أكدت المساعدة الخاصة للرئيس للشؤون السياسية باكينام الشرقاوي إن مصر تلتزم بالحفاظ على مكتسبات المرأة ومحاربة العنف ضدها، وتبدي اهتماماً بالغاً بالمعاناة التي تواجهها في المنطقة العربية.وقالت الشرقاوي في افتتاح الدورة السابعة والخمسين إن" مصر الديمقراطية ما بعد الثورة تلتزم بالحفاظ على مكتسبات المرأة التي حققتها على مدار تاريخ طويل من النضال". وأضافت "جاء دستور عام 2012 ليؤكد على حقوق المرأة باعتبارها مواطناً كامل الأهلية ويحظر جميع أشكال القهر والاستغلال وتجريم أية ممارسات تزدري الإنسان أو تهينه، كما أولى اهتماما خاصاً بالمرأة المعيلة والمطلقة والأرملة."وأكدت الشرقاوي ان المرأة المصرية، التي وقفت جنباً إلى جنب مع الرجل خلال ثورة الـ25 من كانون الثاني/يناير، تساهم بفاعلية في عملية التحول الديمقراطي بمشاركتها بنسب قياسية في كل عمليات الاقتراع لبناء مؤسسات الدولة فضلاً عن الفعاليات الشعبية والسياسية المختلفة. وتطرقت الشرقاوي إلى الحديث عن الموضوع الرئيسي الذي تركز عليه الدورة وهو محاربة العنف ضد المرأة، مؤكدة عمل الدولة المصرية للتصدي لتلك الانتهاكات. وذكرت ان "مشكلة العنف ضد المرأة تعد واحدة من التحديات الرئيسية التي يواجهها عالمنا اليوم، وتبدي الدولة المصرية اهتماماً بالغاً بمكافحة أشكال هذا العنف وتعمل حالياً على التصدي لهذه الظاهرة من خلال بعض الإجراءات منها إصدار قانون يجرم كافة أشكال العنف ضد المرأة والفتاة وتحسين الإجراءات الأمنية." وأكدت ان مصر تولي اهتماماً كبيراً بالمعاناة المتزايدة التي تواجهها المرأة في المنطقة العربية وخاصة المرأة الفلسطينية والسورية، وتدعو المجتمع الدولي إلى تقديم جميع أشكال الدعم للمرأة تحت الاحتلال وفي حالات النزاع.وكان نائب الأمين العام للأمم المتحدة يان إلياسون قال في افتتاح الدورة إن إنهاء العنف ضد النساء يعد مسألة حياة أو موت، مشيراً إلى ان ملايين السيدات والفتيات يعانين من تلك الآفة الدولية في مختلف أنحاء العالم. وأضاف "يجب أن نضع حداً لهذه المظاهر الصارخة من الوحشية وانعدام المساواة وانتهاك حقوق الإنسان، يجب أن نوفر المساعدة الملموسة للمتضررات من خلال التمويل وتقديم المشورة والموارد التي تمكنهن من الوقوف واستعادة حياتهن. يتعين علينا أن نمكـّن الضحايا ليساعدونا في تشديد القوانين ومقاضاة المجرمين ولإحداث تغيير جذري في العقول، ببساطة يجب أن ينتهي العنف ضد المرأة."وقال إلياسون إن مشكلة العنف ضد المرأة توجد في جميع دول العالم حتى الأكثر استقراراً وتقدماً منها. وأضاف ان "العنف ضد المرأة موجود في مناطق الحروب وكذلك المجتمعات المستقرة، في العواصم والقرى، في الأماكن العامة والخاصة، إنه ظاهرة غير مقبولة في حياتنا اليومية يجب أن نرد عليها في كل مكان وعلى كل المستويات، بما يعني تشجيع الرجال والفتيان أيضا على أن يقفوا ويقولوا لا للعنف ضد النساء." وتعقد أعمال الدورة الحالية للجنة في المقر الرئيسي للأمم المتحدة في نيويورك تحت شعار القضاء على جميع أشكال العنف ضد النساء والفتيات ومنع وقوعه حتى الـ15 من الشهر الحالي، وتجتمع وفود من الدول الأعضاء بالأمم المتحدة ومنظمات مجتمع مدني وغير حكومية وشخصيات بارزة للمشاركة في الاجتماعات السنوية التي تعقد تحت شعار منع ووقف جميع أشكال العنف ضد النساء والفتيات. من جهتها أكدت المديرة التنفيذية لهيئة الأمم المتحدة للمرأة ميشيل باشيليت في كلمتها ان العالم لا يستطيع تحمل التكلفة الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية للعنف ضد النساء والفتيات. وسردت باشيليت قصصاً مؤلمة لنساء تعرضن للاغتصاب والعنف من مختلف الدول من الولايات المتحدة ومالي ومولدوفا وغيرها. وشددت على الحاجة إلى التزام قوي والعمل لإنهاء العنف ضد النساء والفتيات. وقالت باشيليت "حققنا خلال العقود الماضية تقدماً في مجال وضع المعايير والقواعد الدولية والقوانين والسياسات والبرامج الوطنية، ولكن العنف ضد النساء والفتيات ما زال منتشراً، وما زال الإفلات من العقاب سائداً، الآن يجب علينا التصدي لتحدي التطبيق والمساءلة، إن رسالتي هي: الآن هو وقت العمل." وأشارت إلى المشاركة الواسعة من مختلف دول العالم في أعمال الدورة الـ75 للجنة، وقالت إن عدد ممثلي المجتمع المدني الذين سجلوا أسماءهم للمشاركة في الدورة بلغ ستة آلاف ليتخطى الأعوام الماضية.وقد عملت لجنة الأمم المتحدة المعنية بوضع المرأة على مدى أكثر من ستة عقود ووثقت واقع حياة النساء بأنحاء العالم وشكلت السياسات الدولية حول المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة، وعززت النهوض بالنساء واعتبار حقوقهن حقوقا للإنسان كما وضعت اتفاقية القضاء على كافة أشكال التمييز ضد المرأة المعروفة باسم (سيداو).