فقدت الكويت السيدة غنيمة المرزوق إحدى الرائدات الأوليات والمؤسسات ممن فتحن الأبواب فى التعليم والعطاء أمام الأجيال، وذلك عن عمر يناهز الـ72 عاما بعد حياة حافلة بالعطاءات الإعلامية والإنسانية، إذ تعتبر الراحلة رائدة الصحافة النسائية بتأسيسها مجلة أسرتى عام 1964. عرف عن الراحلة التى تلقب بـ"أم الخير" بصماتها البارزة فى العمل الخيرى، والتى تخطت بها حدود المحلية إلى الأفق الأرحب، وشغلت منصب أول رئيسة تحرير مختصة بقضايا الأسرة والمرأة عبر مجلة "أسرتى" التى نالت عبرها جوائز وتكريمات عدة، فأصبحت النموذج الأكثر رقيا للصحافة النسائية ورائدتها ضمن مشوارها الطويل مع المجلة والذى بدأته عام 1964. عاشت غنيمة المرزوق فترة من طفولتها فى الهند، كان عمرها فى ذلك الوقت 4 سنوات، ثم عادت إلى الكويت وبدأت الدراسة الحقيقية فى ثانوية "القبلة"، كانت متفوقة فى دراسة الرياضيات، وكان لديها حس أدبى، اكتشفت معلمة اللغة العربية أن لديها هذا الحس الأدبى وميولها إلى الكتابة، وعقب حصولها على الثانوية العامة سافرت إلى مصر لتواصل دراستها الجامعية، حيث التحقت بقسم الصحافة فى كلية الآداب جامعة القاهرة، إيمانا منها بأن الصحافة موهبة واستعداد فطرى ينمو ويتطور بالدراسة. وكانت "الشبكة" التى قدمها لها زوجها ترخيص لإصدار مجلة، شرعت معه فى تأسيسها عام 1964، وأطلقت عليها (أسرتى) فى إشارة إلى أن أسرة جديدة ستتكون، وصدر العدد الأول منها فى فبراير 1965. خلال مسيرتها المهنية الطويلة، وحظيت الراحلة غنيمة المرزوق بالعديد من والجوائز والتكريم فى العديد من المناسبات، حيث حصلت مجلتها (أسرتى) على أفضل مجلة خليجية، وذلك من قبل الجهة المنظمة لمؤتمر الشرق الأوسط للنشر فى دورته الثانية بدبى، كما تم تكريمها بجائزة الدولة التقديرية عام 2011 من قبل وزارة الإعلام الكويتية، واختارها قسم الإعلام بجامعة الكويت كشخصية ثقافية وإعلامية، بمناسبة اختيار الكويت عاصمة للثقافة العربية عام 2001/2002. وتقديرا لدورها الثقافى، تم اختيارها لتكون عضوا بمجلس كلية الآداب جامعة الكويت من خارج هيئة التدريس، كما خصصت غنيمة جائزة تمنح سنويا باسمها للمتفوقين والمتميزين من خريجى قسم الإعلام، وقد أدرجت الجامعة هذه الجائزة باسم "جائزة غنيمة المرزوق للإبداع الإعلامى"، كما منح اتحاد الصحفيين الدولى واتحاد الناشرين الدولى ومركز دبى للاستشارات والأبحاث والإعلام غنيمة المرزوق جائزة "إنجاز العمر"، وهى جائزة خصصها مؤتمر الشرق الأوسط للنشر فى دورته الثانية لأول مرة، وجاء فى أسباب منحها الجائزة "ريادتها فى إنشاء الصحافة الأسرية فى منطقة الخليج، وريادتها فى إنشاء صناعة النشر فى منطقة الخليج، وريادتها فى تأسيس أول تنظيم نقابى للصحفيين فى منطقة الخليج، وقيادتها للعمل فى مجلة (أسرتى) كأفضل مجلة خليجية". وقد أدخلت غنيمة المرزوق فن كتابة المقال الكاريكاتورى، الناقد، الهادف، حيث تقمصت شخصية الأم والجدة فى بداية إنشاء مجلة (أسرتى) من خلال كتابتها لباب "أم الخير" وهى شخصية الأم والجدة، التى تراقب التحولات والظواهر الاجتماعية الطارئة والغريبة على المجتمع الكويتى بأسلوب نقدى ساخر، بهدف محاربة هذه الظواهر والتحولات.