نظمت جمعية "أمنية طفل" مؤخرا حملة توعوية ضد التحرش بالأطفال تحت شعار "طفولتنا..أمانة "، وعقدت فعاليات الحملة على مدى ثلاثة ايام خلال الفترة من 2 الى 4 نوفمبر الجاري بمركز سمو الأميرة الجوهرة بالمنامة حيث ضمت سلسلة من المحاضرات والفعاليات والأنشطة التوعوية لمختلف المهتمين والمعنيين. وذكرت رئيس جمعية "أمنية طفل" منال العوضي في كلمة لها لدى افتتاح فعاليات الحملة التوعوية أن هذه المبادرة تهدف إلى تسليط الضوء على طرق وقاية الأطفال من مخاطر التحرش، وسبل علاجها وأساليب معالجة المخاطر النفسية الناجمة عن التحرش الجنسي بالأطفال. وأوضحت العوضي أن فكرة الحملة انبثقت من تطلعات الجمعية إلى تعزيز دور الجهود المجتمعية؛ من أجل الوقوف على سبل معالجة أحد الظواهر السلبية، والتي تمس بشكل مباشر سلامة وصحة أبنائنا النفسية، ولاسيما أن الجمعية وقفت على العديد من حالات الأطفال التي تعرضت للتحرش، والتي لم تجد لها الدعم والمساندة الصحيحة في معالجة آثارها النفسية الملتحقة بالأطفال، مما يحتم علينا كجمعية تعنى بقضايا الطفل العمل على نشر ثقافة الوقاية والعلاج بين أكبر شريحة معنية. وأكدت أن هذه الحملة التوعوية الهامة تمثل فرصة لتحقيق الأهداف المشتركة لدور مختلف الجهات المختصة والجمعيات الأهلية؛ من أجل الوقوف في وجه انتشار التحرش بالأطفال في أشكاله كافة، ووقاية أطفالنا منها. وعقب ذلك بدأت سلسلة المحاضرات التوعوية بمحاضرة عامة تحدث فيها الخبير التربوي من دولة الكويت راشد السهل؛ بعنوان " التحرش بالأطفال فهمه وعلاجه"، حضرها عدد كبير من الاباء والامهات والمهتمين والمختصين. وتناولت المحاضرة التعريف بالتحرش الجنسي وأسبابه واعراضه والوقاية منه وعلاجه، وكذلك التعريف بالاثار البدنية والنفسية والاجتماعية الناتجة عن التحرش ضد الاطفال وتوعية الاسرة بطرق حماية اطفالها من التحرش الجنسي. كما تطرقت المحاضرة الى المعلومات العلمية اللازمة والمهارات العملية المناسبة للتعامل مع الاطفال الذين يتعرضون للتحرش. وقدم الدكتور راشد السهل في نهاية محاضرته مجموعة من التوصيات لحماية ووقاية الاطفال من التحرش الجنسي من أهمها انشاء مجامع للدعم الاسرى عبارة عن مجموعات من الاسر الذين تعرض اطفالهم للتحرش يكونون فريق واحد ويعملون معا لمساندة بعضهم وتجاوز هذه المواقف بمعاونة مرشدين متخصصين. كما تضمنت التوصيات انشاء مركز او خط ساخن لتلقى البلاغات من الاسر عند اكتشاف تعرض اطفالهم للتحرش الجنسي مع التأكيد على السرية والخصوصية، وذلك نظرا لانه كلما وجد الاسر والاطفال الارشاد المناسب في وقت مبكر كلما قلت الاثار السلبية الناتجة عن هذه الحوادث. كما اوصى المحاضر بضرورة ايجاد قنوات للاتصال والتواصل السريعة بين المدارس والاندية والمراكز الاجتماعية المختلفة مع المراكز المتخصصة كي تقدم لهم المساعدة الارشادية المناسبة في مجال التوعية والوقاية والعلاج لحالات التحرش الجنسي الذى يتعرض له الاطفال. وتواصلت فعاليات ومحاضرات الحملة التوعوية على مدى اليومين التاليين حيث عقدت ندوة علمية للمختصين في المجال التربوي، والمشرفين الاجتماعيين، والأطباء، وغيرهم من ذوي الاختصاص، تحت عنوان " الإرشاد النفسي في التعامل مع الأطفال الذي تعرضوا للتحرش".