مقديشيو - مصر اليوم
تحاول الصومال نفض غبار الحرب عنها ومقاومة حملات تشويهها وما ألصق بها من "صور نمطية" كالفقر والجوع والحرب. ولتحقيق ذلك الهدف تم إطلاق مبادرات ومشاريع تبرز الوجه الحقيقي لهذا البلد، بينها إذاعة "كاسمو" النسائية بامتياز، وهي محطة كل شيء فيها "مؤنث سالم" من الكادر والعاملين فيها للبرامج المتنوعة التي تُعنى بالسيدات والأطفال. مذيعة ومعدة الأخبار والبرامج في الإذاعة، نفيسة عبدي جوري تشرح للجزيرة نت كيف قادها الشغف للعمل في أول إذاعة نسائية، ودفعها لترك الإذاعات الأخرى التي سبق وعملت ببعضها، وتقول إنها على قناعة تامة بعملها في إذاعة كاسمو، لأنها تشعر بمسؤولية كبيرة في تسليط الضوء على قضايا السيدات وهمومهن. شعبية كبيرة وتقول جوري "في الإذاعات الأخرى لا تُكلف الصحفيات بإعداد وتقديم برامج مهمة، بل يتم توزيعهن على قسم الإعلانات أو أقسام هامشية، أما الصحفيات اللواتي يعملن في إذاعة كاسمو فأعطيت لهن حرية أكبر وهذا ساعدهن على ابتكار برامج جديدة لتثقيف وتوعية النساء". وتوضح أن الإذاعة اكتسبت شعبية كبيرة في أوساط النساء في مدة قياسية لا تتجاوز ثمانية شهور ونسبة المتابعة والاستماع إليها تزداد تدريجيا نظرا لتزايد نسبة المشاركة النسائية في البرامج الحوارية التي تبثها الإذاعة يوميا وإبداء آرائهن بشأن المواضيع محل النقاش. من ناحية المستمعات، تصف سهام أبوكر حسين، كم كانت سعيدة بأول يوم استمعت فيه إلى إذاعة متخصصة بالمرأة والأطفال، وقالت للجزيرة نت إن الإذاعات الأخرى في الصومال تركز بشكل أساسي على القضايا السياسية وتهمل القضايا الاجتماعية ناهيك عن قضية المرأة التي يتم تناولها يوما واحدا في الأسبوع. ولفتت سهام إلى المتعة الكبيرة التي تجدها في شكل تقديم البرامج في إذاعة كاسمو "الذي يأخذ نسقا مختلفا عن الإذاعات الأخرى" وأضافت أن بعض برامج الإذاعة زودتها بمعلومات جديدة مثل "برامج فن الطبخ، وملتقى الشباب، وحب النساء والمواهب الأدبية وغيرها". منبر للمرأة من جانبها ذكرت مديرة إذاعة كاسمو زهرة عبد الله يوسف أن الإذاعة خاصة وتم تأسيسها في مقديشو من قبل تنظيم "وردة النسائي" في مارس/آذار من العام الجاري وبالتزامن مع اليوم العالمي للمرأة وسلمها للصحفيات اللواتي يقمن بتسيير شؤون الإذاعة بدعم من منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو). الإذاعة بدأت العمل في أول الأمر لساعتين، ثم مُدد بثها لأربع ساعات والآن الإذاعة تبث بواقع عشر ساعات يوميا، وقالت زهرة للجزيرة نت "إن الإذاعة التي تستهدف النساء والأطفال أملت أن تزيد مدة البث في غضون الأشهر القليلة ست ساعات إضافية" وأضافت إلى أن طاقم الإذاعة يتكون من 17 سيدة يعملن في كل المواقع من العمل الصحفي بأشكاله المتعددة والهندسة إضافة إلى النظافة. وأشارت إلى أن ثلاث صحفيات من العاملات في الإذاعة يحملن شهادات جامعية والباقي يحملن شهادات الثانوية العامة مضيفة إلى أن بث الإذاعة يغطي العاصمة في الوقت الحالي غير أن أخبار وبرامج الإذاعة يتم وضعها مسجلة بشكل يومي في موقع الإذاعة على شبكة الإنترنت. وتلخص مديرة الإذاعة أسباب تأسيسها، بأن تكون منبرا لإبراز الدور الإيجابي للمرأة الصومالية ومعاناتها مع التركيز على جوانب التعليم والصحة والنظافة وتقديم حلول للمشاكل الأسرية وتوعية النساء بالمساهمة في تربية الأطفال تربية حسنة وبناء المجتمع والبلد ومحاربة الممارسات السلبية والعنف ضد النساء مثل الاغتصاب والختان وغيرها. وكذلك أن تكون وجهة للصحفيات اللواتي لم يكن لهن دور بارز وتم تهميشهن في الإذاعات الأخرى لصقل مواهبهن وزيادة قدراتهن في العمل الصحفي، وأخيرا إبعاد الناس عن القضايا السياسية التي ملوا منها عبر إعطاء اهتمام أكبر للقضايا الاجتماعية.