المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل

دافعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، خلال خطاب يعد الأكثر حيوية خلال مسيرتها السياسية، عن سياسة "الباب المفتوح" التي اعتمدتها لاستقبال اللاجئين السوريين، إلا أنها وعدت في الوقت ذاته بتخفيض أعداد اللاجئين الذين تستقبلهم البلاد، وذلك بعد كشف آخر الأرقام عن تصاعد أعمال العنف خلال الفترة التي تلت دخول المهاجرين للبلاد.
 
وأوضحت صحيفة "ديلي ميل"، أن المستشارة ميركل ذكرت في خطابها أمام حزبها "المسيحي الديمقراطي": "سنخفض عدد اللاجئين الذين تستقبلهم ألمانيا، وإلا فإن بلادنا ستصبح مستحوذ عليها على المدى البعيد".
 
وأضافت بخصوص فتح حدود بلادها أمام آلاف اللاجئين خلال الفترة الماضية، "فتحنا أبوابنا لاستقبال عشرات الآلاف من اللاجئين الذين عانوا من ظروف مروعة في هنغاريا، وقد كانت لفتة إنسانية منا، لا أكثر ولا أقل"، مضيفة "لقد كانت ضرورة إنسانية، كما كان يجب على أوروبا أن تتعامل مع أكبر حركة للاجئين منذ الحرب العالمية الثانية".
 
ووفقا لـ "ديلي ميل"، فإن ميركل، التي تقود لولاية ثالثة لأقوى الاقتصاديات في أوروبا، ضمنت دعم حكومتها قبل خطابها لتجنب احتمالية أي أحداث غير محسوبة.
 
وأوضحت الصحيفة، إن "ميركل" بدت وكأنها مصممة لها الظهور وكأنها تراجعت عن خطتها الماضية بشأن اللاجئين، أو تبدو كمتغطرسة إزاء اعتقادها بأن مليون لاجئ شيء جيد بالنسبة لألمانيا.
 
وتابعت "فبعد عام مزدحم من الأزمات بدأ بأزمة اليورو، مرورًا بهجوم مجلة "تشارلي إيبد" في باريس، ثم ما ارتكبه تنظيم "داعش" في نفس المدينة في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، وكارثة الأجنحة الجوية الألمانية، وفرض العقوبات على روسيا، عادت ميركل مرة أخرى إلى الموضوع الرئيسي الذي يناقشه كل الألمان.
 
وقالت ميركل "إنه اختبار تاريخي لأوروبا، وأنا على قناعة بأن أوروبا ستجتاز هذا الاختبار، حتى لو كانت هذه القارة في كثير من الأحيان تتصرف بجنون"، في إشارة منها إلى عدم وجود تضامن بين الدول التي تشكل الاتحاد الأوروبي.
 
وأضافت أن "الحرب في سورية، والبراميل المتفجرة التي يلقيها بشار الأسد، وانتشار "داعش" في العراق وسورية، وحقيقة أن ليبيا ليس لديها حكومة عاملة، فضلًا عن الوضع في أفغانستان، كل هذا يأتي إلى باب منزلنا، فأنا أريد أن يقف الأوروبيون يدًا واحدة أمام هذا الاختبار".
 
واستغلت ميركل، التي ظلت لمدة طويلة خصمًا لمفهوم تعدد الثقافات، لتكرر وجهة نظرها، بالقول إن "التعدد الثقافي يقود إلى مجتمعات موازية وحياة كاذبة، رغم أن الاندماج يعني عكس ذلك".
 
وحظي خطاب المستشارة بتصفيق عفوي من المستمعين عندما ذكرت "هناك طريقتان للرد على هذا التطور، أما الندم على فوات الأوان أو اقتناصها" مضيفة "فوات الأوان ليس خيارًا معقولًا في القرن 21".
 
وتساءلت ميركل "ماذا سيغير ألمانيا؟، وهل نريد نحن التغير؟، وما تأثيرات الثقافات الأخرى علينا؟ فهل سنظل ألمانيا التي نعرفها؟ وقالت:" هذه التساؤلات وغيرها تقبع وراء شكوك الناس".
 
وكررت ميركل إيمانها أن أسباب النزوح الجماعي للناس لابد أن يتم التعامل معه على صعيد الساحة الدولية، واعتبرت أن تركيا لديها "دور محوري" في ذلك، موضحة أنه لابد من مكافحة الاتجار بالبشر والتهريب بالمساعدات التي نقدمها لها.
 
وأشارت ميركل إلى أن "نهوض ألمانيا من أنقاض الحرب العالمية الثانية لتبني معجزة الاقتصادية"، وقالت "الآن لدينا مهمة للتعامل مع العديد والعديد من اللاجئين، وتلك مهمة ضخمة".