دبي ـ صوت الإمارات
أضحت دولة الإمارات نموذجاً ومثالاً يحتذى في تمكين المرأة في مجال بناء الدول ونهضة المجتمعات. ولضمان توفير بيئة عمل مناسبة للمرأة، وزيادة إنتاجيتها بما يضمن استقرارها النفسي والأسري، تبّنت حرم الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة، الشيخة منال بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة مؤسسة دبي للمرأة، «المشروع الوطني للحضانات»، حيث قدّمت كل الدعم والرعاية وقامت بافتتاح أول دار حضانة للأمهات العاملات في جمارك دبي في أبريل 2009.
وتحرص جمارك دبي على تعزيز الجانب الاجتماعي لكوادرها البشرية، وتمثّل ذلك في إنشائها أول حضانة أطفال نموذجية في إمارة دبي، تتبع معايير مؤسسة دبي للمرأة لإنشاء الحضانات الوطنية، بل امتد اهتمام الدائرة ليشمل التحاق أبناء الموظفين الرجال في مارس من عام 2010، مؤكدة بذلك ترجمة جانب من أهدافها الاجتماعية والاقتصادية، سعياً منها في تحقيق المصلحة العامة للدولة ولإمارة دبي.
وأوضحت مدير حضانة جمارك دبيكلثم مسحار، أنَّه مضى على افتتاح حضانة جمارك دبي 6 سنوات، واليوم ووسط صخب الأطفال وألوان ضحكاتهم التي ميزت استقبال الحضانة لدفعة جديدة من الأطفال، أثبتت حضانة الجمارك قدرتها على احتضان الطفل وتوفير الرعاية والحضن الدافئ والجو البهيج، لينعم الطفل بعذوبة طفولته، مع توفير الكتب التعليمية والألعاب التربوية المتميزة لتعزيز نموه العقلي والمعرفي بالتوازي مع نموه البدني، بالإضافة إلى الغذاء الصحي، والعناية الطبية اللازمة.
وأضافت مدير حضانة جمارك دبي إن رؤية الحضانة تكمن في أن يكون الطفل والأم العاملة تحت سقف واحد، ومن هذا المنطلق تم إنشاء الحضانة وفق أفضل المعايير والمقاييس العالمية المتبعة في التنشئة السليمة والصحية في ظل بيئة تعليمية وتحفيزية آمنة للطفل، وتمتاز بتصميمها النموذجي المريح، ويقوم على إدارتها فريق عمل نسائي متخصص ومؤهل بشكل كامل، وقد ساهمت الحضانة في زرع الثقة في نفس الطفل، ومنح الأم العاملة الراحة النفسية والاستقرار الوظيفي، والأسري، والعاطفي لتواجدها قرب طفلها، كما شجعت المرأة العاملة على الرضاعة الطبيعية والإنجاب.
أنشئت حضانة جمارك دبي وفق دليل المعايير القياسية الذي يضم في طياته كافة المستلزمات والشروط الواجب توافرها لبناء حضانة نموذجية مثالية وفق أرقى المعايير القياسية العالمية البيئية والصحية والتعليمية للتنشئة السليمة للطفل، وذلك بعد الاطلاع على تجارب أكثر من 5 دول أجنبية في تأسيس حضانات داخل مراكز العمل.
وتم تصميم الحضانة انسجاماً مع مفهوم الطبيعة وتناسقها مع معطيات الطفل واحتياجاته ومنطقة راحته على حسب معايير الصحة والسلامة، وذلك تماشياً مع المرحلة العمرية للطفل والتي تنقسم إلى الأطفال من عمر الولادة إلى سنتين، والأطفال من سنتين إلى أربع سنوات، حيث توفّر الحضانة أرضيات صديقة للبيئة، وأسقف تمنع إدخال أشعة الشمس الضارة. وتضم الحضانة منطقة مخصصة لتحضير الحليب والطعام، وأخرى لتغيير ونظافة الأطفال، بالإضافة إلى منطقة لنوم الأطفال بإضاءة مهيئة للنوم. أما منطقة الإدارة فقد تم تصميمها بحيث تسيطر على باقي الفصول بالحضانة وتراقبها عن طريق النوافذ الزجاجية المطلة على الحضانة، كما تتوفر أيضاً غرفة للرضاعة الطبيعية، وغرفة الممرضة.
أسفرت مبادرة حضانة جمارك دبي عن زيادة إقبال الأمهات على الالتحاق بالعمل لدى جمارك دبي، وتعزيز الولاء المؤسسي لدى الموظفين والموظفات، كما ساهمت الحضانة في توفير بيئة آمنة للأطفال خلال فترة عمل الأم الموظفة، من خلال تعزيز الهوية الوطنية، بالإضافة إلى نشر تعاليم ديننا الإسلامي وثقافتنا العربية، وتوفير فرص التعليم المبكر وتنمية مهارات الطفل من حيث النمو الإدراكي، والحسي، والحركي والعقلي، وتنمية قدرات الطفل اللغوية والتواصلية والتعبيرية.
