محاكم دبي

استمعت دائرة الجنايات الأولى في محاكم دبي، الخميس، إلى شهادة شقيقة امرأة ستينية متهمة بحرمان خادمتها الآسيوية من الطعام، والاعتداء عليها بالضرب بواسطة أسلاك كهربائية، وحجزها في منزلها الكائن بمنطقة المزهر، وحرمانها من الخروج، ما أدى إلى إلحاق الأذى الشديد بها ووفاتها.

وأوضحت شقيقة المتهمة في شهادتها: "لا تهمني أختي، ما يهمني هو الوقوف أمام الله"، مؤكدة أن ما وجّه الى شقيقتها من اتهامات، بما فيها إغلاق أبواب الثلاجات وخزائن المطبخ لحرمان خادمتها من الطعام، بعيد عن الواقع.

وشرحت أن "الثلاجات في منزل شقيقتي مفتوحة، وعامرة بالمأكولات، ولم تغلق"، مبرهنة على ذلك بأنها كانت صائمة في يوم الواقعة، وبعد وفاة الخادمة أرادت ـ نتيجة الصدمة ـ أن تكسر صيامها (تفطر)، فتوجهت إلى المطبخ، وفتحت الثلاجة ولم تكن مغلقة، بل كانت مليئة بطعام يكفي نحو 30 شخصًا، من فواكه وأطعمة من كل الأنواع والحلويات والأرز والتمور وغيرها.

وذكرت إن "الجزء الوحيد المغلق من الثلاجة هو باب الفريزر، إضافة الى خزانة صغيرة موجودة قرب المرحاض"، مضيفة أن شقيقتها كانت تطلب منها أن تطبخ للخادمة عندما تخرج من المنزل، وأنها في أحيان كثيرة كانت ترسل الطعام مع سائقها الخاص إلى الخادمة عندما يتعذر عليها الذهاب بنفسها الى منزل شقيقتها".

وأشارت إلى أن شقيقتها كانت ترتب للسفر خارج الدولة قبل الواقعة، وأنها - حسب علمها - قدمت "فيزا" لخادمتها لاصطحابها معها.

وحول ما أشارت إليه النيابة العامة من وضع المتهمة سياجًا حديديًا على النوافذ والسور الخارجي، لمنع الخادمة من الخروج من المنزل، شرحت أن السياج موجود منذ عام 2009، إذ كان لدى شقيقتها خادمتان، وقد صادقتا رجلًا وأدخلتاه إلى المنزل، وتصورتا معه وهما بملابس غير لائقة، ما أزعجها بشدة، خصوصًا أنها تبقى وحيدة في المنزل، مؤكدة أن الصور لاتزال موجودة لديها.

وكانت النيابة العامة قالت في التحقيقات التي أجرتها إن تفاصيل الواقعة تعود إلى أغسطس الماضي، عندما ورد بلاغ إلى شرطة دبي يفيد بوجود شبهة جنائية وراء وفاة خادمة تحمل جنسية دولة آسيوية في إحدى الفلل، وبانتقال أفراد الشرطة إلى المكان عثروا على الفتاة ملقاة على أرضية غرفتها في الفيلا على الرغم من وجود سرير في الغرفة، وتبين من معاينة الجثة ظاهريًا وجود كدمات زرقاء على يديها ورقبتها.

وذكر ملازم من شرطة دبي في إفادته بتحقيقات النيابة العامة، إنه سأل المتهمة عن سبب الكدمات على جسد المجني عليها، فأبلغته بأنها سبق أن سقطت أرضًا، مضيفًا أنه لاحظ أن المتهمة كانت خائفة ومرتبكة، وتردد باستمرار أنها لم تفعل شيئًا.

وتابع أنها كانت ترفض الرد على استفسارات الشرطة، وتطلب عدم سؤالها عن أي تفاصيل، لافتًا إلى أن خبراء مسرح الجريمة اكتشفوا وجود آثار دماء واضحة على السلم المؤدي إلى الطابق العلوي، والجدار المحاذي للسلم، وعند التوجه إلى مطبخ المنزل كانت الدواليب والثلاجة مقفلة، والمفاتيح بحوزة المتهمة، وبعد فتح الثلاجة والدواليب تبين أنها تحتوي على أطعمة جاهزة محفوظة في داخلها، إلا أن بعضها كان قديمًا، وغير صالح للاستخدام، وعليه آثار عفن.

وأكمل الضابط أنه سأل المتهمة عن سبب حفظ الأطعمة بذلك الشكل، فقالت إن الأطعمة خاصة بها، وإنها حرة في كيفية التصرف بها، مضيفًا أنه دقق على المتهمة في النظام الجنائي وفوجئ بوجود بلاغات سابقة عدة عليها، بتهمة التعدي على الخادمات، كما تبين وجود حالات عدة لهروب الخدم من منزلها، على الرغم من عدم وجود أعمال كثيرة، وعدم وجود أشخاص في المنزل سوى المتهمة.

وأضاف أنه تبين أيضًا وجود تقرير من شرطة دبي موجّه إلى الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب، مضمونه أن "المتهمة كثيرة الاعتداء على الخادمات"، وتوصي فيه بإغلاق ملفها لدى الجنسية والإقامة، لمنعها من استقدام الخدم.

وكانت المتهمة أنكرت ما أسند إليها من اتهام في أولى جلسات محاكمتها.

وقررت الهيئة القضائية في محكمة الجنايات تأجيل النظر في القضية إلى الثاني من مايو المقبل لمناقشة الطبيب الشرعي.