القاهرة - صوت الإمارات
كعادتها كل مساء، استقلت "سمر" توك توك في طريق عودتها إلى المنزل قادمة من محل عملها، سيناريو يومي حدث به تغير لم يكن في الحسبان، بعدما سقطت فريسة لـ3 ذئاب بشرية تناوبوا اغتصابها.
الواحدة بعد منتصف ليل السبت، استقلت صاحبة الـ22 سنة، سيارة أجرة بعد عناء يوم عمل بكافيتريا مستشفى قصرالعيني بوسط القاهرة، أوصلتها إلى موقف المنيب بالجيزة، لتستقل "توك توك" إلى منزلها، إلا أنها اكتشفت عقب عودتها بدقائق اختفاء حافظة نقودها الصغيرة التي تحوي أيضا بطاقتها الشخصية والكارنيهات.
قررت "سمر" العودة إلى الموقف مرة أخرى بحثا عن السائق الذي أوصلها إلى المنزل، لكنها فوجئت بشخص بدت عليه ملامح الإجرام يعترض طريق التوك توك، ناشدته الابتعاد عن طريقها "الله يخليك عاوزة أدور على محفظتي".
ثوان معدودة احتاجها ذلك الشخص لعرض المساعدة على الفتاة "استني.. أنا هجبهالك"، فرحت ابنة الـ22 سنة، خاصة مع تأخر الوقت، وإذ به يتصل باثنين من أصدقائه يطالبهما بمقابلته لأمر مهم.
الأشخاص الثلاثة أجبروا سائق التوك توك على التوجه إلى منطقة زراعية تحت تهديد أسلحة بيضاء، واصطحبوا "سمر" عنوة إلى قطعة أرض.
لم تنقطع صرخات استغاثة الفتاة أثناء تناوب المتهمين الاعتداء عليها جنسيا، ومع ارتفاع صوتها، شعر الجناة بالخطر، فقرروا تركها، ولاذوا بالفرار، وهددوها بالإيذاء حال إبلاغها الشرطة.
حاولت الفتاة العشرينية استجماع ما تبقى من قواها التي خارت، وعادت إلى منزلها، لتروي على والديها ما حدث، واصطحبتها والدتها إلى قسم شرطة الجيزة طالبة مقابلة العميد إبراهيم المليجي، مأمور القسم، والدموع تغالب مقلتيها.
الثانية عشرة ظهر أمس الأحد، اصطحبت قوة بقيادة المقدم مصطفى كمال، رئيس مباحث الجيزة، الضحية إلى مكان الواقعة، طالبها الضابط بالعودة وانتظاره في ديوان القسم لحين الانتهاء من المعاينة.
اتصال هاتفي دار بين الضابط والعميد طارق حمزة، مفتش مباحث قطاع غرب الجيزة، بحثا خطة الكشف عن ملابسات الواقعة التي تركزت على فحص مسرح الجريمة، وتنشيط مصادر المعلومات السرية، ومناقشة قاطني المنطقة، واستخدام التقنيات الحديثة في تتبع الهواتف المحمولة، وخطوط السير المحتملة لهروب الجناة، إضافة إلى حصر دائرة معارف المجني عليها وخلافتها ومعاملاتها.
ساعتان من أعمال البحث وفحص ذوي المعلومات الجنائية والمسجلين خطر والمشتهر عنهم ارتكاب مثل هذه الوقائع، قادت رئيس مباحث الجيزة إلى عدد من المشتبه بهم، وأخرج عدة "كروت" تحمل صورا لأرباب السوابق انتفضت معها الفتاة لتصرخ "هو ده يا بيه"، لتشير البيانات المدونة على الكارت إلى أنه بائع يدعى "الحسيني م."، 27 سنة، سبق اتهامه في قضيتي سلاح، له مشاهدات في مكان الواقعة.
بعرض ما توصل له رجال المباحث على اللواء إبراهيم الديب، مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، والعقيد طارق حمزة، مفتش مباحث غرب الجيزة، أمر بتحرك مأمورية لضبط المتهم، وتمكن النقيب أحمد يوسف، معاون مباحث الجيزة، من ضبطه بمحل إقامته وبحوزته مطواة.
حاول المتهم إنكار ارتكابه الواقعة، مؤكدًا أنه كان موجوداً في منطقة أخرى بالتزامن مع وقت الجريمة، لكن بتطوير مناقشته ومواجهته بالتحريات والمجني عليها أقر بفعلته، وأدلى باعترافات تفصيلية، وأرشد عن شريكيه وهما: "مصطفى أ."، 19 سنة، نقاش، و"محمود ف."، 25 سنة، عاطل، أمكن ضبطهما بمحل إقامتهما.
وحُرر محضر بذلك، أحاله اللواء عصام سعد، مدير أمن الجيزة، إلى النيابة العامة لتباشر التحقيق.