قررت أن ترتكب جريمتها فى صمت الليل حتى لا يدرى بها أحد، تسللت بهدوء فى إحدى الليالى وقطعت يد امرأة تعرفها جيداً ثم قطعت لسان رجل المفترض أنه جارهم الودود، تحقيقات النيابة المتواصلة أثبتت أن الشخصين ليس لهما أعداء، ثم تتكشف الحقيقة أمام الجميع، فالفتاة البريئة «ندى» المعروف عنها حسن الأدب والأخلاق، ارتكبت هذه الجريمة ضد هذين الشخصين تحديداً، لأن الرجل «زنّ على عقل أمها لختان أختها الكبرى» والمرأة لأنها هى التى قامت بهذه الجريمة التى أوت بحياة الأخت الكبرى. هذا هو مضمون مسرحية «جريمة» التى قررت مؤسسة «آدم للتنمية» تقديمها فى إطار حملة «فتاة النيل لوأد ختان الإناث» التى تحاول المؤسسة من خلالها التعاون مع كافة مؤسسات المجتمع المدنى لمقاومة فكرة ختان الإناث فى المجتمع المصرى. «وجدنا أن مقاومة قضايا المجتمع المصرى بالدراما تأثيرها أقوى وأسرع لدى الشباب» بداية حديث هبة فؤاد، مسئول الحملة فى المؤسسة، عن المسرحية كأسلوب مبتكر فى مواجهة جريمة الختان، فالشباب يتأثر بالدراما سريعاً ويتفاعل معها بشكل مختلف عن فكرة المحاضرات التنظيرية. المسرحية التى لا تتجاوز مدتها 30 دقيقة معظم الممثلين فيها من طلاب الجامعات والثانوى الذين اشتركوا فيها عن طريق التطوع إيماناً منهم بأهمية القضية. استخدام الدراما جاء بحسب «هبة» عندما قرروا فى المؤسسة النزول للتوعية بمناطق الصعيد ووجدوا فيها حكايات مأساوية بسبب «الختان» فكان تقديم «الإسكتشات» للأطفال هناك هو الحل أمام رفض الآباء والأمهات الاستجابة وتمسكهم بمعتقداتهم البالية التى تؤدى إلى موت الفتاة فى بعض الأحيان، قائلة: «نحن نعمل على التأثير على جيل الشباب لأنه الأمل».