ان للمرأة السعودية حضوراً ثقافياً واضحاً خلال السنوات الأخيرة، رغم صراعها المتصل مع القوى المكبلة الثلاث: التفسير المتشدد للدين، والقيم العربية الذكورية البالغة المحافظة، وغياب القوانين العصرية في مجالات مهمة لحماية حقوقها. الصالونات الثقافية النسائية في مقدمة الجهد النسائي لتوحيد الصف وإثبات الوجود. وتعتبر مدينة جدة أول مكان في المملكة يشهد قبل نحو ثلاثين عاماً ميلاد أول صالون ثقافي نسائي، لتعم الظاهرة بعد ذلك عدة مدن، حتى لا تعدم هذه الحواضر السعودية حالياً صالوناً أو أكثر، حيث قدر عددها قبل عامين بنحو 16 صالوناً، مع تصدر مكة المكرمة مدن المملكة في عدد الصالونات الثقافية النسائية، تليها جدة ثم المدينة المنورة والرياض والمنطقة الشرقية. ويذكر أن من أوائل هذه الصالونات صالون الفنانة التشكيلية "صفية بن زقر"، وصالون د. مها فتيحي، وصالون الشاعرة سارة الخثلان في الدمام. وتقول د. فتيحي إن فكرة تأسيس الصالون كانت تراودها منذ الطفولة، ومنذ الشباب، و"صادف أن زارتنا المتخصصة في الدراسات الشرق أوسطية الأميركية د. مريم كوك للالتقاء بمثقفات سعوديات وأديبات، ولم يكن لنا مكان يجمعنا، وعرضت أن يكون منزلي هو الصالون، وتمت دعوة الأديبات والمثقفات، وكن حوالي 50 سعودية ما بين أديبة وكاتبة".