طالبت إيرينا بوكوفا المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم "يونسكو" بالعمل من أجل ضمان استقلالية المرأة وتأمين المساواة بين الجنسين وذلك بمواجهة العنف بجميع أشكاله "فى كل زمان ومكان". وقالت بوكوفا فى بيان صادر عن المنظمة بباريس اليوم الجمعة، بمناسبة اليوم العالمى للمرأة، إنه يتعين أيضا حماية حقوق المرأة فى الأوساط الريفية ودعم تطلعاتها. وأضافت أن اليوم العالمى للمرأة يشكل "فرصة تسمح لنا بأن نتخذ موقفا حازما ضد التمييز والتهميش اللذين يضعفان مجتمعاتنا". وأشارت اليونسكو فى بيانها إلى أن العنف ضدّ المرأة هو أحد أكثر انتهاكات حقوق الإنسان إجراما وانتشارا فى العالم حيث تتعرض 7 من أصل 10 نساء على الصعيد العالمى إلى شكل واحد من أشكال العنف، أكان جسديا أو جنسيا، خلال حياتهن. وأضافت أنه يمكن للعنف ضد المرأة أن يكتسى أشكالا عدة، فيمكن أن يكون جسديا، أو جنسيا، أو اقتصاديا أو نفسيا.. مشيرة إلى أن جميع هذه الأشكال تمثل انتهاكا للكرامة الإنسانية ولحقوق الإنسان، ولها تبعات على المدى البعيد على كل من النساء الضحايا ومجتمعاتهن المحلية. وأكدت المنظمة الأممية أن العنف ضد المرأة مستوطن فى بلدان العالم جميعها، ولا يعرف أى حدود جغرافية أو ثقافية أو اجتماعية أو أثنية، أو غيرها.. مضيفة أن هذا العنف متأصل فى التركيبات والممارسات التى تفرز عدم المساواة بين الجنسين. وذكرت اليونسكو أنها تعمل فى عدد كبير من المجالات لمنع العنف ضد المرأة، من خلال البحث عن الأسباب الاجتماعية والثقافية الأساسية الكامنة وراء هذا العنف، ووضع برامج تربوية لمنع العنف فى المدارس والجامعات وفى البيئات المحيطة بها، والدعوة إلى التزام الرجال بمنع العنف ضد المرأة، والتعاون مع وسائل الإعلام لوضع تقارير تراعى اعتبارات الجنس، وغيرها من الأنشطة المتعددة. وأوضحت المنظمة أن التشريعات والسياسات القائمة غير كافية.. مشددة على ضرورة إحداث تغييرات أساسية على صعيد المواقف والأدوار المسندة إلى كل من الجنسين. وأكدت اليونسكو أن "بتر الأعضاء التناسلية الأنثوية أو قطعها يمثل شكلا من أشكال العنف المستمر ضد النساء والفتيات" حيث وقع حوالى 100 إلى 140 مليون فتاة وامرأة ضحية لهذه الممارسة، علما بأن 3 ملايين فتاة معرضة لخطر الوقوع ضحية هذه الممارسة فى أفريقيا كل عام. وأضافت أنها تدعم إجراء البحوث وتعزيز الكفاءات بهدف تغيير السلوكيات والذهنيات والقضاء على عملية بتر الأعضاء التناسلية الأنثوية أو قطعها. ويشكل العنف ضد المرأة أحد الأسباب الرئيسة لتسرب الفتيات من المدرسة.. موضحة أن الاعتداء العنيف الذى تعرضت له مالالا يوسفزاى فى أكتوبر 2012 ما هو إلا نموذج عن ظاهرة منتشرة. وأشارت اليونسكو إلى تعاونها مع الحكومات فى جميع أنحاء العالم لدعم حق الفتيات والنساء فى الحصول على تعليم ذى نوعية جيدة يوفر لهن بكل أمان حيث أكدت المديرة العامة لليونسكو فى هذا الصدد "علينا توفير التعليم من أجل استحداث معايير وسلوكيات جديدة. وعلينا دعم النساء لتمكينهن من الاضطلاع بدور ريادى فى جميع ميادين النشاط الإنسانى".