مراكز التنمية الأسرية

كشفت إدارة مراكز التنمية الأسرية التابعة للمجلس الأعلى لشؤون الأسرة في الشارقة، أن المراكز تمكنت خلال عام 2015، من حل 70% من حالات الطلاق المقدمة لمحكمة الشارقة الشرعية، وذلك قبل إصدار المحكمة حكمها النهائي بالتطليق والتفريق بين الزوجين، وأوضحت أن معدلات الطلاق بين الشباب هي الأكبر، خصوصًا بين سن 21 و30 عامًا.

وتشكل نسبة الطلاق بين الشباب المتزوجين حديثًا 60% من مجموع حالات الطلاق في الإمارة.

وأكد مصدر في الإدارة أن "هناك مذكرة تفاهم بين المراكز ووزارة العدل، تبين أنه قبل إقرار المحكمة الطلاق، وقبل صدور قرار القاضي النهائي بالتطليق، يحول أصحاب الحالات إلى مراكز التنمية الأسرية لمحاولة الإصلاح بينهم، من خلال دراسة الحالة من الناحية النفسية والاقتصادية والاجتماعية والتربوية، والبحث في سبب المشكلة، وهل هي مشكلة عدم توفير مسكن زوجية، أم أن هناك خلافات مادية أو ديونًا، ومن ثم تحاول المراكز إصلاح الخلل القائم بين الزوجين، بالتعاون مع جهات حكومية، لرأب الصدع في علاقة الزوجين، وحثهما على التراجع عن فكرة الطلاق، حرصًا على تماسك الأسرة، خصوصًا عندما يكون بينهما أبناء".

وأفاد المصدر بأن أبواب إدارة الإرشاد الأسري في المراكز مفتوحة لجميع الجنسيات والفئات في الدولة، مبينًا أن أي شخص يريد أي استشارة أو خدمات أسرية عليه أن يتواصل بشكل مباشر مع المراكز، التي لا تسعى إلى أي هدف ربحي، ولا غاية لها سوى مساعدة الأزواج على تحقيق الاستقرار والتماسك الأسري.

وأكدت الإدارة أن المراكز تقدم خدماتها إلكترونيًا أيضًا، من خلال تلقي الاستفسارات والشكاوى من الأزواج عبر البريد الإلكتروني، والاتصالات الهاتفية، ويتم البحث عن صدقية الشكاوى والتحقق من جدواها عبر التواصل مع الشخص الذي أرسلها، ومناقشته فيها.

وذكر المصدر أن الإدارة قررت، خلال العام الماضي، فتح أبواب مراكز الإرشاد الأسري حتى التاسعة مساء، لتقديم الخدمة الإرشادية المسائية، بحيث يتم استقبال مراجعي المركز من فئات المجتمع كافة، خلال النصف الثاني من النهار، لافتة إلى أن الخدمة تهدف إلى استقطاب أكبر عدد ممكن من المتعاملين، وتلبية متطلباتهم واحتياجاتهم، والتنويع في الخدمة الإرشادية المقدمة، من خلال إضافة مجالات جديدة، اقتصادية ونفسية متخصصة، وزواجية وتربوية وقانونية، عبر التعاون مع نخبة من الأخصائيين لتقديم خدماتهم المتنوعة، لتبادل الخبرات بين مركز الإرشاد الأسري والاستشاريين، وصولًا إلى أكبر شريحة في المجتمع، ومساعدة المتعامل على التخلص من مشكلته الحالية، وإكسابه قدرًا من الاستبصار بنفسه، وبعض المهارات، وتعلمه الاتجاهات النفسية والاجتماعية، ما يجعله قادرًا على مواجهة مشكلاته في ما بعد، وتحقيق أكبر قدر من الرضا والاستقرار.

وذكر أن هناك حالات بسيطة جدًا للطلاق بعد سنوات زواج طويلة، تأتي إلى المراكز، وتكون أسبابها "قديمة متجددة"، إذ يكون الشخص متزوجًا منذ 20 عامًا، على سبيل المثال، وهناك خلافات كثيرة بينه وبين الطرف الآخر، كأن لا يكون الزوج راغبًا في زوجته، أو هي لا ترغب فيه، ولكنهما يؤجلان قرار الطلاق بسبب وجود أبناء، وعندما يكبر الأبناء يبادر الطرف المتضرر منهما بإعلان رغبته في الطلاق، حيث يرى أنه "لا سبب للاستمرار في هذه العلاقة الزوجية"، وهنا يحدث الطلاق.

وأشار المصدر إلى أنه "في بعض الأحيان يكون الطلاق أفضل من استمرار الزواج في منزل تكثر فيه المشاحنات بين الزوج والزوجة، ما يؤدي إلى حدوث عنف أسري أمام الأطفال"، وشرح أن "مصير الطفل الذي يعيش عنفًا وكبتًا يوميًا، على الأغلب، هو الانهيار نفسيًا".

وبين أن "زوجة الأب في بعض الحالات قد تكون أفضل من الأم في تربية الأبناء، إذ تبدي تفهمها لوضع الأسرة، وتحرص على أن تكون متعاونة جدًا مع الزوج في تربية أبنائه، وعلى الأرجح فإن الوازع الديني هو الأساس في تحديد تلك العلاقات".

وأكد المصدر أن "الدراما العربية لعبت دورًا سلبيًا وسيئًا في إخراج صورة زوجة الأب، أو زوج الأم، بشكل سيئ، ما غرس في نفوس كثيرين أنها تجربة مخيفة، أو مشكوك في سلامة نياتها" مطالبًا الإعلام بضرورة إبراز القيم السلوكية الجيدة، وإبراز دور زوج الأم الناجح، لا العنيف الذي يضرب أبناءها ويعاملهم بعنف.