حذر مختصون صحيون ونفسيون وتربويون من التأثيرات السلبية المترتبة على تناول الاطفال والمراهقين مشروبات الطاقة وانعكاساتها على اوضاعهم النفسية والصحية نظرا لاحتوائها على نسبة كبيرة من الكافيين والمكملات العشبية وعلى طاقة حرارية هائلة. وطالب اولئك المختصون في لقاءات متفرقة مع وكالة الانباء الكويتية (كونا) اولياء الامور والمعنيين عن المؤسسات التعليمية والتربوية بضرورة تنبيه تلك الشريحة العمرية الى الاخطار المترتبة على تناول تلك المشروبات واطلاعهم على الاثار السلبية الناتجة عنها. من جهته قال استشاري الامراض الباطنية والجهاز الهضمي الدكتور صالح العنزي ان الفترة الاخيرة شهدت ازدياد استعمال هذه المشروبات بين طلبة المدارس واقبال الشباب عليها لما يشاع عنها من اعطائها احساسا زائفا بالحيوية والنشاط . واوضح الدكتور العنزي ان العبوة الواحدة من هذه المشروبات تعادل في مكوناتها ما لا يقل عن محتويات 30 فنجانا من القهوة مضيفا ان الفتى او المراهق يتناولها دفعة واحدة مما يؤدي الى ارتفاع ضغط الدم ورعشة باليدين وتزايد ضربات القلب والموت الفجائي. وعن تاثيرها على الجهاز الهضمي ذكر ان تلك المشروبات تحتوي على نسبة عالية من الكافيين تعمل على "تحفيز العصب السمبثاوي المغذي للجهاز الهضمي مما يؤدي الى تهيج في المعدة والقيء والاسهال المزمن ومشكلات في القولون العصبي". وقال ان هنالك دراسة كويتية اجريت على فئران المختبر تناولت تاثيرات تلك المشروبات واظهرت حدوث انكماش واضمحلال في خلايا الكبد مع عدم انتظام في النسيج الليفي وزيادة غير طبيعية في نسبة الالياف المرنة و الكولاجين اضافة الى انخفاض مخزون الكبد من "الجليكوجين" مبينا ان تلك النتائج كفيلة بتصور ما يمكن ان يحدث لمتناولي تلك المشروبات من الاطفال والمراهقين . وحذر فئة الشباب والمراهقين من تناول تلك المشروبات في اوقات الامتحانات بسبب ما يشاع عن تأثيراتها الحيوية والمنبهة مبينا ان ذلك يسبب عدم انتظام في ضربات القلب والاما في البطن ومعاناة من القيء المتكرر. من جانبها قالت استاذة علم النفس في جامعة الكويت الدكتورة فاطمة عياد انه على الرغم من كل المحاذير التي ظهرت في الاونة الاخيرة من كثرة استخدام مشروبات الطاقة فان هناك تنافسا تجاريا للاستحواذ على اكبر شريحة ممكنة من المستهلكين مضيفة انه نتيجة لذلك وقع الاطفال والمراهقون ضحية لذلك. واوضحت ان تلك المشروبات تحتوي على نسبة عالية من الكافيين يستهلكها الجسم بعد فترة من تناولها فتقل نسبته في الدم بعد تخلص الجسم منه مما يؤدي الى حالات قلق ومشكلات في النوم وبعض الاعراض النفسية والتوتر مبينة ان التاثير الايجابي لتلك المشروبات "وقتي يعتمد على الايحاء فقط". ودعت الدكتورة العياد الجهات الحكومية المعنية الى تعزيز الرقابة على الاسواق التجارية التي تبيع تلك المشروبات ولاسيما فيما يخص بيعها للمراهقين اضافة الى وضع ضوابط معينة لاستيرادها وتصنيفها وفقا لفئات معينة. من جهته قال مدير مركز الكويت للصحة النفسية سابقا الدكتور عبدالله الحمادي ان هناك تأثيرات عدة لمشروبات الطاقة على الاطفال والمراهقين فبعضهم يعاني من مشكلة تشتت الانتباه وفرط الحركة وهؤلاء ينصحهم بعض الاطباء بتناول مشروبات الطاقة كعلاج لهذا المرض معتبرا ذلك علاجا خاطئا. وذكر الحمادي ان هناك تاثيرات صحية خطيرة على الاطفال والمراهقين الذين يتناولون تلك المشروبات دون الحاجة اليها ولاسيما اولئك الذين يعانون من مشكلات في القلب لان ذلك قد يؤدي لعدم انتظام ضربات القلب لديهم ولاحقا الموت المفاجئ . وشدد في هذا السياق على اهمية ودور البرامج العلاجية لمن ادمن على تلك المشروبات وصولا الى الاقلاع عنها واعطاء الطفل العلاج الصحيح اذا كان يعاني من مرض تشتت الانتباه وفرط الحركة