دخلت امرأة مسنة تبلغ من العمر ثمانين سنة في إضراب مفتوح عن الطعام بمدينة فاس وسط المغرب منذ عشرة أيام، احتجاجا على معاشها الهزيل الذي لا يتجاوز 176 درهما في الشهر (21 دولارا تقريبا).وقال بنعيسى نجل فطوم الجزولي، إن أمه نقلت مساء أمس الخميس إلى المستشفى في وضعية صحية متدهورة، بعد عشرة أيام من الإضراب عن الطعام احتجاجا على مشاكلها الكثيرة.وأوضح بنعيسى لوكالة الصحافة الفرنسية أن سبب الإضراب عن الطعام هو طرد مسؤول قضائي لوالدته، بعد أن تقدمت إليه بشكوى حول أوضاعها الاجتماعية.وأوضح نجل الثمانينية المضربة أن تصرف المسؤول أثار حفيظة والدته التي قررت الدخول في إضراب عن الطعام لإنصافها واسترجاع كرامتها. ويبلغ معاش فطوم الجزولي الموجودة حاليا في المستشفى 176 درهما، ورثته عن زوجها الذي اشتغل عشرين سنة في القوات المسلحة الملكية (الاسم الرسمي للجيش المغربي)، وستة أشهر و22 يوما مع الجيش الفرنسي.ومن جهتها، أوضحت نبيلة أنكود -حفيدة المضربة عن الطعام- أن جدتها تقدمت بعدة شكاوى إلى الجهات المسؤولة ومن بينها مؤسسة الحسن الثاني للتضامن في الدار البيضاء المكلفة بالأرامل وذوي الحقوق، ووزارة العدل، وإحدى الأميرات، لكن لم تجد أي آذان صاغية.وأشارت إلى أن جدتها تطالب بالكرامة، وهي ترفض رغم أن لها ثماني بنات وولدا واحدا، أن تعيش بدون سكن وترتحل بينهم.وحسب الرسالة الموجهة لنائب وكيل الملك تقول فطوم "طرقت أبواب جميع المؤسسات لتسوية وضعيتي وتمكيني من الاستفادة من معاش تكميلي لكن دون جدوى".ومن جانبه، قال مسؤول اللجنة الجهوية للمجلس الوطني لحقوق الإنسان في مدينة فاس عبد المجيد المكني إن ملف فطوم ليس من اختصاص وكيل الملك وإنما إدارة الدفاع، وأشار إلى أنه تم تحويل الملف إلى مصلحة الشؤون الاجتماعية في هذه الإدارة، وقد وعدت بدراسته وتقديم جواب في أقرب الآجال.وصادقت الحكومة -التي يقود تحالفها حزب العدالة والتنمية- على رفع الحد الأدنى للمعاشات إلى ألف درهم مغربي (117 دولارا تقريبا)، لكن بنعيسى يقول إن أمه لم تستفد من هذا القرار، ولو استفادت لما دخلت في إضراب عن الطعام.وقال مصطفى الفلاحي محامي فطوم إن عددا من المحامين سيُرافعون عن هذه السيدة بدون مقابل، وسيرفعون دعوى قضائية ضد الدولة المغربية ممثلة في شخص رئيس الحكومة.