وتحرص جمارك دبي على تعزيز مبدأ الشراكة الحكومية مع المؤسسات الحكومية في الدولة، وتشجيع الجهات الأخرى على تبني هذا المشروع المجتمعي الرائد، حيث تقيم الدائرة حفلاً سنوياً لتخريج الأطفال سنوياً بالاشتراك مع عدد من الجهات الحكومية، كما تستقبل الحضانة سنوياً عدداً من الوفود الزائرة للاطلاع والاستفادة من تجربتها المتميزة.
وتمثّل مؤسسة دبي للمرأة أحد الشركاء الاستراتيجيين لحضانة جمارك دبي، إلى جانب وزارة الشؤون الاجتماعية ووزارة الصحة بدبي، حيث تؤدي المؤسسة دوراً أساسياً في تمكين وتعزيز دور المرأة العاملة من خلال تحقيق التوازن المهني والعائلي، إلى جانب توفير فرص عمل وتدريب الموظفات وتأهيلهن للعمل في حضانات الأطفال بكل المؤسسات الحكومية.
ويشار إلى أنه تم تدريب العاملات بالحضانة بالتعاون مع عدد من الجهات المختصة في الدولة لضمان تطبيق المشروع على مستوى حكومة دبي، وذلك من منطلق حرص الدائرة على تنشئة الطفل في بيئة أسرية سليمة وآمنة بعيداً عن أيدي الخادمات.
وتحرص الحضانة على تقوية العلاقات الاجتماعية لدى الأطفال، حيث تعمل على إشراكهم في فعاليات الدائرة المختلفة، مثل المناسبات الدينية والوطنية في الدولة، بالإضافة إلى تنفيذ دورات تدريبية لتنمية مهارات الأطفال، كما تعمل على تنظيم الاحتفالات الخاصة بالأطفال، وتخصيص يوم للتربية الرياضية، ويوم لارتداء ملابس بلون محدد لتشجيع الطفل على تعلّم الألوان، وتنظم الحضانة أيضاً رحلات مرتبطة بوحدات الكتب التعليمية لتعزيز المفهوم لدى الطفل، بالإضافة إلى الرحلات الترفيهية وذلك للتعرّف على معالم مدينة دبي، والعمل الجمركي عن قرب من خلال زيارتهم جناح جمارك دبي بمدينة «كيدزانيا» للأطفال.
تستقبل حضانة جمارك دبي سنوياً ما يقارب 20 طفلاً جديداً بالإضافة لأعداد الأطفال الموجودة مسبقاً، فيما بلغ عدد الأطفال المسجلين في الحضانة منذ افتتاحها في العام 2009 وحتى العام 2015 نحو 270 طفلاً، وتم تخريج 81 طفلاً منهم للروضة والمرحلة الابتدائية حتى يومنا هذا.
وفي الإطار قالت الموظفة آمنة اللنجاوي، منسق بوابة الموارد البشرية بجمارك دبي، وهي أم لطفلة بحضانة جمارك دبي: إن وجود حضانة جمارك دبي ساهم في تعزيز الإحساس بالطمأنينة والراحة أثناء تأدية مهام العمل، حيث توفر الحضانة الاهتمام والرعاية والتعليم في بيئة مريحة للطفل، وتعمل على إِشراك الطفل في مختلف الفعاليات والأنشطة ومن ثم تقوية علاقاته الاجتماعية.
واختتمت حنان إبراهيم أخصائي علاقات الموظفين تأمينات اجتماعية، وأم لأول طفل يلتحق بالحضانة: لقد أظهر طفلي القدرة على التفاعل والتواصل مع الآخرين، إذ أن الحضانة ساهمت في بناء وصقل شخصية الطفل فأصبح أكثر استقلالاً، كما عملت على تهيئة الطفل تأهباً للانتقال من مرحلة التعلق الشديد بالأم وبالبيت إلى مرحلة التعليم والدراسة، وسهّل بذلك سلاسة اندماجه للمدرسة.
تعتمد الحضانة على اتباع نظام «مونتيسوري»، الذي يركز على التدريب الحسي والنشاط الذاتي والتمارين التعليمية، وتطبيق مبادئ الحرية، ما يعطي الطفل حرية الاكتشاف والتعرف على البيئة المحيطة به استعداداً لمرحلة دخوله إلى المدرسة، بالإضافة إلى وجود منهج تربوي متكامل يعتمد على تدريس الأطفال التربية الإسلامية واللغة العربية واللغة الإنجليزية والرياضيات والخطوط والأشكال، فضلاً عن أنشطة التلوين الممتعة، وإكساب الطفل مهارات وقدرات عملية وسلوكية مميزة.