تعددت مسمياتها، واختلف مؤسسسيها، مبادرات وصفحات نسائية انتشرت بشكل ملحوظ على صفحات التواصل الاجتماعي في الفترة الأخيرة، فاعتلوها منبرًا، واتخذوها منفذًا لهن، معبرات عن طموحاتهن في حرية مشروعة، بالحق في العيش الآمن، في ظل انتهاكات واسعة، طالت كل من يحمل تاء التأنيث، وكأنها عورة، يستجدى وأدها وكبح حرياتها. أوضح مايكل نزيه لـ"الوطن"، أحد مؤسسي صفحة "ثورة البنات"، التي وصل زائريها حوالي 80 ألف على "الفيس بوك"، أنه في ظل التعتيم على قضايا وحقوق المرأة، جاءت تلك الصفحات لتفتح الطريق أمام النساء لعرض مشاكلهن، والبوح بما يتعرضن له في الشارع المصري من انتهاكات عديدة تسيء إلى إنسانياتهن، وليعبرن عن مشاعرهن المكبوتة بسبب القيود المجتمعية. "أول علاج للمرض هو الاعتراف به"، هكذا قال نزيه، عن بداية دور تللك المبادرات، وهي ترك مساحة للفتيات للتعبير عما بداخلهن وهو ما يسمح لهن بالتواصل وتبادل الخبرات، والتخلص من الأزمات التي يتعرضن لها بسبب التحرش والاغتصاب، أو المشاكل النفسية الناتجة عن الختان أو العنف الأسري، وإقصائهن المجتمعي سواء عن المشاركات السياسية، أو على نطاق الأسرة. وعن "ثورة البنات" أشار نزيه، إلى أن الصفحة تستقبل يوميًا حوالي 30 رسالة، من فتيات يطلبن المساعدة، ويعرضن مشاكلهن أو يطرحن أفكارهن المبتكرة في مواجهة التحرش مثلًا، فأرسلت فتاة خاتم يحمل دبوس متخفي تستطيع من خلاله أن تدافع عن نفسها إذا تعرضت لمضايقات في الشارع، ما أدى لتفاعل كثيرين مع تلك الفتاة، وتبادلت الابتكارات بين الجميع، مستكملًا أن أحيانًا تحتاج أحد الحالات التي تراسل الصفحة، للتدخل النفسي أو القانوني فيقوم القائمون على الصفحة بتوصيلها إلى المتخصصين. فيما قالت بسنت طلعت، والتي حافظت على مراسلة أحد الصفحات، إنها تتلقى الخبرة الحياتية، من المواقف التي يتعرض لها غيرها، وتدفعها للمشاركة بتجاربها الشخصية، وأشارت إلى أنها حين تعرضت لحادثة تحرش جنسي دونت تجربتها، فتواصل معها الكثير، وقدمت لها الصفحة الدعم النفسي التي كانت تحتاجه، وشجعها على التمسك بحقها في الحياة الآمنة. وأضافت بسنت، أن ظهور تللك الصفحات والمبادرات مع ازدياد العنف ضد النساء بشكل كبير في المجتمع، ساعد كثيرات على الوقوف ضد تلك الانتهاكات، وشجع الفتيات على عدم السكوت على استغلالهن، واسترداد حقوقهن من كل من تجرأ على انتهاكها، وعبث بأجسادهن دون أي اعتبارات لدين أو سلوكيات مجتمعية وآداب عامة.