جرائم مؤسفة

تقف "علياء.م" ابنة السيدة زينب والزوجة البالغة من العمر 26 عاما بملامحها التي طبع عليها الحزن من كثرة الظلم التي تعرضت له داخل محكمة الأسرة في زنانيري، تستغيث بعدالة القانون بحثا عن حقوقها بعد أن وقعت في قبضة والد زوجها المصاب بجنون الغيرة، وأخذ يكيد لها وتسبب في طلاقها.

 حكاية علياء تتشابه مع مئات الحالات داخل مجمع محاكم الأسرة بزنانيري والعامل المشترك بينها هو والد الزوج، لتصنف من قبل الزوجات بأنها الجرائم المسكوت عنها وتصل للتحرش وهتك العرض والتطليق غصبا، حيث أكدت الزوجة أمام قسم شرطة السيدة زينب أنها لم تتصور أن كيد الحمى أشد وأضل سبيلا بعد أن أغواه الشيطان، وتخلى عن اتزانه وأصبح يسلط عليها عقابه ودمر حياتها، وتابعت: "وصل به الجنون باتهامه لي بسرقة ابنه وتوعدني بالعقاب، ومنذ تلك اللحظة وهو يستغل غياب زوجي ويقوم بسبي والإساءة لي وضربي أحيانا، وأخيرا اتهمني بشرفي ظلما وتسبب في تطليقي وحرماني من طفلي".

 ومن خلال دفاتر محكمة الأسرة بزنانيري يمكن رصد خطايا آباء الأزواج داخل الحياة الأسرية واستمع لآهات الزوجات وشكوتهن وأسباب الخلاف بينهم.

 "رحمة.ت" كانت كغيرها من الزوجات وقعت في قبضة والد زوجها المريض بالتحرش، بعد أن تزوجت وهي قاصر بعمر الـ16 عاما بعد أن خطبها حماها لابنه العامل بالسعودية وتركت مدرستها ومنزلها وطفولتها وبدأت تسطر مأساة جديدة لعنف آباء الأزواج.

 وقالت الزوجة بعد أن قضت 4 سنوات ذاقت فيهم العذاب أمام محكمة أسرة روض الفرج في طلبها للطلاق ضررا: "هتك عرضي وحرقني وعذبني مستغلا صغر سني وغياب زوجي بالخارج، وجعلني أكره الحياة وأطلب من الله الموت في ظل رفض زوجي لتصديق الأفعال المشينة التي ارتكبها والده".

"سمية.س" اشتكت تدمير حياتها وطلبت أن يصل صوتها للمسئولين والجهات الحقوقية النسوية لمد يد المساعدة لها قائلة: "كل ما أتمناه القصاص العادل لذلك العجوز الذي يبلغ من العمر 70 عاما والمدعو - حمايا - بعد أن دمر حياتي وشوه سمعتي وسرق كل ممتلكاتي تحت شعار أنه انتشلني من العنوسة وزوجني لابنه، وعندما وقفت له أخذ طفلتي مني وحرمني منها منذ سنوات، ولا أستطيع تنفيذ الأحكام القضائية التي بحوزتي".

 وقالت الزوجة في دعوي التطليق للضرر رقم 6432 لعام 2017: زواجي استمر 7 أشهر بعد أن اتضح أنني وقعت في منزل بلا أخلاق وبين قبضة زوج لا يستمع لشكوتي ومطالبتي بترك منزل أهله والاستقلال بعيدا عنهم بعد أن أرهقني التصدي لتصرفات والده والشكوى لأسرتي، وأكملت: "عندما تمردت على الإساءة وسرقتي بمنتهى البجاحة أخذت علقة موت وخرجت دون ملابس للشارع ليلا بعد أن أجبرني التوقيع على التنازل عن كل حقوقي وإيصالات أمانة".

 مثال قاسٍ على عنف آباء الأزواج وتدخلهم في حياة الزوجات وجعلهن يذقن العذاب كانت الزوجة "رباب.ر" التي أقامت دعوى خلع رقم 8325 لعام2017 بعد 3 أشهر أمام المحكمة، قالت إنها لم تتخيل أنها عندما توافق على الزواج بزوجها الدكتور البالغ العاقل أنها بذلك تصبح ملكا لوالده، وتقع ضحية بخله وتعاقب بالضرب على يده والإجبار على الحرمان من التواصل مع أهلها، وتحبس خلف جدران غرفة بلا طعام وشراب بعد أن كسر قدمها حتى يمنعها من الذهاب وطلب النجدة ويتفنن في جعل زوجها يكرهها ولا يرتاح إلا عندما يجدها غريقة بالدماء.

 قالت رباب: "أهلي طلبوا الشرطة لينجدونني من قبضة زوجي عديم الرجولة وحمايا الذي لا يملك رحمة ولا ضمير وأنا بين الموت والحياة لولا ستر الله وقدمت صورة من المحضر وتقرير المستشفى لمكتب تسوية المنازعات حتى أثبت العنف الذي وقع ضدي".