونقدم لهم هدايا العيد تعبيرًا عن افتخارنا وتقديرنا لأبطالنا الشهداء الذين فدوا الوطن بأرواحهم، لننعم بسلام وأمان".

وأضافت: "عزمنا على أن نكرر المعايدة في كل عيد سنويًا، لكل أسر الشهداء وبدأنا في رأس الخيمة، لنستكمل في الأيام القادمة زيارة جميع الشهداء في مختلف الإمارات، ووقفتنا مع أسر الشهداء هو واجبنا وواجب تجاه كل فرد في مجتمعنا بتقديم الدعم المعنوي لمن فقد فردًا من أسرته من أجل الحفاظ على أمننا، وقيادتنا الرشيدة لم تقصر من كل الجوانب لدعم أسر الشهداء، إلا أننا كأفراد لابد أن نشارك في ذلك الدور الوطني ونعبر عن تعاوننا وتعاضدنا كأسر في المجتمع ونعبر عن مدى تلاحم الشعب الإماراتي".

وأكدت أم محمد، إحدى السيدات المشاركات في المبادرة ورفضن ذكر أسمائهن لتبقى أثر المبادرة وهدفها أعلى من أي شيء آخر، أن "إدخال الفرحة على قلب طفل يتيم تسوى الدنيا وما فيها، فكيف إذا كان والد ذلك اليتيم شهيدًا في الجنة مع الصديقين والأبرار، لابد أن نُشعر أسر الشهداء بتقديرنا كأفراد لقيمة الدور البطولي الذي قدمه أبناؤهم".
وأشارت إلى أن "زيارة 21 منزلًا في يوم واحد، انجزناها بنفس راضية ولله الحمد، ولم نشعر بأي تعب طالما كانت روحنا تتوق لملاقاة أبناء الشهداء وأمهاتهم وإدخال البهجة والسرور على قلوبهم".

وحرصت أم شهاب أن تساند أمهات الشهداء بكلماتها الطيبة أثناء الزيارة، موضحة أن "فخرنا بهن لا يوصف، فهن من كابدن مشقة العيش من أجل تربية أبنائهن التربية الصالحة، ومازلن يعكفن على تربية أحفادهن التربية ذاتها، وأن نعينهن في ادخال الفرحة لقلوب أبناء الشهداء هو أقل واجب نقدمه".

ورافق الموكب 4سيارات من دوريات شرطة رأس الخيمة، وأكدت الملازم موزة الخابوري مدير فرع البرامج المجتمعية في الشرطة المجتمعية ومركز الدعم الاجتماعي في رأس الخيمة، التي رافقت السيدات إلى منازل الشهداء أن مبادرة سيدات دبي بزيارة ومعايدة أسر الشهداء، موقف مشرف نابع من أصالة وشهامة شعبنا وقيادته، فقد عبرت المبادرة عن مدى التعبير الصادق والتقدير لأسر الشهداء في ملحمة وطنية فريدة من نوعها، كما كانت قيادتنا قدوة لنا في هذا المجال فرغم انشغالهم، حرصوا على القيام بالواجب لكل أسر الشهداء في مختلف مناطق دولتنا.

وأكدت الملازم موزة الخابوري أن "استشهاد 52 بطلًا من أبنائنا ووقفة المجتمع مع أسرهم في الظروف الراهنة تعتبر التفاته مميزة، كما أن مبادرة سيدات مجتمع دبي حملت في مضامينها الكثير من الرسائل الوطنية، ومبادرتهن لابد أن يقتدي الجميع بها، إذ إن الدعم المعنوي وإدخال الفرحة على أبناء الشهداء وأسرهم وخاصة في الأعياد هي أغلى رسالة ممكن أن يقدمها أفراد المجتمع، وتدل على مدى تضامن وتعاون جميع شرائح المجتمع مع أسر الشهداء".

وأكدت الخابوري أن "أمهات الشهداء وزوجاتهم، رحبن بزائراتهن من دبي، وحمل استقبالهن الحار لهن الكثير من المشاعر التقديرية والثناء على دورهن ودور القيادة الرشيدة في الوقوف معهن ومساندتهن، خاصة ممن فقد "ضناه" في سبيل الحفاظ على أمننا واستقرارنا".
 
ووزعت سيدات المجتمع بطاقات معايدة على أبناء وأسر الشهداء دون عليها "نجوم أنتم في سماء الوطن وبصمة فخر على جبين كل إماراتي يا أهل من سطر الأمجاد وباع روحه لله، وصدق ما عاهد الله عليه، أنتم أهلنا وفخرنا وشامة نور ناصعة في تاريخ أمتنا".

وتقول سلامة ماجد أم الشهيد محمد الخاطري في منطقة الدقداقة، في العقد السادس من عمرها، "أخبرني ابني الشهيد بأنه سيرجع شهيدًا قائلًا: «امايا بسير أدافع عن بلادي، وبي شهيد والله يخلي شيوخنا ويخليهم ذخر وسناد، ما نسوى شي بدونهم »، وأثنت أم الشهيد على مبادرة سيدات دبي، وزيارتهن ومعايدتهن بالعيد، وسبق أن قدمن العزاء لهن، موضحة أن وقفتهن ومساندتهن لأسر الشهداء دليل على معدنهن الطيب".

وأكدت موزة علي أم الشهيد سعود السعدي في منطقة دفتا أن "تجشم سيدات دبي عناء الطريق وزيارتهن أسر الشهداء في رأس الخيمة من شعم مرورا بالرمس والمعمورة والجولان وشمل وغيلان وسيح البريرات والدقداقة وسهيلة والظيت وأذن انتهاءً بمنطقة دفتا في يوم واحد، وحرصهن على تهنئة أسر وأبناء الشهداء بالعيد، دليل على المعزة والتقدير الذي توليه سيدات المجتمع للدور الذي قام به أبناؤنا الأبطال، وهو ما لمسناه أثناء حرصهن على لقائنا والاطمئنان علينا وادخال الفرحة لقلوب أحفادنا أبناء الشهداء".

وقالت أم الشهيد سعود السعدي إن ولدها كان ترتيبه الثالث من بين اخوته، وكان مميزًا بينهم، ولا يرد أحدًا خائبًا، وقد تزوج منذ عامين وزوجته حامل في الشهر السابع، وسيعوضنا الله تعالى بحفيدنا الذي سنربيه على ما كان عليه والده.