برلين ـ وكالات
بدأت استعدادات الأحزاب الكبرى في ألمانيا للانتخابات البرلمانية التي تحدد هل تبقى المستشارة في منصبها أم أن منافسها بير شتاينبروك سيتمكن من حكم ألمانيا من خلال ائتلاف مع حزب الخضر، لكن ميركل تحظى بشعبية كبيرة. على الرغم من أن المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أثارت كراهية في اليونان وإسبانيا، حيث يشبهها المتظاهرون هناك بهتلر، إلا أن كثيرين من دافعي الضرائب الألمان ممتنون لها لأنها سعت لحماية الخزينة العامة لبلادها. وحاليا وبانتظام تحصل ميركل(58 عاما)، ابنة القس وعالمة الفيزياء القادمة من ألمانيا الشرقية السابقة، على لقب أكثر السياسيين شعبية في ألمانيا، حيث تصل معدلات شعبيتها لـ57%. بينما تأكدت رئاستها للحزب المسيحي الديمقراطي بحصولها على نحو 98% من الأصوات في انتخابات الحزب الأسبوع الماضي. ويدعم الناخبون بصورة واسعة تحول ميركل الطموح من الطاقة النووية إلى الطاقة المتجددة، لكنهم يتجادلون بشأن بنية تحتية جديدة، ومستودعات النفايات النووية وفواتير الطاقة التي من المقرر أن ترتفع بنسبة 12% في العام الجديد. لكن ميركل تودع عام 2012 وقد حققت نتائج كبيرة، لتتوجه إلى سباق انتخابات عام 2013 بشعبية كبيرة واقتصاد لا يزال نشطا. فالعمالة قوية، وأزمة منطقة اليورو خفت حدتها قليلا- على الأقل في الفترة الحالية. ومع اجتياح الأزمة لأوروبا، يواصل المستهلكون الألمان الإنفاق، بينما ظلت الصادرات طيبة إلى حد ما، ويرجع ذلك نوعا ما لتحول التجارة إلى الأسواق الأسيوية والأمريكية. لكن في ظل بقاء عشرة أشهر على الانتخابات البرلمانية في ألمانيا، ربما تغير قضايا مجهولة بسهولة الصورة السياسية، حيث تسعى ميركل إلى حكم البلاد لفترة ولاية ثالثة مدتها أربع سنوات. وتتجمع المصاعب في عام الانتخابات، إذ أعلن البنك المركزي الألماني في الأسبوع الماضي خفض توقعاته للنمو إلى 0,4 % فقط لعام 2013، مقارنة بتوقعات بلغت 1,6% في حزيران/يونيو الماضي. وأشار "بوندسبانك" إلى تأثيرات أزمة منطقة اليورو على القوة الصناعية في قلب القارة المضطربة، محذرا من أن توقعات الاقتصاد الألماني "باتت خافتة." وتحتدم وتيرة الحملة الانتخابية في فصل الشتاء بألمانيا، ويتكهن المعارضون بأن نتيجة متقاربة ربما تؤدي إلى "ائتلاف كبير" آخر بين الحزب المسيحي الديمقراطي، المنتمي ليمين الوسط- والحزب الاشتراكى الديموقراطى ممثل يسار الوسط، الذي سيدخل الانتخابات بقيادة وزير المالية السابق بير شتاينبروك. بيد أن شتاينبروك بدأ منافسته بصورة سيئة عندما اضطر للاعتذار لقبوله مبلغ 1,25 مليون يورو مقابل إلقائه كلمات في فعاليات منذ عام 2009 . ويأمل شتاينبروك أن يتمكن من حكم ألمانيا بائتلاف مع حزب الخضر. وتتزايد قوة الخضر- الذين تحول موقفهم المعارض للطاقة النووية لسياسة رسمية لميركل العام الماضي- ويحكمون حاليا ولاية بادن فورتيمبرغ، القوية اقتصادياً، وعدد من المدن.