أم صلاح امرأة عراقية عاملة تحكي قصة كفاح أم وزوجة نافست الرجال في مهنة شاقة برعت فيها أكثر منهم بعض الأحيان. تعمل في معمل غاز الديوانية منذ ثلاثة وثلاثين عاماً، حيث يعتمد عليها المعمل في المهمات الصعبة والشاقة لدقتها وإخلاصها في عملها. المرأة الحديدية كما يحب أن يصفها زملاؤها لا تزال اليوم في مهنتها تعمل بكد كمثال للمرأة المكافحة التي تحظى بحب جميع من حولها. لا تستطيع إلا أن تقول عنها إنها امرأة بمئة رجل، فأم صلاح تعمل مسؤولة السائقين في معمل غاز الديوانية، تقوم بكل الأعمال الشاقة داخل المصنع، ومنها قيادة الرافعات وتصليح الآليات العاطلة عن العمل، والقيام بأعمال لحام الحديد وسد النقص الحاصل في السائقين. وتقول أم صلاح: "استطعت التكيف هنا، والحمد لله أني محبوبة عند العمال". ظروف الحرب التي خاضها العراق مع إيران في ثمانينيات القرن الماضي ولكون زوجها عسكرياً أجبرها على العمل بهذا المكان ذي الروائح الأشد كرهاً للنساء، كي تعين عائلتها، لكنها أكملت المهمة وتدرجت في سلم الوظيفة لتكون مسؤولة عن الرجال ومطالبة بحقوقهم، مما حدى بهم إلى تسميتها بالمرأة الحديدية. ويقول أحد عمال غاز الديوانية: "هي بمئة رجل وتحظى بشعبية، لأنه لا أحد يأتي بالحق غير أم صلاح". الأهالي في الديوانية يتمنون امرأة بموصفات أم صلاح كممثلة لهم في البرلمان العراقي بعدما عجز ممثلوهم عن تحقيقها لهم .