"تريزا ماي"

أكدت التلجراف أنها كصحيفة دعمت خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وأن نسبة الـ52 بالمائة من الناخبين الذين صوتوا في الاستفتاء لصالح الخروج، وكذلك نسبة الـ58 بالمائة الذين صوتوا لصالح المحافظين في الانتخابات العامة 2015، أنهم جميعا يرغبون في إتمام عملية خروج المملكة من الاتحاد.

ورأت التلجراف أن السؤال الوحيد الآن هو عمّن ينبغي أن يكون في القيادة إبان هذا التوقيت الحرج في عمر السياسة البريطانية؟ واستعظمت الصحيفة أعداد المؤيدين للخروج ممن يدعمون تريزا ماي، ومن بين هؤلاء أسماء سياسية كبرى أمثال كريس جريلينج، وليام فوكس، وديفيد ديفيز، وبريتي باتل التي روّجت بحماس للخروج كما طرحت اسم تريزا ماي وزكته بقوة.

وذكرت التلجراف "نحن متفقون على أن السيدة ماي تنعم بالمؤهلات المناسبة لكي تكون رئيسا للوزراء؛ فهي إلى جانب ما اكتسبته من خبرة في صفوف المعارضة، فقد ضمنت لنفسها مكانا في كتب التاريخ عبر استمرارها هذه المدة الطويلة على غير المعتاد في وزارة الداخلية حيث سمعة السياسيين عادة ما تندثر في هذا المنصب الشائك والمثير للجدل".

وأضافت أن "السيدة تريزا ماي ليست شخصية ضعيفة في داخل المؤسسة البريطانية، ان خبرتها تفرض الاحترام على كافة الجبهات في حزبها، ومن شأن ذلك أن يكون بمثابة مفتاح للتأثير بقوة في البرلمان". 

على الجانب الآخر، رأت الصحيفة أن الخبرة في الحكومة التي تحظى بها تريزا ماي، ليست متوفرة بالقدر نفسه لدى منافستها أندريا ليدسام، التي على الرغم من كونها سياسية موهوبة بشكل استثنائي وأسهمت بنصيب وافر ومؤثر في نجاح حملة الخروج، على الرغم من ذلك إلا أنها ببساطة لم تتعرض لاختبار حقيقي.

وأشارت التلجراف إلى أن حال بريطانيا الراهنة تتطلب قيادة هادئة رصينة؛ لقد شاركت المملكة المتحدة بـ 650 جنديا في محاولة حلف شمال الأطلسي (الناتو) لإثناء روسيا عن العدوان على دول البلطيق.. وثمة جنود إضافيون يجري إرسالهم إلى أفغانستان للمساعدة في تحسين الأوضاع هنالك.. أما على الصعيد الداخلي، فإن الأسواق لا تزال تتعامل مع آثار خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وتتطلع إلى الاطمئنان أن ثمة خطة قيد التطبيق لتأمين ثقة المستهلكين والمستثمرين، كما أن على بريطانيا أن تعمل على إيجاد روابط تجارية جديدة مع باقي العالم، وقد بدأت المحادثات بالفعل في هذا الصدد مع الهند.

وتساءلت التلجراف "هل اللحظة الراهنة تبدو مناسبة للمجازفة؟ بالطبع لا؛ نحن جميعا نقف على إحباط الكثيرين في حزب المحافظين من وعود لم توّف وقيادة منفصلة.. إن الاستفتاء منح بريطانيا فرصة، ليس فقط لكي تعيد التفكير في علاقتها بأوروبا ولكن أيضا لإطلاق العنان على صعيد التجارة الدولية واستعادة السيادة وتجديد شباب الديمقراطية.. ونحن (التلجراف) نعتقد أن السيدة تريزا ماي هي الشخصية الأكثر جدارة بالقيام بتحقيق تلك الفرصة التي منحها الاستفتاء للبلاد".

واختتمت الصحيفة "لقد حظيت بريطانيا في السابق بقيادة إمرأة كانت تتمتع بإرادة وشخصية قويتين هي مارجريت تاتشر، وكانت نتيجة قيادتها جيدة إلى حد بعيد... وإذا كان ثمّ اختلافٌ بيّن في عدد من الوجوه عند عقْد مقارنة بين السيدتين تاتشر وماي، فإن ما يجمع بينهما هو قوة الشخصية والقدرة على فرض الاحترام على الآخرين.. إننا نثق في أن السيدة ماي هي إمرأة حديدية أخرى اكتشفها حزب المحافظين".