عمان ـ طارق الشمري
تحلت ساجدة الريشاوي التي أعلن الأردن إعدامها قبل ساعات بالهدوء داخل الحبس الانفرادي في سجن النساء في الجويدة في الأردن الذي قضته داخله نحو 9 أعوام، ورفضت الاختلاط مع السجينات الأخريات، وبالكاد كان يزورها أحد، بخلاف محاميها.
ونجح تنظيم القاعدة في العراق في إرسال الريشاوي إلى الأردن، لتنفيذ عملية تخريبية، لكنها لم تتمكن من إكمال مهمتها، وتمكن الأمن الأردني من توقيفها.
تزوجت الريشاوي مرة واحدة في الثلاثينات من عمرها، وهو سن كبيرة بالنسبة للقبائل في العراق، لكن موت أخيها الأكبر سبب لها أكبر الضرر، ووصل شقيقها ثامر ليصبح المساعد المقرب لأبو مصعب الزرقاوي، الأردني في تنظيم القاعدة.
وبعد وفاة أشقائها تطوعت للقيام بعمليات الانتقام في عام 2005، مع زوجها الذي نجح في قتل نحو 27 شخصا في عرس أردني، بعد تفجير نفسه، وحاولت زوجته تفجير نفسها 3 مرات لكنها فشلت، على ما يبدو بسبب عطل فني في جهاز التفجير.
وطالب تنظيم "داعش" في وقت سابق الإفراج عنها في مقابل الرهينة الياباني ثم الطيار الأردني معاذ الكساسبة، ولكن بعد إعدام الأخير حرقا، قررت السلطات الأردنية الرد بالمثل وإعدام الريشاوي.
وبينت الصحافية الأردنية ليندا مايه التي أجرت مقابلة مع ساجدة في السجن، أنها ليست ذات مكانة اجتماعية أو أمنية على الإطلاق، مضيفة "لو أرادها (داعش) لطالب بالإفراج عنها من اليوم الأول، وليس بعد 9 أعوام"، حتى أن قبليتها لم تهتم بأمرها".
واعتبر المسؤول عن الشرق الأوسط في مجموعة الأزمات، غوست هيلتمان، أن تنظيم "داعش" ينظر إلى الريشاوي على أنها مغفلة، "حتى مع عدم إبدائها أي ندم، يرى الناس أنها شخصية قليلة جدا". ويبدو أن الريشاوي لم تهم الحكومة الأردنية أيضا، فقد كانت على استعداد لإطلاق سراحها مقابل إنقاذ الرهينة الياباني.