القاهرة ـ وام
يشارك الاتحاد النسائي العام في ملتقى "دور الإعلام في مناهضة العنف ضد المرأة" الذي تنظمه جامعة الدول العربية قطاع الإعلام والاتصال بالتعاون مع منظمة المرأة العربية في 9 فبراير الجاري بالقاهرة .
يأتي ذلك انطلاقا من إدراك أن قضية العنف ضد المرأة هي قضية ثقافية في جوهرها وإيمانا بأهمية الدور الذي يلعبه الإعلام في تشكيل الأفكار والتأثير في الثقافة الاجتماعية ومن ثم قدرته على خلق ثقافة اجتماعية مناهضة للعنف ضد المرأة داخل المجتمعات العربية.
يفتتح الملتقى السفيرة الدكتورة هيفاء أبو غزالة الأمين العام المساعد رئيس قطاع الإعلام والاتصال بكلمة ترحيبية تؤكد على أن العنف ضد المرأة لا يشكل انتهاكا جسيما لحقوق الإنسان فحسب لكن تترتب عليه أيضا تكاليف اجتماعية واقتصادية هائلة ..كما أنه يقوض مساهمة المرأة في التنمية والسلام والأمن .. وهو يشكل أيضا تهديدا خطيرا بالنسبة لتحقيق الأهداف الإنمائية المتفق عليها دوليا .
وأضافت أنه إدراكا من جامعة الدول العربية لأهمية الإعلام ووسائل الاتصال الجماهيري والتي تمتلك قدرة هائلة على التأثير في السياسات الاجتماعية والثقافية والمعرفية ..فقد أولت هذا القطاع أهمية خاصة من خلال قطاع الإعلام والاتصال الذي أكد على أهمية الاتصال المستمر مع وسائل الإعلام في المنطقة العربية لتعزيز دور الإعلام في التأثير في التوجهات العامة تجاه قضايا المرأة .
وأضافت أن الجمعية العامة قامت في ديسمبر 1999 بتحديد 25 نوفمبر يوما دوليا للقضاء على العنف ضد المرأة ودعت الحكومات والمنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية إلى تنظيم أنشطة في ذلك اليوم تهدف إلى زيادة الوعي العام بتلك المشكلة ..كما أطلق الأمين العام للأمم المتحدة عام 2008 حملة بعنوان "اتحدوا لإنهاء العنف ضد المرأة" لتمتد من ذلك التاريخ إلى العام الحالي من أجل دعوة الحكومات والمجتمع المدني والمنظمات النسائية والشباب والقطاع الخاص ووسائط الإعلام ومنظومة الأمم المتحدة بأسرها إلى توحيد صفوفها في مواجهة العنف ضد النساء والفتيات.
واطلقت الأمم المتحدة العام الماضي بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة حملة بهذا الخصوص امتدت 16 يوما شهدت فعاليات وأنشطة على المستوى العالمي وشاركت فيها الآليات الوطنية المعنية بالمرأة على المستوى العربي وكذلك الآليات الإقليمية ممثلة في منظمة المرأة العربية وجامعة الدول العربية .
كما أكد تقرير الأمين العام للأمم المتحدة في الدورة 69 للجمعية العامة حول خطة التنمية المستدامة لما بعد 2015 على أهمية تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين الفتيات والنساء ومناهضة كافة أشكال العنف ضدهن.
وتلقي السفيرة مرفت تلاوي المديرة العامة لمنظمة المرأة العربية خلال الجلسة الافتتاحية كلمتها أمام الملتقى مشيرة الى أن العنف ضد المرأة قضية لها أبعادها الإنسانية والأخلاقية والدينية والاجتماعية والسياسية ..وأن مواجهتها تتطلب تكاتفا اجتماعيا يشمل أطرافا عدة منها الإعلام الذي يضطلع بمسئولية كبيرة في تشكيل الثقافة وتغيير التوجهات الاجتماعية إزاء المرأة وصورتها وحقوقها .
