الشارقة ـ صوت الإمارات
فاق، تسابق الشباب الإماراتي للانخراط في الخدمة الوطنية، كل التوقعات، وأبرز حرصهم على ترجمة مشاعر الولاء والانتماء للوطن، وكل ذلك ما كان ليتحقق لولا تنشئة سليمة في الأسرة. وللأم بطبيعة الحال وقع كبير في التأثير وتحفيز وتشجيع الأبناء على الانخراط في الخدمة الوطنية.
تساؤلات كثيرة أجابت عنها الطالبتان شمة الكتبي ومريم القصاب، تحت عنوان يعكس عمق الولاء والانتماء «ابنك درع الوطن» في مشروع طلابي بإشراف الدكتورة شريفة موسى من كلية الاتصال في جامعة الشارقة.
وتقول شمة الكتبي من قسم العلاقات العامة إن الأمهات يعتبرن دافعاً قوياً في عملية توجيه الأبناء نحو أخلاقيات التعامل مع الآخرين، إلى جانب توجيههم إلى التحلي بسمة الولاء والانتماء لهذا الوطن المعطاء؛ من هنا يقتبس الأبناء حب الوطن من خلال تعزيزهم بالتوجه والنصح المقدم لهم من الآباء والأمهات. ومع قرار دولة الإمارات العربية المتحدة بإلزام الشباب والفتيات اختيارياً في الانخراط بالخدمة الوطنية؛ يتضاعف دور الأمهات في توجه الأبناء نحو أهمية الإقبال والمبادرة في الالتحاق بالخدمة الوطنية.
وأوضحت الكتبي أنَّ أهداف مشروعهن تمثل في السعي إلى تعزيز الدور الوطني للمرأة الإماراتية، وتشجيع الأم لدفع ابنها للخدمة الوطنية، وتأكيد مساهمة الأم في بناء الوطن عن طريق تحفيز ابنها نحو الخدمة الوطنية، والحرص على عدم نقل الأم لإحساس الخوف والقلق إلى المجند، وتنمية شخصيته عن طريق التربية الأسرية، علاوة على تنظيم ندوات ومحاضرات تدرب الأمهات، وتهيئتهن على تقبل انخراط أبنائهن في الخدمة الوطنية، وأهمية دورهن الوطني في هذا الإطار.
ومن جانبها؛ أوضحت الطالبة مريم القصاب أنَّ المشروع تضمن تنفيذ دورات وورش تعرف الأمهات بالخدمة الوطنية ودورها في تعزيز قيم الولاء والوطنية، ما يؤهل الشباب للذود عن الوطن، والاستعداد الدائم للدفاع عن ترابه ضدّ أي مخاطر وفي أي وقت.
وأضافت إن الجامعة كمؤسسة تعليمية لها دور مجتمعي كبير، والأسرة والمدرسة جزء من رسالتها العظيمة، فالصورة لا تكتمل عناصرها إلا بتعاون وتضافر الجهود في مختلف القطاعات بهدف تعزيز وتنمية ارتباط المواطن ومشاركته الإيجابية في تنمية المجتمع وبناء الوطن الذي لا يقبل إلا المنتمين له بوجدانهم.
وذكرت القصاب أن اختيارهما لمشروع «ابنك درع الوطن» جاء مبنياً على نقطة في غاية الأهمية، وهي أن الانتماء للوطن يعتبر مؤشراً لقوة الشعوب وتماسكها، والقاعدة التي يرتكز عليها بناء وتنمية المجتمعات، وأن هناك جملة من العوامل لها بالغ التأثير على الشعور بالانتماء، ومن أهم عوامل تعزيز الانتماء التربية التي تبدأ من الأسرة، وتحديداً الأم، والتربية بمفهومها الواسع الذي يشمل مؤسسات المجتمع ككل.
وأكدت أن أداء الخدمة الوطنية يرسخ روح الانتماء للوطن، والشعور بالجاهزية الدائمة لمواجهة أي تهديد لأمن واستقرار الدولة، وأن معظم الشباب بحاجة إلى دعم وتشجيع من أسرهم على الانخراط بسلك العسكرية، على اعتبار أن المشاركة هي ترجمة عملية وواقعية لمشاعر الولاء والانتماء وحب الوطن.
وقالت نفذنا ورشة استهدفت عدداً كبيراً من الأمهات بهدف توعيتهن بالدور الكبير المنوط بهن من حيث تنمية الحس الوطني في نفوس أبنائهن، الذين يتوجب عليهم الالتحاق بالخدمة الوطنية لأداء واجب وطني وغرس قيم الولاء والانتماء والانضباط، وإن الخدمة يجب أن يؤديها الجميع ممن تنطبق عليهم الشروط والضوابط المحددة في القانون.
وأشارت إلى تأكيدهما للأمهات المستهدفات في الورشة، أهميّة أداء الخدمة الوطنيّة في بناء شخصية الشباب وجعلهم أكثر اعتماداً على الذات، وترسيخ روح العمل الجماعي والقيادة وكيفية مواجهة المصاعب، لافتة إلى أن الخدمة الوطنية تمنح الثقة بالنفس وتعلم الفرد النظام والانضباط والعمل الجماعي والذود عن الوطن.
وأثنت الدكتورة شريفة سليمان مشرفة المشروع «ابنك درع الوطن» على الجهود الجبارة التي يبذلها الطلبة في المشاريع المكلفين بها كجزء من متطلبات التخرج، مع التأكيد على اختيار أفكار نوعية غير مستهلكة، موضحة أن المشاريع تلك مرتبطة بالمجتمع الخارجي وما يدور في المحيط، ما يعطي الطالب فرصة للتواصل بشكل مباشر مع عالمه الذي ينتمي إليه ويعايش يومياته بكل وضوح، وذلك ينتج حالة من التنافسية نلمسها بين الطلبة للخروج بأفضل ما لديهم.