إن الإنسان بطبيعته يكون اجتماعيا بدءا من ابتسامته الأولى وهو حديث الولادة وحتى تقدمه فى العمر وشعوره بالسعادة وسط أصدقائه وأقاربه، مع الوضع فى الاعتبار أن الأصدقاء يمثلون عنصرا شديد الأهمية فى حياة الطفل خاصة فى مرحلة الطفولة المتوسطة. ويجب على الأم أن تعلم أن الصداقة أمر شديد الأهمية لصحة الطفل العاطفية، مع الوضع فى الاعتبار أن الطفل حتى إذا امتلك صديقا واحدا فقط فإن هذا الأمر سيحدث معه فارقا كبيرا. ويجب على الأم أن تعلم أن هناك طفلا قد يكون من السهل عليه تكوين الصداقات بينما قد يحتاج طفل آخر لنوع من التشجيع والتوجيه. ويجب على الأم أن تدرك أن التعرف على الأصدقاء لن يكون أمرا سهلا وطبيعيا في الحصول عليه وتحقيقه عند بعض الأطفال. سيواجه الطفل خلال سنوات الدراسة مشاكل مع موضوع التعرف على الأصدقاء أو الحفاظ على الصداقات، مع الوضع فى الاعتبار أنه أحيانا تنتهى تلك المشاكل من نفسها وفى بعض الأحيان الأخرى فإنها قد تطول، وقد يواجه الطفل بعض المضايقات من أصدقائه فى المدرسة. وقد تواجه الأم أحيانا مشكلة فيما يتعلق بتحديد هوية من تلجأ إليه فى حالة مواجهة طفلها لمشاكل مع الأصدقاء. ويجب على الأم أن تكون متيقنة من أن تجاهل الطفل للأمور الاجتماعية هو الأمر الذى يدعو للقلق. إذا كنتِ تريدين اكتشاف سبب مشاكل طفلكِ مع أصدقائه فيمكنكِ أن تبدئي من معلمى الطفل فى المدرسة لأنهم يرون كيف يتعامل الطفل طوال اليوم الدراسى مع أصدقائه وزملائه، كما أن المعلمين فى المدرسة يكونون على إدراك تام بما يعتبر طبيعيا فيما يتعلق بالصداقات والتصرفات الاجتماعية المختلفة. واعلمى أن معلم أو معلمة طفلكِ سيعطيانكِ رؤية متكاملة حيال سلوكيات الطفل وتصرفاته وما إذا كانت طبيعية من ناحية التعامل مع الأصدقاء. يجب على الأم أن تراقب طفلها عندما يلعب مع أطفال آخرين ويمكنكِ مثلا أن تطلبى من إدارة المدرسة إذا وافقت أن تسمح لكِ بزيارة المدرسة خلال اليوم الدراسى لتراقبيه كيف يتصرف وكيف تتم معاملته ويجب أن تلاحظى فى تلك الحالة جيدا ما إذا كانت هناك أى تصرفات صادرة من طفلكِ تضايق الأطفال الآخرين أو تجعلهم يشعرون بالسعادة وستتمكنين فى تلك الحالة أيضا من مراقبة مدى تجاوب الأطفال الآخرين مع طفلكِ.