وأضافت أن المنظمة وعت هذا الدور المهم للإعلام منذ بداية نشاطها وتبنت برنامجا بعنوان /الإعلام ودعم المرأة/ عقدت في إطاره أنشطة عدة وأصدرت الإستراتيجية الإعلامية للمرأة العربية بهدف تعزيز الوعي الثقافي والاجتماعي للمؤسسة الإعلامية بما يخدم تقديم رسالة إعلامية تدعم صورة إيجابية عن المرأة العربية وكذلك بناء وتعزيز القدرات الفكرية والمهنية للإعلاميين والإعلاميات بما يمكنهم من التفاعل الايجابي مع قضايا المرأة. وأضافت أن المنظمة لا زالت تتطلع إلى التعاون المثمر مع قطاع الإعلام العربي بما يدعم رسالتها نحو نهوض المرأة العربية.
وسيتناول الملتقى عددا من الموضوعات والمحاور من بينها " صورة المرأة في الخطاب الإعلامي وما تتعرض له من تشويه بدوافع تجارية أو أيديولوجية وأثر هذه الصورة المشوهة في تغذية العنف ضد المرأة في المجتمع" وتقييم تناول الإعلام العربي لحضور المرأة خلال أحداث الربيع العربي وما بعدها خاصة ما يتعلق بدورها الكبير خلال الثورات وكذلك ما تعرضت له من عنف مختلف الأشكال تراوح بين الاعتداء والعنف الجنسي والقتل" ودور الإعلام في تغيير الثقافة المجتمعية المتحيزة ضد المرأة وفي مناهضة كل التيارات التي تنتهك كرامتها الإنسانية" ودور الإعلام في إبراز صورة المرأة كمواطنة مهتمة بالشأن العام وبقضايا وطنها الحيوية وكمساهمة في مواجهة هذه القضايا وإيجاد حلول لها" ودور الإعلام في دعم حقوق المرأة ومكانتها في المجتمعات العربية لاسيما في مواجهة الثقافة التقليدية والأعراف والعادات المناهضة للمرأة والتي تعتبر من أهم مصادر العنف ضدها ودور الإعلام في ابراز الخطابات الإيجابية بشأن المرأة ودورها ومنها الخطاب الديني المستنير" ودور الإعلام في التناول الايجابي الجاد لمشكلات المرأة وأزماتها والحشد والتعبئة الاجتماعية من أجل إيجاد حلول عملية لهذه المشكلات التي رغم كونها مشكلات اجتماعية عامة إنما يقع عبئها الأكبر على المرأة لكونها الأقل في امتلاك الموارد الاجتماعية الرمزية والمادية وذلك مثل مشكلات الفقر /تأنيث الفقر/ والأمية ونقص الرعاية الصحية والخدمة التعليمية خاصة في البيئات العربية الريفية وغير الحضرية بوجه عام "وأهمية تفعيل دور الإعلام في التوعية بالحاجة إلى تحسين البنية القانونية العربية بما يجعلها أكثر إنصافا للمرأة كإنسان وأكثر حماية لها من كل أشكال العنف وأكثر تشجيعا لدورها الاجتماعي وانخراطها بشكل متساو في سائر أوجه النشاط والفعالية الاجتماعية" وكيفية تأهيل الإعلاميين وبناء قدراتهم من أجل تمكينهم من التناول المنصف والمتزن لقضايا المرأة".
وسيؤكد المشاركون في ختام الملتقى ضرورة العمل على تحسين صورة المرأة في وسائل الإعلام المختلفة وحماية حقوقها وحمايتها من العنف بمعناه الواسع وبسائر أنماطه بما فيها الصور الجديدة للعنف التي تطل برأسها الآن خاصة العنف المتمثل في الإرهاب وذلك من خلال "إعداد برامج تثقيفية توضح ضرورة إلغاء التمييز الممارس ضد المرأة وأثره السلبي على الأسرة والمجتمع" ومراعاة تنزيه الدراما العربية وكافة الأعمال الإعلامية عما يشوه صورة المرأة ويحط منها" والاستفادة الدائمة من الخبراء والمختصين في مجال المرأة وقضاياها عند إعداد المحتوى الإعلامي" ومراعاة تضمين النوع الاجتماعي في المضمون الإعلامي بوجه عام" وبناء قدرات الإعلاميين والإعلاميات في موضوع المقاربة الحقوقية لقضايا المرأة والتوعية بمفاهيم النوع الاجتماعي" وتفعيل المواثيق الأخلاقية الإعلامية في مقاربة قضايا المرأة.