دبي

نشرت المجلة البريطانية لعلم الجريمة دراسة متعمقة حول الكفاءة المهنية والقدرات الذاتية للمرأة في العمل الشرطي بعنوان "دراسة اتجاهات الشرطة النسائية بدبي".

واستطلعت الدراسة التى اعدها الدكتور محمد مراد عبد الله مدير مركز دعم اتخاذ القرار بشرطة دبي بالتعاون مع الدكتورة درويس شو بجامعة اركنساس آراء 636 من العاملين بشرطة دبي تضمنت 349 من الذكور و 287 من الإناث اللاتى يتراوح متوسط أعمارهن 30 سنة تقريبا ومتوسط مدة الخبرة في العمل 8 سنوات.

وقد اعتمدت منهجية الدراسة على أسلوب جمع المعلومات من الميدان وذلك من خلال المقابلات الشخصية وتوزيع استمارات استبيان مكونة من 64 سؤالا موزعة على أقسام النساء في سلك الشرطة والعمل في سلك الشرطة إلى جانب معلومات عامة.

وخلصت الدراسة إلى نتائج هامة من أبرزها أنه بالرغم من وجود دراسات علمية عديدة في أمريكا الشمالية وأوروبا واستراليا حول دور الجنسين في عمل الشرطة إلا أن هذه الدراسات تعتبر نادرة في الشرق الأوسط .

واظهرت ان 90 في المائة من العناصر النسائية في شرطة دبي تتمتع بمستوى عال من الثقة في أداء المهام والواجبات المرتبطة بطبيعة عملهن وهذا يمثل مفاجأة في نتائج البحث لأن كثيرا من الدراسات السابقة لدول أخرى أشارت إلى انخفاض الثقة في العناصر النسائية خاصة في المهن التي يمتهنها الذكور.

واعتبرت نسبة 84 في المائة من العينة أن العمل الشرطي يعد عملا ملائما للنساء كما أن نسبة 79 في المائة من المبحوثات يؤيدن فرضية أن الشرطيات يعملن بكفاءة في المهام الميدانية و76 في المائة يرون أن المرأة قادرة على العمل كشرطية بنفس كفاءة الرجل و73 في المائة يشعرن أن المرأة قادرة مثل الرجل على القيام بالمهام الميدانية ونسبة 69 في المائة يرون أنه يجب أن تؤدي الشرطية جميع مهام الشرطي كما أثبتت الدراسة أن التحصيل العلمي ليس له تأثير معنوي في تقييم عمل المرأة في الشرطة.

هذا وقد تضمنت نتائج الدراسة أيضا أن عناصر الشرطة النسائية ممن يعملن في الدوريات أو في التحريات الجنائية قد أعطوا تقييمات ايجابية لدور المرأة في عمل الشرطة أكثر من النساء اللاتي يعملن في المهام المكتبية كما أن عناصر الشرطة النسائية في الدوريات أو في التحريات الجنائية يرون أنهن على قدر الكفاءة المطلوبة مثل الضباط الذكور كما يرون أنهن قادرين بدنيا على القيام بنفس مهام الضباط الذكور.

وأثبتت الدراسة أيضا أنه كلما زادت مدة الخبرة المهنية زادت قناعة الشرطة النسائية بإمكانية أدائها للمهام الميدانية بكفاءة مثل الذكور.

وأوضح الدكتور محمد مراد أن هناك تفسيرين هامين حول تمتع العناصر النسائية في الشرطة بمستوى عال من الثقة وهما: تمتعهن بإرادة قوية تساعدهن على التغلب على التحديات التي تواجههن على صعوبات العمل أما السبب الثاني فيعزى إلى جهود الحكومة الإماراتية في تمكين المرأة من مواصلة التعليم العالي والمشاركة في العمل في مختلف القطاعات الاجتماعية.

واوصت الدراسة إجراء المزيد من البحوث والدراسات المقارنة بين دور الجنسين في عمل الشرطة بحيث تشمل هذه الدراسات أيضا نظرة الذكور لعمل المرأة في المجال الشرطي وتعميم التجربة على إدارات الشرطة بالإمارات الأخرى وإجراء مقابلات متعمقة مع عناصر الشرطية النسائية للوقوف على السلبيات التي من الممكن أن تواجههن أثناء عملهن حتى تتمكن إدارات الشرطة من توفير بيئة عمل مناسبة للمرأة وتشجيع المزيد من النساء للعمل في مجال إنفاذ القانون باعتباره مجالا مثل المجالات الأخرى التي تحترم عمل المرأة