أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في رسالة وجهها بمناسبة "اليوم العالمي للمرأة " الذي يصادف الجمعة 8 آذار/ مارس أن المنظمة الدولية  ستلاحق الجرائم ضد المرأة قضائيًا، وجدد تعهد المنظمة الدولية بمكافحة هذا الخطر العالمي ، وقال مون في رسالته التي حصل "العرب اليوم" على نسخة منها من مكتب الأمم المتحدة في السودان : "إذ نحتفل باليوم العالمي للمرأة، يجب علينا أن ننظر إلى الوراء لاستعراض  سنة من جرائم العنف المروعة ضد النساء والفتيات ونسأل أنفسنا كيف لنا أن نستشرف مستقبلاً أفضل، لقد تعرضت إحدى الفتيات لاغتصاب جماعي أودى بحياتها، وانتحرت أخرى بسبب شعور بالعار كان يجب أن يلحق بالجناة، وقتلت فتيات في سن المراهقة بدم بارد لأنهن تجرأن على السعي إلى التعليم وتعد هذه الفظائع، التي أثارت غضبا عالميا مبررا، جزءا من مشكلة أكبر بكثير تكاد تعم في الواقع كل مجتمع وكل مجال من مجالات الحياة".  وأضاف "أدعوكم  إلى النظر حولكم لرؤية النساء اللاتي تعيشون معهن، وتمعنوا في أولئك العزيزات عليكم في أسركم ومجتمعاتكم، فلعلكم تدركون أنه من المرجح إحصائيا أن الكثيرات منهن قد عانين من العنف في حياتهن؛ بل إن عددا أكبر منهن قد واسين أخوات أو صديقات، وتقاسمن معهن الحزن والغضب عقب هجوم تعرضن له.  وهذه السنة، في اليوم الدولي للمرأة، نحوِّل غضبنا إلى عمل ملموس. ونعلن أننا سوف نلاحق الجرائم ضد المرأة قضائيا ، ولن نسمح أبدا بأن تُعاقب النساء على ما يتعرضن له من اعتداءات".  وتابع "نجدد تعهدنا بمكافحة هذا الخطر العالمي على الصحة حيثما قد يكون كامنا - في المنازل والشركات، في مناطق الحروب والبلدان المستقرة، وفي أذهان الناس الذين يسمحون باستمرار العنف.كما إننا نقطع وعدا خاصا للنساء في حالات النزاع، حيث يصبح العنف الجنسي في كثير من الأحيان أداة للحرب تهدف إلى إذلال العدو بتدمير كرامته". وواصل قائلاً "لهؤلاء النساء نقول: إن الأمم المتحدة تقف معكن. وبصفتي الأمين العام، فأنا ألح على أن يكون رفاه جميع ضحايا العنف الجنسي في حالات النزاع في طليعة أنشطتنا. وأوجه كبار مستشاري بأن يجعلوا تصدينا للعنف الجنسي من ضمن الأولويات في كل ما نضطلع به من أنشطة لصنع السلام وحفظ السلام وبناء السلام".  ولفت بان كي مون أن منظومة الأمم المتحدة  تمضي قدما في حملتها المعنونة ”متحدون من أجل إنهاء العنف ضد المرأة“، التي تستند إلى منطلق بسيط ولكنه قوي، مناطه أن جميع النساء والفتيات يتمتعن بحق إنساني أساسي في أن يعشن حياة خالية من العنف،  وهذا الأسبوع، يعقد العالم في نيويورك، في إطار لجنة وضع المرأة، أكبر تجمع تشهده الأمم المتحدة بشأن إنهاء العنف ضد المرأة. وسنسعى إلى الاستفادة القصوى من هذا التجمع - وسنستمر في العمل على تحقيق تقدم طويل الأجل بعد اختتام أعماله.  ورحب الأمين العام للأمم المتحدة بالعديد من الحكومات والجماعات والأفراد ممن ساهم في هذه الحملة، كما حث الجميع على الانضمام إلى جهود الأمم المتحدة واختتم بان كي مون رسالته بالقول"إذا ما قدمتم مالكم دعما لقضية أو رفعتم صوتكم استنكارا، فيمكنكم أن تكونوا جزءًا من حملتنا العالمية لإنهاء هذا الظلم وأن توفروا للنساء والفتيات ما هن جديرات به من أمن وسلامة وحرية" . وفي الخرطوم وجه وزير الدولة في وزارة الرعاية والضمان الاجتماعي إبراهيم ادم كلمة بهذه المناسبة قال فيها "إن مكانة المرأة في بلاده تتعزز يوما بعد يوم وتتفق مع توجهات العالم ومواثيق الأمم المتحدة ومنظماتها، مشيرًا إلى القفزة التي حدثت في العام 2006 م، بارتفاع مشاركة المرأة في الأجهزة التشريعية من 9،7 % إلى 19،7% وتخصيص 28% كحد أدني في التمثيل البرلماني للمرأة. وقال آدم في كلمته : "في مجال الكسب وتخفيف حدة الفقر، أولت الحكومة اهتماما خاصا بالمرأة  وألزمت بنك السودان المركزي والبنوك التجارية بتخصيص 12% من سقوفها الائتمانية بتمويل المشروعات الصغيرة، وخصصت 30% كحد أدني للمرأة كما أنشأت الحكومة العديد من المشروعات لصالح المرأة ،من بينها المشروع القومي للتنمية الريفية، والذي استهدف كمرحلة أولى (4) آلاف امرأة ريفية بتمويل متناهي الصغر".  و في مجال التعليم أنشأت إدارات وهياكل متخصصة لتعليم البنات وبلغت نسبة الاستيعاب حوالي 68 % كما قفزت نسبة التعليم وسط قبائل الرحل من 16% إلى 33% مع وجود دورات منتظمة في محو الأمية التقنية للمرأة، وأشاد الوزير السوداني بأدوار أجهزة الدولة ومنظمات المجتمع المدني من أجل تحقيق الشعار العالمي للام المتحدة هذا العام، وهو القضاء على العنف ضد المرأة والفتيات والشعار الوطني معًا لتعزيز كرامة المرأة.  وأقر بأن الطريق لا يزال طويلا لتحقيق القيم الحية التي ينبض بها ديننا ولا تتعارض معها مبادئ الأمم المتحدة، وجدد وزير الدولة في وزارة الرعاية والضمان الاجتماعي مضي الحكومة في هذا الدرب جهدا وكسبًا غير متناه .