بدأ نواب الجمعية الفرنسية (الغرفة الصغرى بالبرلمان) مناقشة مشروع قانون الدعارة الذي تقدم به الحزب الحاكم، ويقضي بفرض غرامة مالية على كل من يمارسها مع مومس ( 1500 يورو على الأقل، لتتحول إلى جنحة يعاقب عليها القانون بالسجن النافذ في حالة العود). بدأ النواب الفرنسيون في مناقشة مشروع قانون حول الدعارة، يثير الكثير من الجدل في الأوساط الفرنسية، تقدم به الحزب الاشتراكي الحاكم، ويقضي بفرض غرامة مالية على كل من يمارسها مع مومس ( 1500 يورو على الأقل، لتتحول إلى جنحة يعاقب عليها القانون بالسجن النافذ في حالة العود). وسيتم التصويت على مشروع القانون في الرابع من كانون الأول/ديسمبر المقبل، بينما تعيش فرنسا على وقع نقاش مجتمعي وسياسي ساخن بشأن مستقبل أقدم مهنة في التاريخ. يأتي هذا المشروع وفقا لتصريح صاحبته، النائبة الاشتراكية مود أوليفيي، استجابة لتوجيه أوروبي يعود إلى 2011 يدعو الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى "اتخاذ التدابير الضرورية لعدم تشجيع الظاهرة وتقليص الطلب عليها الذي يكرس جميع أشكال الاستغلال"، وهو توجه انخرطت فيه من ذي قبل البلدان الإسكندنافية كالسويد والنرويج وفنلندا. ونال المشروع دعم غالبية النواب الاشتراكيين منذ الكشف عنه شهر سبتمبر/أيلول الماضي، حيث وقعه 120 نائبا، وتدعمه بكل قوة وزيرة حقوق المرأة ذات الأصل المغربي نجاة فالو بلقاسم، إلا أن مراقبين يتوجسون من أن طرحه في الوقت الحاضر قد يسبب مخاطر لليسار الحاكم، خاصة وأن استطلاعا للرأي أجرته مؤخرا القناة التلفزيونية الفرنسية الثالثة أظهر رفض غالبية الفرنسيين له. الأحزاب السياسية ومشروع القانون تعترف نائبة رئيس اللجنة الخاصة التي تعمل على المشروع، الاشتراكية كاثرين كوطيل، بأنه "لازال هناك عمل بيداغوجي يجب القيام به"، لإقناع كافة الاشتراكيين بالمشروع، رغم أنه نال موافقة جميع أعضاء الفريق الاشتراكي في البرلمان. فيما بدا اليمين المعارض أكثر إجماعا حول الموضوع، علما بأن الملف أخذ حيزا من النقاش كذلك عندما سن نيكولا ساركوزي كوزير للداخلية قانونا استهدف بالدرجة الأولى العاهرات، والذي يتراجع عنه المشروع الحالي. أما مناضلو حزب الخضر، الحليف اليساري للاشتراكيين في حكومة جان مارك ايرولت، لم يتوحدوا حتى الآن حول رأي واحد بشأن هذا المشروع، بخلاف حزب جبهة اليسار الذي يجمع قياديوه على أهمية هذه الخطوة ولم يسجلوا تحفظات إزاءها. تعددت الأسباب والغاية واحدة ينحدر "الزبائن" من شرائح اجتماعية مختلفة، ويمارسون مهنا شتى، منهم الفلاح والعامل، والموظف في شركة التأمينات بل ومن كبار الكوادر كالمهندسين وغيرهم. هؤلاء يحكون لصحيفة "لوفيغارو" الدوافع التي جرتهم إلى أحضان العاهرات. يقول "تيموتي"، وهو في الثلاثينات من العمر، إنه بدأ ارتياد عالم العاهرات عندما كان عازبا، أما جيريمي فهو يلتجأ لـ"خدماتهن" رغم أنه متزوج بدعوى الروتين والفراغ العاطفي كما أنه لا يجامع شريكة حياته منذ عام، موضحا أن له "حاجات جنسية والقانون لا يمكن له أن يحرمه منها". وأخذت هذه التبريرات التي نشرتها "لوفيغارو" الأربعاء سياقا غريبا عندما صرح أحد هؤلاء الذين تم محاورتهم أنه يتوجه إلى العاهرات فقط لأنه "يشعر أن له قوة على النساء"، كما أن "العاهرات يمارسن الجنس مع الزبائن بشكل لا يمكن للرجال مثله أن يقوموا به مع زوجاتهم".