تستعد سيدة لبنانية اسمها هلا ي. للتقدم بشكوى ضد السلطات الألمانية لإهمالها اللاجئين الأجانب وعدم اكتشافها لغيابهم إلا بعد وفاتهم، كما حصل مع نجلها هشام الذي بقي ميتا داخل غرفته في مركز خاص باللاجئين طوال ستة أسابيع.  وقالت الوالدة لصحيفة "أكزاكت" الألمانية "نسمع أن ألمانيا دولة تحترم حقوق الإنسان.. أين الإنسانية في هذه اللامبالاة لحياة أو غياب مواطنين تحت الحراسة أكثر من ستة أسابيع؟".  وجاءت هذه الشكوى بعدما قضى مواطن لبناني في غرفته في ظروف غامضة داخل مبنى خاص باللاجئين الأجانب في مدينة لايبزغ في ألمانيا. واللافت أن حالة الوفاة حصلت قبل ستة أسابيع من دون أي ملاحظة من قبل حراسة المبنى وتمّ اكتشاف الجثّة فقط من خلال الرائحة الكريهة المنبعثة داخل المبنى. وفور العثور على الجثّة في 13 آب/أغسطس الحالي مفحمة وتنبعث منها الرائحة الكريهة.   وأكد مدعي عام مدينة لايبزغ ريكاردو شولتز أن وفاة اللبناني هاشم.ي (34 عاما) والدته هلا.ي. من بيروت حصلت بحسب التقديرات الطبية في الأول من شهر أيار/مايو الماضي، وربما تكون أسبابها تناول جرعة كبيرة من المخدرات.  وأدّى الكشف عن هذه الحادثة الغريبة إلى حدوث ضجّة كبيرة في الأوساط الإعلامية داخل ألمانيا بشأن خفاياها، وتحديدا بشأن دور جهاز حراسة المبنى وعدم تقديرهم لغياب مواطن موجود تحت رقابتهم طوال أكثر من ستة أسابيع، وأيضا بشأن كيفية تسريب مخدرات وسموم – في حال ثبوت هذا السبب للوفاة - إلى داخل مباني ومؤسسات رسمية.  وأفاد بعض رفاق الضحية هاشم أنهم في حال السؤال عنه كانوا يتلقون تكرارا من حراس المبنى جوابا واحدا بأنه "غير موجود".   يشار إلى أن مبنى اللاجئين الأجانب في لا يبزغ يضمّ حاليا قرابة الثلاثمائة لاجئ أجنبيا بينما  يفترض، بحسب مسؤول رعاية اللاجئين الأجانب مارتين جيلو، أن لا يتجاوز عددهم الخمسين لاجئا!.