تعرضت وزيرة العدل الفرنسية كرستيان توبيرا من جديد اليوم الأربعاء إلى هجوم عنصري من قبل مجلة "مينوت" المتطرفة والتي وصفتها "بالذكية مثل القرد" وبامتلاكها "ضحكة تشبه الموز". الطبقة السياسية انتقدت هذا الوصف فيما قرر رئيس الحكومة رفع شكوى قضائية ضد المجلة. بعد أن وصفت بـ "القرد" في 17 أكتوبر/تشرين الأول الماضي من قبل مرشحة عن حزب الجبهة الوطنية – اليمين المتطرف- في بلدية "ريثيل" شمال فرنسا، تعرضت وزيرة العدل الفرنسية كرستيان توبيرا من جديد اليوم الأربعاء إلى هجوم عنصري من قبل مجلة "مينوت" المعروفة بتطرفها السياسي. المجلة عنونت صفحتها الأولى عن كرستيان توبيرا وكتبت "ذكية مثل القرد، توبيرا تملك ضحكة تشبه الموز". وعززت عنوانها بصورة كبيرة الحجم لوزيرة العدل الفرنسية. وأثار هذا العنوان غضب واستياء الطبقة السياسية الفرنسية باختلاف ألوانها، فيما قرر رئيس الحكومة جان مارك ايرولت رفع شكوى قضائية أمام المدعي العام للجمهورية ضد المجلة بتهمة "الشتم السياسي ذات الطابع العنصري". وتوالت ردود الفعل المنددة بهذا العنوان طيلة يوم أمس الثلاثاء حيث أعلن وزير الداخلية مانويل فالس أن وزارته تدرس إمكانية وقف توزيع المجلة في مكتبات بيع الصحف. وقال فالس: "لن نترك هذا الحادث يمر مرور الكرام". من جهته، دعا رئيس الكتلة الاشتراكية في الجمعية الوطنية برينو لورو الفرنسيين إلى "مكافحة كل أشكال التطرف التي تهدد المجتمع الفرنسي"، فيما وصف إيرك سيوتي، النائب عن حزب الاتحاد من أجل حركة شعبية المعارض، عنوان مجلة "مينوت" بـ"الدنيء". وانتقدت المجلة كرستيان توبيرا، مشيرة أن الهجمات التي تعرضت لها  في السابق لا تشكل في الحقيقة "حدثا بارزا في السياسة الفرنسية". وتوالت أيضا ردود الفعل على شبكات التواصل الاجتماعي، لا سيما على موقع "تويتر" حيث انتقد عدد كبير من مستخدمي الموقع الاعتداء العنصري الذي تعرضت له كرستيان توبيرا. ووصف السكرتير الأول للحزب الاشتراكي هارلم ديزير الصفحة الأولى لمجلة "مينوت" "بالقذرة". من جهته، دعا الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند خلال خطابه بمدينة "ايونا" بذكرى انتهاء الحرب العالمية الأولى إلى مكافحة كل أشكال التطرف والدفاع عن الجمهورية وقيم المساواة والعدالة بين جميع الفرنسيين" من جهته انتقد نائب رئيس حزب الجبهة الوطنية فلوريان فليبو عبر إذاعة "فرانس أنفو" عنوان مجلة "مينوت" ووصفه "بالمحرج وغير المقبول"، لكنه انتقد في نفس الوقت أيضا موقف الحكومة التي تسعى إلى "استغلال هذا الحادث لأسباب سياسية" حسب تعبيره. وإلى ذلك، استغربت المتحدث باسم مجلة "مينوت" هلين فاليت حجم الانتقادات التي تعرضت لها المجلة قائلة: "نستغرب حجم وشدة الانتقادات التي وجهت لنا. أعتقد أن هناك مشاكل أكبر في البلاد. نحن نتحمل مسؤولية عنوان المجلة". إنه عنوان يتسم بالسخرية"، مضيفة "لماذا لا يتم انتقاد مجلة "شارلي إيبدو" بالرغم من المقالات والصور المجرحة التي تنشرها"